بروفيل البابا شنودة الثالث البابا شنودة الثالث ولد فى 3 أغسطس 1923 وتوفى فى 17 مارس 2012 ولد نظير جايد روفائيل وهو الاسم الحقيقي له في قرية السلام، التى تنتمي إداريا لمحافظة أسيوط في صعيد مصر وكان اصغر طفل لعائلة مكونة من ثمانية أطفال، خمس فتيات وثلاثة فتيان وتوفيت والدة نظير بعد فترة وجيزة من ولادته وحضر مدرسة الأقباط الابتدائية ودرس في المدرسة الأمريكية في بنها ثم انتقل إلى شبرا حيث التحق بالمدرسة الثانوية العليا. ومن سن 14، بدأ نظير قراءة الشعر وقام بكتابة العديد من القصائد بنفسه، وخاصة بين عامي 1946 و 1962 وفي سن ال 16، كان نشطا في الحركة القبطية وشغل منصب مدرس مدرسة الأحد، أولا في كنيسة سانت انطوني في شبرا، ثم في كنيسة سانت ماري في مهمشة وفي عام 1943، التحق بجامعة القاهرة (جامعة الملك فؤاد الأول سابقا) وحصل درجة الليسانس في الاداب وتخصص في اللغة الإنجليزية والتاريخ وفي الوقت نفسه، قضى العطلة الصيفية في دير الصحراء الغربية والمعروفة باسم (دير السورية)، وكان ضابط احتياط في سلاح المشاة المصرية وفي عام 1946، وكان في سنته الأخيرة من الدراسات الجامعية، سمح له بالانخراط في الدروس المسائية بالمدرسة القبطية وكانت تفتح عادة لخريجي الجامعة فقط ولكن عميد المدرسة، الدكتور حبيب جرجس الشمامسة قام باستثناء في حالة نظير حيث كان حبيب جرجس له دور أساسي في تشكيل مستقبل البابا شنودة الثالث وكان دائم التحدث عنه دائما وفى عام 1947 بدأ العمل كمدرس للغة الإنجليزية والتاريخ والعلوم الاجتماعية في مدرسة ثانوية في القاهرة وفي الوقت نفسه، قال انه حضر مقررات الدراسات العليا في علم الآثار الكلاسيكية في جامعة القاهرة وتخصص في تاريخ مصر القديمة ومصر الإسلامية وكان يتحدث العربية بطلاقة والانجليزية والقبطية والفرنسية، ويقرأ اليونانية واللاتينية والأمهرية. وهو البابا رقم 117 فى تاريخ البطاركة وهو بطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، استمرت فترة باباويته 40 عاما وأربعة أشهر، و4 أيام من 14 نوفمبر 1971 حتى وفاته في 17 مارس 2012، وكان الشخصية المحافظة داخل الكنيسة وحظى باحترام كبير داخل المجتمع الاسلامي وقالت صحيفة الجارديان البريطانية انه أصبح راهبا في عام 1954 تحت اسم الأب أنطونيوس السوري بعد انضمامه لدير السورية وفي عام 1958، تم رفعه إلى الكهنوت، وفي عام 1962، استدعى البابا كيرلس السادس الأب أنطونيوس وكرس له الأسقف العامة للتعليم المسيحي وعميدا لاللاهوتية الأرثوذكسية القبطية وإعادة تسميته الى شنودة تكريما للباحث والكاتب الأكثر شهرة في القبطية، سانت شنودة رئيس المتوحدين، وتحت قيادة المطران شنودة، زاد عدد الطلاب فى المدرسة القبطية الارثوذكسية الى ثلاثة أضعاف ويذكر ان الأرثوذكس يشكلون 95٪ من المسيحيين المصريين بعد وفاة البابا كيرلس السادس يوم 9 مارس 1971، أسفرت عملية الاختيار عن البابا شنودة الثالث ليصبح البابا الجديد وكرس يوم 14 نوفمبر 1971 اى بعد ما يقرب من تسعة اشهر بعد وفاة البابا كيرلس السادس، وتم تكريسه فى كنيسة قبطية فى جزيرة ستاتين بمدينة نيويورك، وخلال ولايته البابوية، نمت الكنيسة القبطية بشكل ملحوظ تم تعيين الأساقفة الأولى للأبرشيات فى قارة أمريكا الشمالية، والتي تحتوي الآن على