أعلنت، اليوم الجمعة، جمعية الروزنا لتطوير التراث المعماري في بلدة بيرزيت شمالي رام الله، أن أسبوع التراث السادس الذي اختتمته مؤخراً استقطب أكثر من 35 ألف زائر من مختلف المحافظاتالفلسطينية وفلسطينيي 1948. ووجهت الجمعية شكرها لكل من ساهم في انجاح الأسبوع من مؤسسات شريكة وداعمة ومتطوعين ولجان ومشاركين وحضور ووسائل اعلام. وقالت في بيان لها:"نفتخر وإياكم بالنجاح الكبير الذي شهده أسبوع التراث السادس وما حققه من فعاليات ونشاطات هدفت كلها إلى إعادة إحياء المنطقة التاريخية في بلدة بيرزيت، وإلى خلق فرص عمل ومصادر دخل للعديد من الشباب في الريف الفلسطيني، وإلى إبراز الحرف الفنية والتراثية والفنون الشعبية والفلكلورية الأمر الذي ترك الأثر الكبير على كافة شرائح المجتمع، والتي اتسعت هذا العام لتشمل التواصل والتنسيق والترابط الثقافي مع أهلنا في مناطق 1948 في حيفا وصولاً إلى بلدية الناصرة، والى جانب التواصل مع أهلنا في الجولان العربي المحتل". وقالت مديرة الدائرة الاعلامية لأسبوع التراث السادس تيري بلاطة أن الأسبوع نجح على كافة المقاييس من خلال الاقبال الكبير للمواطنين والزوار ومشاركة المؤسسات والجمعيات.وأضافت:" حاولنا من خلال هذا الأسبوع تسليط الضوء على الرصيد الحضاري في بلدة بيرزيت والاسهام في دفع عجلة التنمية الريفية وتوفير مصادر مدرّة للدخل وفرص منعشة للعمل لأهالي المنطقة، الى جانب التركيز على دور المرأة الفلسطينية في بناء المجتمع وتنميته....وأعتقد اننا نجحنا في ذلك". احياء العرس الفلسطيني التقليدي وأحيت جمعية الروزنا من خلال اسبوع التراث، العرس الفلسطيني التقليدي بكافة تفاصيله، حيث ارتدت أربعة عرائس الثوب الفلسطيني المطرز، وأرتدى أزواجهن الشروال والدماية والحطة والعقال. وأقيمت زفة للأزواج الأربعة انطلقت من أمام مبنى البلدية وجابت شوارع البلدة القديمة وسط الأهازيج والزغاريد بإشراف مركز بيرزيت للمسنين وفرقة شوباش للزفة والعرس الفلسطيني وبالتعاون مع مؤسسة صمود للتراث الشعبي الفلسطيني. وبعد الزفة، جرت مراسم الحنة للعرائس في مشهد تراثي أعاد الحضور الى التقاليد الفلسطينية الأصيلة. مسابقة زهرة الريف 2013 وأطلقت جمعية الروزنا ضمن فعاليات أسبوع التراث السادس، مسابقة "زهرة الريف" في عامها الأول بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبدعم من منتدى شارك الشبابي/مجلس محلي شبابي بيرزيت. وتضمنت المسابقة مرافقة العائلات في الريف لثوب بلدتها التراثي التقليدي والذي ارتدته إحدى فتيات الأسر من عمر 7 سنوات– 15 سنة لتزفه النسوة بأغاني شعبية وليكون التحكيم على أساس مدى معرفة الصبية للثوب التقليدي الذي تلبسه ومدى معرفتها بالأغاني والأمثال والحزازير الشعبية. وشارك في المسابقة ثمانية حمائل من بلدات بيرزيت وعطارة وجوريش، حيث فازت في المسابقة حمولة أمعيد من بيرزيت وتم تتويجها كزهرة الريف 2013. وأشرف على المسابقة لجنة تحكيم مكونة من مختصين وأساتذة جامعات. وقال رئيس جمعية الروزنا رائد سعادة أن مسابقة "زهرة الريف" تأكيد على أهمية التمسك بالثوب الفلسطيني التقليدي وتوارثه جيلاً بعد جيل، شاكراً كل من ساهم في انجاح هذه المسابقة التي ستصبح عرفاً سنوياً. "عمتي توتة" واستحدثت الجمعية هذا العام شخصية "عمتي توتة" الكرتونية والتي تمثل احدى سيدات بيرزيت واللواتي يرتدين الثوب لإبراز دور المرأة في حفظ التراث ونقله من جيل لآخر، ولتكون الشخصية المركزية لبث رسائل أسبوع التراث المختلفة من خلالها. وارتأت الجمعية أن يكون محور اسبوع التراث هذا العام هو العمل التطوعي، حيث شارك في الاعداد للأسبوع مجموعة من الشباب المتطوعين من الجامعات والمجالس الشبابية والأندية والذين يمتلكون شخصيات قيادية وحضور متميز، الى جانب ترسيخ مفهوم التعاون والشراكة بين عدد من المؤسسات داخل بيرزيت وخارجها مثل بلدية بيرزيت ووزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة وبلدية الناصرة وعدد من الجمعيات والنوادي الشبابية والنسوية ومؤسسات المجتمع المحلي من شمال الجليل حتى جنوبفلسطين خاصة