"الحكاية مش مجرد كيان عايشين جواه، الأولتراس فكرة عايشة جوانا"، هكذا هو تعريف "مثيري الشغب" كما يسمونهم رموز "الداخلية"، من وجهة نظر خالد منصور، مؤلف فيلم "مش مجرم"، الفيلم القصير الذي يحكي قصة حياة فرد من جمهور الأولتراس، مبرزاً خلاله الجانب الإنساني لهذا الشاب البسيط، الذي نال نصيب الأسد من تهم التخريب والشغب، لمجرد أنه يحب ناديه الذي يشجعه، ولم يرض بأن يذهب حق شهدائه مذهب الرياح من العدم. الفيلم الذي جسده خيال مخرجه " أحمد السيسي" وقام ببطولته، يحكي حكاية فرد من الأولتراس منذ صغره، مروراً بمراحله الدراسية وصولاً للجامعة، وما يتخلل تلك المراحل الحياتية والعمرية من مشاكل تواجهه حتى من أقرب الناس إليه أهله وأحبائه، ممن وجدوا في انتماء ابنهم لمثل هذا الكيان هو مجرد مضيعة للوقت، وتهديد لمستقبله كأي شاب عادي يسعى لحياة كريمة وعادية، بجانب اعتبارهم التشجيع هو بلا هدف أو غاية، وأن الأولتراس هؤلاء هم مجرد مجموعة من " الشباب الطائش". كما يسلط الفيلم الضوء على تطور العلاقة "المتوترة" بين الأولتراس وداخلية النظام الحاكم، عبر الأيام والأحداث المأساوية المتكررة، وصولاً لمجزرة بورسعيد وما تلاها من مجازر مصغرة، وإسالة لدماء الشهداء بدون أي وجه حق. ويهدف لتوضيح القضية الرئيسية لهذه المجموعة المنظمة، وهي "الحرية"، حرية قول مانريد وقتما نريد دون خوف من قمع أو إخراس، حرية العيش في بلد صالح واّمن، الحرية بمفهومهم البسيط الحالي هي أن يموت الشهيد ضامناً أن حقه سيأتيه ممن قتله. والفيلم أداء كل من( أحمد السيسي، اّية يحيي، ومحمد مهدي)، وسيناريو وحوار خالد منصور، والمخرج المنفذ محمد حسنين، ومن تصوير حسن البنا، ومونتاج أميرة محمود، ومن إخراج أحمد السيسي. ويذكر أن الفيلم قد شارك في أولى عروضه بمسابقة ساقية الصاوي للأفلام التسجيلية بنهاية شهر فبراير وأوائل شهر مارس الجاري، ويستعد فريق العمل للمشاركة في عدد من مسابقات الأفلام القصيرة القادمة، هادفين لتوصيل رسالة الفيلم الأساسية، "أن الحرية فكرة، والفكرة لاتموت ولا تعجز".