تشهد وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى حالياً حالة ارتباك غير معهودة، حيث تتوالى الأزمات المفاجئة على الوزارة، فبعد الإنتهاء جزئياً من الجراد الصحراوى الذى هاجم مصر مؤخراً، ظهرت فى الأفق أزمة جديدة تتمثل فى عدم قدرة الوزارة على توفير السولار اللازم للمزارعين لحصاد محصول القمح هذا العام. ففى الوقت الذى يؤكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الدكتور صلاح عبدالمؤمن، معالجة الأزمة عن طريق الاتفاق مع وزارة البترول والتموين، على تحديد حصة من السولار لتوزيعها على المزارعين من خلال محطات وقود بمختلف المراكز بالمحافظات، يتخوف بعض الباحثين من عدم قدرة الوزير على الوفاء بتعهداته. وأكد عبد المؤمن فى تصريحات ل، أنه سيتم من خلال المحطات ضخ حصة كاملة لتشغيل الآلات الزراعية لحصاد القمح بإجمالي 90 مليون لتر، وذلك قبل بدء موسم توريد المحصول لصالح الدولة، متمنياً أن تنفذ وزراتى "التموين"و"البترول" الأتفاقيات مع الزراعة بتوفير الكمية المقرر للحصاد، مضيفاً أنه سيتم بحث سيناريوهات مختلفة للتوزيع، سواء من خلال الكوبونات أو من خلال ربط الحصص بمحطات الوقود بكل منطقة، مشيراً إلى أن كفاءة المنظومة ترتبط بالبعد الأمني لتأمين محطات الوقود المخصصة بصرف السولار لأغراض تشغيل آلات حصاد القمح، لافتاً الى أن الموسم الجديد لزراعة القطن سيشهد إقبالاً على زراعته. يأتى هذا فى الوقت الذى استعدت فيه وزارة الزراعة متمثلة فى قطاع الخدمات، لتوفير خطط عاجلة لمواجهة الأزمة فى حالة عدم توفير السولار، وقال المهندس صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات والمتابعة ل، أن هناك خطة لحصاد القمح ذاتياً، مؤكداً أنها ستكون متعبة ولكن الوزارة ستتحمل الجزء الأكبر من النفقات حسب كميات القمح المنزرعة. يُذكر، ان ارتفاع درجة الحرارة بمعدل درجة واحدة يُقلل من إنتاجية محصول القمح بنسبة تصل إلى 12 % طبقاً للدراسات العلمية الدولية، حيث يعكف مركزالبحوث الزراعية على استنباط سلالات من القمح عالية الإنتاجية وتتحمل الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة بسبب ظاهرة التغيرات المناخية التى تشهدها مصر حالياً.