علي الرغم من أن زيارة أول فوج سياحي إيراني لمصر لم تستمر سوى خمسة أيام فقط، إلا أن الجدل حولها لايزال مستمراً، حيث قالت وكالة أنباء "إيرنا" في تقرير خاص لها: إن زيارة السائحين الإيرانيين جاءت بعيدة عن زيارتهم ل"رأس الحسين"، باعتبارها من الأماكن المقدسة عندهم . وقالت رقية حاتمي پور، المدير التنفيذي لشركة "فلامنجو" للسياحة، أن هذه الرحلة تعد خطوة إيجابية لاستئناف العلاقات بين البلدين، لاسيما بعد أن ظلت العلاقات مقطوعة لأكثر من 34 عاماً .
وأضافت أنها جاءت نتيجة للمشاورات التي كانت مستمرة ليل نهار بين كلاً من مدير مكتب رعاية المصالح المصرية في إيران ونظيره في القاهرة وبين المسؤولين لكلا البلدين، كذلك التنسيق مع مؤسسة الطيران المدني . وأثنت " حاتمي پور" على وزارة السياحة التي مهدت الطريق لاستقبال السائحين الإيرانيين بحفاوة في أسوان والأقصر، والتي أعدت لهم البرنامج السياحي المتميز لزيارة المناطق التاريخية، مشيرة إلي أن الشعب المصري أيضاً استقبل الوفد الإيراني بحفاوة وكانوا سعداء بهم . وأشارت إلي أن الكثيرين ممن رؤاهم من الشعب المصري حاولوا التعبير عن سعادتهم بوصولهم، مضيفة أنهم اعربوا عن هذا الترحيب بعبارات باللغة الإنجليزية والعربية ،كما تمنوا أن تستمر زيارتهم لمصر مرة أخري . وحول اعتراض البعض علي زيارتهم قالت أن بعض الجماعات الدينية المتطرفة مثل السلفيين، في إشارة إلي أنهم الوحيدون المعارضون لزيارتهم للأراضي المصرية ، مضيفة أنهم اعترضوا علي زيارتهم من الأساس من اللحظات الأولي لوصولهم أرض المطار ،مشيرة إلي أن الأجهزة الأمنية اتخذت إجراءات مشددة لتأمينهم والحفاظ عليهم . وأضافت أن زيارتهم للمحافظات البعيدة عن القاهرة كانت أكثر هدوءاً وأماناً، حيث أن زيارتهم للعاصمة شهدت الكثير من الاعتراضات والانتقادات ضدهم ،علي الرغم من اقتصارها علي المتحف المصري، أبو الهول والأهرامات فحسب، مشيرة إلي أن الأجهزة الأمنية حاولت أن تقنعهم أن هذا الأمر يأتي ضمن برنامج الزيارة، كما أنهم لم يستطيعوا زيارة الحسين . وأوضحت أن برنامج الزيارة كان يشمل زيارة مسجدي "الحسين" و"السيدة زينب"، إلا أن بعض الجماعات الإسلامية التي تجمعت بالقرب منهما حالت دون وصولنا للزيارة، حيث اعترضت الشرطة علي إتمام البرنامج منعاً للاشتباكات والصدام معهم.