أكثر من (214 في الولاياتالمتحدة و 38 في كندا وواحدة في المكسيك وتم تعيين أيضا الأساقفة الأقباط في أوروبا وأستراليا وأمريكا الجنوبية وعمل جاهدا داخل مصر من أجل رفاهية شعبه والكنيسة وكان يعرف عن البابا شنودة الثالث التزامه وكان يدعو الطوائف المسيحية للحوار وقال انه كرس كتاباته وتعاليمه والإجراءات الرامية إلى نشر مبادئ توجيهية لفن التفاهم والحوار والسلام والمغفرة. وفي وقت وفاته، كان ينظر للبابا شنودة الثالث باعتباره واحدا من عظماء البطاركة للكنيسة فى القرنين العشرين والواحد والعشرين نشاطه خارج مصر ووفقا لصحيفة ذا تشرش اوف انجلند" البريطانية فقد كان البابا شنودة يقوم بتعزيز العلاقات مع اقباط المهجر في الولاياتالمتحدةوكندا وأوروبا وجنوب أفريقيا وأستراليا وجميع انحاء العالم، ومن 25 إلى 30 سبتمبر 1974 ذهب في رحلة رعوية لزيارة الكنيسة الإثيوبية خلال فترة حكم الامبراطور هيلا سيلاسي في اثيوبيا، وبين 14 أبريل و 23 مايو 1974، أصبح اول من قام بزيارة أمريكا الشمالية عندما زار الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا، كما زار استراليا ست مرات، الزيارة الأولى كانت في عام 1989 (18 نوفمبر - 10 ديسمبر)، والثانية كانت في عام 1991 (5-26 فبراير)، والثالثة في عام 1993، والرابع في عام 1995 (أغسطس إلى سبتمبر)، والخامسة في عام 1996وكانت رحلته السادسة والأخيرة في نوفمبر 2002، وقام بجولة موسعة فى اليوبيل الفضي من 18 مايو - 20 ديسمبر 1996، والتي اقتادته إلى أوروبا وكنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا، ومن 11 إلى 13 أبريل 2008، قام بالرحلة الثانية إلى إثيوبيا أفكاره السياسية بعد عشر سنوات من ولايته البابوية، في عام 1981، كانت العلاقة بين البابا شنودة الثالث والرئيس المصري الراحل أنور السادات قد تدهورت لأسباب عدة، فمنذ وصول السادات إلى السلطة، بدأ تشجيع نمو التطرف الإسلامي في البلاد كوسيلة لمحاربة الجماعات الشيوعية وترسيخ سلطته، حيث تم قمع الجماعات الاسلامية مثل جماعة الاخوان المسلمين خلال فترة ولاية سلفه، الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وكان السادات قد دفع بتعديل دستوري من شأنه أن يسمح له لاعادة انتخابه رئيسا أكثر من مرتين ولجعل التعديل الدستوري أكثر جاذبية للجماهير، قام السادات باعلان ان الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، وقد وشهدت السنوات من 1972 حتي 1981 تصعيد العنف ضد المسيحيين في مصر وبلغت ذروتها في مذبحة المسيحيين في القاهرة في عام 1981. البابا شنودة الثالث واسرائيل كان البابا شنودة يرى أن معاهدة السلام مع إسرائيل كانت تتوجب السلام الشامل الأكبر في الشرق الأوسط، واعتبر السادات ان البابا شنودة من المعارضين وقام بنفيه إلى دير في الصحراء ولكن البابا شنودة الثالث استمر في إجراء مهامه من دير الصحراء وقد اغتيل السادات بعد شهر، في 6 أكتوبر 1981، من قبل المتطرفين الاسلاميين، وفي يناير 1985 قام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك باعادة البابا شنودة الى مكانته البابا شنودة الثالث وفلسطين ومن وجهة نظره الوطنية العربية انه يجب ألا نتخلى عن الفلسطينيين وقد رفض التطبيع مع اليهود وقد حذر من أن الأقباط الذين زاروا