شهدت محافظة أسوان اجتماع سفراء دول الآسيان قبل ظهر اليوم والتي ضمت سفراء دول جنوب شرق آسيا ، وأكدوا أنه رغم الظروف والتحديات الصعبة التي تمر بها مصر سياسياً واقتصادياً ، إلا أنها تمتلك إمكانيات ضخمة للانطلاق نحو إقامة دولة متقدمة قادرة علي المنافسة الاقتصادية والتجارية خلال السنوات القادمة ، حيث أن هناك العديد من المشروعات الاستثمارية التي تعتزم دول الآسيان تنفيذها بمجرد استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية . وأشار نور فانزى سواندى سفير أندونيسيا بمصر إلي أن الآسيان تضم في عضويتها 10 دول هم بروناى دار السلام واندونيسيا وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام وكامبوديا ولاوس ، حيث تعقد الآسيان اجتماع نصف سنوي في احدي المدن السياحية بمصر في إطار حرصها للتعرف علي المقاصد السياحية الهامة بمصر ، فيما تعقد اجتماعها الشهري في احدي السفارات المعتمدة ، موضحاً بأن اختيار أسوان لعقد هذا الاجتماع جاء لرغبة قوية من الآسيان للإطلاع علي المقومات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية بها حيث قام وفد سفراء الآسيان والدبلوماسيين المرافين لهم بزيارة المعالم السياحية والأثرية منها المسلة الناقصة والسد العالي ومعبدي أبو سمبل وفيله ، بالإضافة إلي المتحف النوبي وذلك علي مدار 4 أيام. وأضاف فانزي سواندي بأنه سيقدم اقتراحاً للمسئولين في أندونيسيا بأن تكون أسوان ضمن برنامج زيارة الحجاج الأندونيسيين لأداء مناسك الحج سواء في الذهاب أو في العودة ، وذلك عبر نقلهم من السعودية إلي أسوان مباشرة سواء بالطيران أو عبر البحر الأحمر. مضيفاً بأن الآسيان هو كيان من مجموعات الدول الواقعة فى جنوب شرق آسيا والذى تم تأسيسه بروح السلام والأمن الاقليمى لتعيش هذه الدول فى سلام وامن حيث تم تأسيس أول منتدى لدول الاسيان على مستوى رؤساء البعثات فى عام 1997 بالقاهرة لبحث المستجدات عن العلاقات الثنائية وأنشطة كل الدول داخل مصر ، ومنذ يناير 2010 تم تغير اسم هذا المنتدى إلى لجنة دول الآسيان. وفي السياق ذاته أكد تان هونج سينج سفير سنغافورة بمصر علي أنه فور استقرار الأوضاع في مصر سيكون هناك انفتاحاً كبيراً علي الاستثمار فيها من جانب دول الآسيان والتي تصل دخلها القومي إلي 2 تريليون دولار سنوياً حيث تعتبر القوي الاقتصادية الثانية بعد الصين ، كما أن منتجاتها تغزو جميع أسواق العالم وهي ذات جودة عالية ، مشيراً إلي أن حجم التبادل التجاري بين مصر وسنغافورة فقط لم يتجاوز ال 800 مليون دولار ، في حين أن هناك العديد من المشروعات الاستثمارية المشتركة تعمل حالياً في مصر منها مشروع في مجال التصنيع الغذائي تصل تكلفته إلي 30 مليون دولار وهو يعكس ثقة المستثمر السنغافوري في الاقتصاد المصري .. وأكمل تان هونج سينج بأن هناك أيضاً العديد من مجالات التعاون بين مصر وسنغافورة منها إنشاء مركز لتدريب الممرضات الأفارقة بدعم مشترك وبتمويل من صندوق التعاون المصري الأفريقي . ومن جانبه فقد رحب اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان في كلمته بالضيوف ، واختيار المحافظة كمقر للاجتماع الدوري لدول الآسيان ، وهو الذي يعكس تمتعها بالاستقرار الآمني مما أتاح الفرصة أمام دول النمور الأسيوية للتعرف علي المقومات الاقتصادية والسياحية والثقافية والفرص الاستثمارية المتاحة بأسوان ، لافتاً إلي أن الموقع الجغرافى المتميز للإقليم وتوافر البنية الأساسية والخدمية من شبكة طرق وكباري وسكك حديدية ومطارات وموانىء ، بجانب الثروات التعدينية والسمكية ، وأيضاً توافر بدائل كثيرة للطاقة الكهربائية منها الطاقة الشمسية ، علاوة علي البيئة النظيفة يعزز مجالات التعاون والاستثمار في الفترة القادمة .. وأكد محافظ أسوان بأن افتتاح الطرق والموانئ البرية الجاري إنشائها بين مصر والسودان ستعمل علي تنشيط حركة التجارة والسفر للسودان وأفريقيا ، وخاصة بعد إقامة المنطقة الحرة التي تضم العديد من المشروعات للاستفادة من التسهيلات الجمركية واللوجستية لتصبح أسوان إحدى محاور الربط بين أسيا وأفريقيا تجارياً وصناعياً وسياحياً.