تحيي دار الأوبرا المصرية، ذكرى ميلاد الموسيقار محمد القصبجي، حيث تقدم الفرقة القومية العربية للموسيقى قيادة المايسترو سليم سحاب حفلا في الثامنة مساء الجمعة المقبل على مسرح الجمهورية.. ويتضمن برنامج الحفل باقة متنوعة من أشهر الأغاني والقصائد التي تعاون فيها القصبجي مع كبار المطربين منها "يا طيور، مش ممكن أقدر أصالحك، امتى هتعرف، أنا قلبي دليلي، بتبص لي كده ليه، يا من انادي بلحني، مونولوج ياما ناديت من اسايا، فرق ما بينا، مادام تحب ورق الحبيب، يشدو بها كل من نجوم الفرقة آيات فاروق، إيمان عبد الغني، حسناء كمال وريم كمال. ومن المعروف أن الموسيقار محمد القصبجي من مواليد القاهرة عام 1892،وتخرج في مدرسة المعلمين وكان يهوى الفن منذ صغره. وكان يقوم بأداء الأدوار القديمة في الحفلات الساهرة وأصبح زميلا لمطربي هذا العهد، نظرا لأنه نشأ في عائلة موسيقية حيث كان والده عازفا ومدرسا لآلة العود وملحنا، حيث نما لدى القصبجي حب الموسيقى منذ صغره وتعلق بها، ولكنه لم يحد عن طريق العلم فالتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم وانتقل إلى الأزهر الشريف حيث درس اللغة العربية والمنطق والفقه والتوحيد. ثم التحق القصبجي بعد ذلك بدار المعلمين التي تخرج منها معلما ثم اشتغل بعد تخرجه في مجال التعليم ولكنه لم ينقطع عن الموسيقى وتمكن من إتقان أصول العزف والتلحين وساعدت ثقافته العامة في خوض غمار هذا المجال باقتدار وبدأ يعمل في مجال الفن ثم ترك مهنة التدريس وتفرغ تماما للعمل الفني. وكانت أول أغنية له من نظمه وتلحينه ومطلعها "ما ليش مليك في القلب غيرك" وتم تسجيل هذه الأغنية بصوت المطرب زكي مراد وكان أول عمل تلحيني احترافي له هو دور "وطن جمالك فؤادي يهون عليك ينضام" من كلمات شاعر عصره الشيخ أحمد عاشور في عام 1927 كون القصبجى فرقته الموسيقية التي ضمت أبرع العازفين أمثال محمد العقاد للقانون وسامى الشوا الملقب بأمير الكمان وكان هو عازف العود في الفرقة، ولم يتوقف عند الشكل التقليدى للفرقة الموسيقية العربية فأضاف إلى فرقته آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان،كما قدم القصبجي ألحانا عديدة للسينما. وكان من أكثر الملحنين إنتاجا طوال 50 عاما وقدم للمسرح الغنائي الكثير،حيث قدم لمنيرة المهدية عدة مسرحيات هي:"المظلومة " و"كيد النسا" و"حياة النفوس" و"حرم المفتش" كما قدم لنجيب الريحاني ثلاثة ألحان في أوبريت "نجمة الصباح".حيث قام القصبجي أيضاً بتلحين الفصل الأول من "أوبرا عايدة" الذي غنته أم كلثوم في فيلمها عايدة في أوائل الأربعينينات. وكان محمد القصبجي يتطور ولكن في إطار المحافظة علي النغمة الشرقية الأصيلة. تتلمذ علي يديه في العزف علي العود كل من رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش. وتوفي القصبجي عام 1966 حيث أصبح محمد القصبجى صاحب مدرسة خاصة في التلحين والغناء ولم يقلد أحدا في ألحانه، وقد صنع في ألحانه نسيجاً متجانساً بين أصالة الشرق والأساليب الغربية المتطورة فكان بذلك مجددا ارتقى بالموسيقى الشرقية نحو عالم جديد.