القدس سيواجهوا اثناء الحج وأضاف أن الأقباط يجب ان تذهب فقط الى القدس بعد قيام السلام في المنطقة وقد أعلن البابا شنودة أن المسيحيين لا يجب أن يقوموا بزيارة القدس إلا مع إخوانهم المسلمين بعد أن يتم حل الصراع مع إسرائيل بما يرضي جميع الأطراف، وكان رأيه في الانتحاريين الفلسطينيين أنه كان رد فعل طبيعي للضغط والاكتئاب التي يعيشه الفلسطينيون، وهم لا يرون أي بديل سوى تفجير أنفسهم في وجه عدو يستخدم كل وسائل التعذيب من دون رحمة ردود الفعل المحلية والدولية على وفاته وفاة البابا شنودة الثالث أتي في وقت محفوف بالمخاطر لمجتمع يعاني من انعدام الأمن المتزايد حيث كان قادرا على توفير درجة عالية من الحماية لرعيته التى تبلغ نحو ثمانية ملايين المسيحيين ولكن مع نمو الاضطرابات المدنية خلال "الربيع العربي" أشارت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أن ما يقرب من 100 ألف مسيحي قد قاموا بالهجرة من مصر الى أوروبا والولاياتالمتحدة أو أستراليا وقد ذكرت قناة الجزيرة بالإنجليزية أن البابا شنودة كان في حالة معنوية جيدة قبل وفاته وقام حوالى مليون أو أكثر من بالتوجه لحضور مراسم دفنه مما تسبب في اختناقات مرورية تمتد لعدة كيلومترات وقد حضر جنازة البابا شنودة الثالث العديد من الشخصيات الدينية في العالم العربي مثل معز مسعود وحبيب علي الجفري. وجاءت ردود فعل سياسية ودينية على وفاته من مختلف الاطياف المصرية والدولية وأصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانا للتعزية وقام المشير محمد حسين طنطاوي، باقرار مرسوما يقضي باقامة ثلاثة أيام من الحداد، وقال سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة أن مصر فقدت واحدا من الرموز الوطنية، والذي ترك فراغا كبيرا في الساحة السياسية في وقت حرج وقام رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري باصدار بيان للتعزية وقال عمرو موسى ان البابا شنودة الثالث كان رجلا عظيما وكان يعمل لمصلحة البلد وقال الشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر للأزهر الشريف، أن مصر قد فقدت واحدا من رجالها النادرين في لحظة حساسة كانت تشتد الحاجة الى حكمته وخبرته ونقاء عقله وعلى المستوى الدولي قال البابا بنديكت السادس عشر انه يذكر التزامه بوحدة المسيحيين وان الكنيسة الكاثوليكية اصابه الحزن مثل ما اصاب الأقباط الأرثوذكس، قال الرئيس الامريكي باراك أوباما أن البابا شنودة الثالث كان رجل الإيمان العميق وداعية للوحدة والمصالحة وكان محبوبا من الأقباط في مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية وكان يدعو إلى التسامح والحوار الديني وأضاف أنه وميشيل زوجته يقفان جنبا إلى جنب مع المسيحيين الأقباط تكريما لإسهاماته في دعم السلام والتعاون، وعبرت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون عن تعازيها نيابة عن الولاياتالمتحدة كلها للشعب المصري وذكر الدكتور روان وليامز ان البابا شنودة كان صانع السلام الجوائز الذى حصل عليها في عام 2000، تم منح قداسة البابا شنودة الثالث من اليونسكو جائزة مادانجيت سينج لتعزيز التسامح واللاعنف بناء على توصية لجنة تحكيم دولية وكانت الجائزة لتعزيز التبادل والتفاهم بين المسيحية والإسلام في الشرق الأوسط.