بايرن ميونخ يعبر اليوفنتوس بثنائية

في إياب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، لم يشفع ملعب يوفنتوس آرينا بمدينة تورينو وجماهيره لليوفنتوس من أجل قلب الطاولة على بايرن ميونخ وخطف بطاقة التأهل، وذلك بعد أن نجح بطل الدوري الألماني هذا الموسم في تأكيد تفوقه في الذهاب بهدفين دون رد عبر تحقيق الفوز في عقر دار "السيدة العجوز" بهدفين نظيفين أهل للدور نصف النهائي لملاقاة إما بروسيا دورتموند، ريال مدريد أو برشلونة.
استطاع العملاق البافاري أن يدير أغلب فترات الشوط الأول كما ينبغي، فمنع أصحاب الضيافة من تهديد مرمى مانويل نوير بشكل مكثف وخاصة في الدقائق العشرين الاولى التي كشفت عن توجيهات المدرب يوب هاينكس بالضغط هجومًا لكن بهدوء من الاحتفاظ بالكرة قدر الإمكان، ما حرم البيانكونيري من فرص الهجوم في العديد من المناسبات بجانب الصلابة الدفاعية للفريق الألماني.
فرغم تسديدة النجم المونتينيجري ميركو فوشِّينيتش المبكرة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة الثانية والتي تصدى لها مانويل نوير، كان الضيوف هو أصحاب السيطرة على مجريات اللعب وهددوا مرمى جانلويجي بوفون في عدد من المناسبات، منها تلك الفرصة التي سنحت للضيوف في الدقيقة الثانية إثر لعبة ثنائية ممتازة بين فرانك ريبيري وآريين روبين، قبل أن يمرر فيليب لام إلى ماريو ماندجوكيتش الذي كاد ينفرد ببوفون ويضع الكرة في المرمى لولا تدخل ليوناردو بونوشي في الوقت المناسب.
واصل لاعبو بايرن ميونخ تحكمهم في الكرة، لكنهم افتقدوا للَّمسة الأخيرة في ظل بعض الفردية التي ظهرت على النجم الهولندي روبين، خاصة حين راوغ كيلِّيني من اليمين في الدقيقة الحادية والعشرين قبل أن يسدد كراته المقوسة المعتادة من خارج منطقة الجزاء، لكن هذه المرة ذهبت بعيدًا عن المرمى.
كاد اليوفي يباغت الضيوف بعدها بدقيقتين، حين حصل كلاوديو ماركيزيو على ركلة حرة بالقرب من منطقة جزاء الفريق الأحمر نفذها أندريا بيرلو بقوة مباشرة باتجاه المرمى، إلا أن نوير تألق في التصدي للكرة مبعدًا الخطر عن مرماه، لتكون هذه المحاولة بداية لاستفاقة "السيدة العجوز" هجوميًا وتكثيف محاولاتهم على المناطق البافارية.
أهدر فابيو كوالياريلَّا في الدقيقة التاسعة والعشرين فرصة مهمة صنعها بجهد فردي لصالح فريقه، وذلك بعد أن فضل التسديد من خارج منطقة الجزاء عوضًا عن التمرير لغير المراقب فوشِّينيتش، ما أغضب الأخير بعد أن رآى تسديدة المهاجم الإيطالي تبتعد عن المرمى. وفي المقابل، شن البايرن هجمة ممتازة في الدقيقة الحادية والثلاثين مهد على إثرها ماندجوكيتش الكرة بصدره لزميله توماس مولر، إلا أن تسديدة الأخير من خارج منطقة الجزاء ذهبت بجانب مرمى بوفون.
واجه بوفون شبح مباراة الذهاب في الدقيقة الثامنة والثلاثين حين حصل بايرن ميونخ على ركلة ركنية أرسلها ريبيري داخل منطقة الجزاء وردها دفاع اليوفي لخارج المنطقة، لتصل إلى ديفيد ألابا صاحب الهدف الأول في ملعب أليانز آرينا ويسدد كرة قوية للغاية أبدها العنكبوت الإيطالي الدولي بنجاح هذه المرة.
انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بعد أن عاد روبين في الدقائق الأخيرة ليسدد كرة من كراته المعهودة لكن فوق المرمى، قبل أن يسدد ريبيري كرة أرضية ضعيفة من خارج منطقة الجزاء التقطها بوفون دون عناء. ومع بداية الشوط الثاني حصل اليوفي سريعًا على فرصة للتقدم عبر ركلة حرة في الدقيقة السابعة والأربعين، لكن هذه المرة نفذها بيرلو في منتصف المرمى حين الحارس الألماني الدولي مانويل نوير.
بعد دقيقتين رد القائم أخطر فرصة للبيانكونيري في المباراة، وذلك بعد أن سدد كوالياريلَّا من خارج منطقة الجزاء كرة قوية اصطدمت بالقائم الأيسر قبل أن تخرج إلى ضربة مرمى، إلا أن البايرن استطاع امتصاص حماسة فريق المدرب أنتونيو كونتي ليعود الفريق الضيف للسيطرة على مجريات اللعب ويعيد منافسه للدفاع من جديد.
في الدقيقة السابعة والخمسين عرف روبين كيف يرد جيدًا على محاولة كوالياريلَّا، وذلك عبر تسديدة مقوسة من خارج منطقة الجزاء كادت تهز الشباك لولا أن ارتدت من القائم الأيمن، لكن، وبعد سبع دقائق، استطاع البايرن إحراز هدف التقدم القاتل لصاحب الضيافة عبر ركلة حرة من الجهة اليُمنى نفذها ريبيري عرضية باتجاه خابي مارتينيز الذي مدد قدمه ليسدد كرة خطيرة تصدى لها بوفون ببراعة، إلا أن الدفاع الهزيل للبيانكونيري منح الفرصة لهداف البوندسليجا الكرواتي ماندجوكيتش لمتابعة الكرة بنجاح في المرمى.
بعد دقيقة واحدة، تحديدًا في الدقيقة الخامسة والستين، أوشك فريق المدرب يوب هاينكس على مضاعفة النتيجة إثر هجمة مرتدة سريعة قادها روبين من اليمين ومرر على إثرها بينية للجهة اليُسرى داخل منطقة الجزاء، حيث مولر الذي أساء استغلال المحاولة وسدد الكرة بباطن القدم فوق المرمى عوضًا عن إيداعها في شباك بوفون.
أنهى بايرن ميونخ المباراة عمليًا المباراة بالنسبة لليوفي، لكن ذلك لم يمنع مولر من محاولة التسجيل مرة أخرى في الدقيقة السابعة والسبعين حين سدد كرة أرضية قوية من الجهة اليُسرى خارج منطقة الجزاء مرت بجانب القائم الأيسر للمرمى الأبيض والأسود.