في الريف الفلسطيني. فعاليات فنية وثقافية وترفيهية وعلى مدار أيام الأسبوع، احتضن المسرح الرئيسي فعاليات فنية قدمتها فرق من مختلف أنحاء فلسطين. وتنوعت العروض بين الدبكة الشعبية التي قدمتها فرقة صمود للتراث الشعبي، وفرقة الرجاء التراثية، وعروض غنائية قدمتها فرقة ولعت من عكا وفرقة هوا دافي من الجولان. وأحيت الفنانة دلال أبو آمنة ليلة فلسطينية نصراوية بالتعاون مع بلدية الناصرة. واختتمت العروض بأمسية لمشتركي مسابقة غنيها بالتعاون مع كلية دار الكلمة وعرض للفنانة الفلسطينية الصاعدة ليان بزلميط. كما شهد مسرح السوق عروض يومية للأطفال والكبار، من عروض فلكلورية وغنائية ومسرحيات وعروض كوميدية. وتفاعل الجمهور مع العروض المتنوعة التي قدمت ليشكل الأسبوع متنفساً للجمهور الفلسطيني من كافة الشرائح. واستقبل نادي السينما، عروضاً لمجموعة من الأفلام الفلسطينية القصيرة والأفلام الوثائقية بالتعاون مع مؤسسة شاشات وجامعة بيرزيت وعدد من الممثليات الدولية المشاركة. معارض مختلفة واستقبلت المعارض التي أقيمت ضمن فعاليات الأسبوع، الآلاف من الزوار. واشتملت المعارض على "حوش الحرفيين" والذي يعرض حرف الخزف والزجاج والرسم بالرمل والنسيج، و"حوش المطرزات" لأعمال التطريز والاكسسوارات وغيرها، الى جانب المأكولات الشعبية، والمنتجات المحلية من عسل وحلويات. وشارك في المعرض جمعيات ومؤسسات من مختلف أنحاء الريف الفلسطيني للتعريف بمنتجاتها والتشبيك مع الزبائن والتجار. كما شاركت جمعية الجولان للتنمية من الجولان العربي وعرضت التفاح والكرز الجولاني وخبز الشراك مع اللبنة والزعتر. والى جانب المعارض الخاصة بالجمعيات والمؤسسات التجارية، احتضنت الأحواش والبيوت القديمة في بلدة بيرزيت، معارض فنية لعدد من الفنانين والمصورين الفوتوغرافيين إضافة لزاوية خضراء. وتزامنت فعاليات الأسبوع مع افتتاح متحف الشعب في بيرزيت الذي يتضمن مجموعة قيّمة من الأدوات والمقتنيات التراثية الخاصة ببلدة بيرزيت. كما استقبلت مؤسسة النيزك في دار سعادة للعلوم والتكنولوجيا الذي تم افتتاحه حديثا بعد الانتهاء من ترميمه حشد كبير من الزوار للتعرف على الابتكارات والابداعات العلمية والخدمات التي تقدمها المؤسسة للمبدعين الشباب في فلسطين حتى ساعات متأخرة من الليل وليصبح إنجازاً مفتخرا جديدا في عملية التطوير المعماري للمنطقة التاريخية في بلدة بيرزيت. فرصة للتبادل الثقافي وأتاح الأسبوع الفرصة أمام المواطنين للتبادل الثقافي من خلال توفير مساحة لعدد من الدول لعرض موروثها الحضاري والثقافي من خلال "الحوش الدولي". وشارك في الحوش ممثليات استرالياوجنوب افريقيا واليابان وكندا والمجلس الثقافي البريطاني والقنصلية العامة للولايات المتحدةالأمريكية. وقدم الأسبوع رسالة تقديرية للرئيس الجنوب افريقي السابق نلسون مانديلا، حيث أضيئت الشموع ورفعت صوره وسط أمنيات له بالشفاء، وذلك بعد تدهور حالته الصحية. وأشادت ادارة الروزنا بالمواقف التضامنية للرئيس مانديلا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. الاتحاد الأوروبي الداعم الرئيسي ونظم الأسبوع تحت رعاية وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع وزارة الثقافة، وبدعم رئيسي من الاتحاد الأوروبي، الى جانب بنك فلسطين وشركة الوطنية موبايل والشركة الفلسطينية للمحركات وشركة المشروبات الوطنية وشركة "بي سي اي" للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة فلسطين لتمويل الرهن العقاري وجمعية بيرزيت في المهجر وبرعاية تكنولوجية من شركة كول نت وبرعاية اعلامية من تلفزيون فلسطين وشبكة أجيال الاذاعية وموقع بانيت وصحيفة بانوراما. والجدير ذكره أن جمعية الروزنا تسعى من خلال احياء اسبوع التراث سنوياً تتويج مجموعة من البرامج والفعاليات التي تنفذها الجمعية على مدار العام لتحقيق التنمية في الريف الفلسطيني بالاستناد إلى مبدأ المشاركة والشراكة بين القطاع العام والخاص والأهلي في العملية التنموية بهدف تعزيز موقع البلدات الريفية كمخزون تراثي وحضاري وسياحي على خارطة فلسطين الحبيبة.