تباينت ردود أفعال الأحزاب والقوى السياسية حول البيان الصادر من الفريق أول عبد الفتاح السيسى ، والذى أكد فيه على التجرد من أية انحيازات لقوى سياسية فى مصر، وعلى العلاقة الأزلية بين الجيش والشعب ، كما دعا إلى إيجاد صيغة تفاهم مابين القوى السياسية المختلفة حفاظا على الشرعية ، وحماية لمصر وشعبها ، فنجد ثلاثة اتجاهات فى فهم بيان السيسى ، أولها من اعتبره تحذيرا لجماعة الإخوان المسلمين ، وثانيها يرى أن البيان هو وقوف من الجيش بجانب الرئاسة ضد المعارضة ، بينما يرى الاتجاه الوسط ، أن البيان موجه لكافة المصريين ويقف موقف الحياد بين القوى السياسية فى مصر . فأكد أحمد عز العرب ، القيادى بحزب الوفد ، أن البيان جاء موجه لكافة الأطراف حاكمين ومحكومين ، ويدل على رفض القوات المسلحة لحالة الإنقسام التى تشهدها مصر ، بين كثير من القوى السياسية ، وأن البيان موجه وبقوة إلى رئيس الجمهورية ، كما أكد على ضرورة استجابة مرسى إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، وإلا ستكون هناك أزمة كبرى ، بتدخل الجيش لعزل مرسى عن منصبه مجبرا . وأشاد الدكتور محمد أبو الغار ، رئيس الحزب المصرى الديموقراطى ، ببيان القوات المسلحة ، مؤكدا أنه أمر متوقع من المؤسسة العريقة فى الوقوف مع الشعب، قائلا " سيظل الجيش الدرع الواقى للشعب المصرى " ، وشاركته الإشادة بالبيان ، حركة 6 إبريل ، حيث أنه أعلن تدخل القوات المسلحة فى حالة وجود اقتتال داخلى ، وأكد عدم صمته أمام ترويع المصريين بأى من الأشكال، مؤكدًا أن «جبهة الإنقاذ» ترفض استيلاء الجيش على السلطة، لكنها توافق على توليه الحكم لفترة قصيرة. وقد أصدرت الحركة بيانا لها ، قالت فيه : " نؤكد أن قواتنا المسلحة وقيادتها الحالية هى جزء لا يتجزأ من النسيج الوطنى والدرع الحامية لأمن البلاد من كل تهديد نعلم أنها على دراية به، معربة عن تقديرها للدور الأصيل للقوات المسلة وتثمينها بعدها عن المشهد السياسى منذ أغسطس الماضى وحرصها على رفع الكفاءة القتالية للجيش المصرى " ، وأضاف البيان " رصدنا، كما رصد الجميع حالة الاستقطاب الحادة فى المجتمع والمغلفة بدعوات للعنف الذى نرفضها بشكل قاطع التزام الطرق السلمية وندين شتى أعمال العنف والتخريب بإسم الثورة أو باسم الدين وندعو جميع المصريين لإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والسياسية حقنا لدماء المصريين الغالية وحفاظاً على مقدرات الوطن " ، وتابعت الحركة فى بيانها " إن حالة الانقسام السياسى التى ولدتها مرحلة انتقالية مضطربة وتبعها النظام الحاكم الحالى الذى فشل فى خلق التوافق الوطنى المطلوب لتحقيق أهداف الثورة يدفعنا أن نُقدر موقف القيادة العسكرية الحالية بالابتعاد عن المشهد السياسى، وهو ما يتوافق مع خطنا العام تجاه تدخل الجيش بأى شكل فى المعترك السياسى للحفاظ عليه وعلى الوطن وندعمه فى مهمته الوطنية الأصلية فى حماية أمن البلاد " ، واختتمته قائلة " باتت كل معطيات الوضع الحالى تؤكد أن حل الأزمة السياسية المحتدة يقع على عاتق مؤسسة الرئاسة بما يحقق مطالب الشعب المصرى " . وقال محمد عبد العزيز ، أحد مسؤلى حملة " تمرد " لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى ، أن بيان السيسى هو رد فعل لتنبه القوات المسلحة لتهديد بعض القوى الإسلامية للمعارضة ، فى جمعة الإسلاميين عن إراقة دماء متظاهرى 30 يونيو ، مؤكدا أن إرادة الشعب التى تحدث عنها السيسى فى بيانه ، هى الإرادة التى يمثلها 15 مليون مصرى قاموا بالتوقيع على استمارات تمرد بإرادة حرة ، لسحب الثقة من مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة . واستمرار لتباين ردود الأفعال ، حول بيان السيسى ، وصف الدكتور أيمن نور ، رئيسص حزب غد الثورة ، تصريحات السيسي بأنها الأخطر من نوعها ، وغير واضحة من حيث رغبة فى العودة مرة أخرى للعمل السياسى ، أم انها تتحدث من منطلق حرصها على الشعب المصرى ، كما دعا السيسى إلى إطلاق مبادرة حوار وطنى بين الأطراف السياسية المختلفة قبل يوم 30 يونيو . كما أعلنت جبهة الإنقاذ الوطنى من خلال بيان رسمى صادر عنها أمس الأحد ، تقديرها لموقف القوات المسلحة تجاه الوضع الحالى فى مصر ، واشادت بحرصها على الانحياز لإرادة الشعب المصرى وحمايته من الترويع أو الاعتداء عليه ، ووصف عمرو موسى ، القيادى بالجبهة ، أن بيان القوات المسلحة جاء فى وقته المناسب ، إلا أن الجبهة تسير حاليا خلف الشارع المصرى وحركة تمرد . كان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قد أعلن أن القوات المسلحة ستتدخل لمنع الاقتتال الداخلي، وأكد أن الجيش لن يصمت أمام «تخويف وترويع المصريين»، داعيًا القوى السياسية لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، خلال فترة الأسبوع الباقية قبل مظاهرات 30 يونيو. وقال «السيسي»، خلال حضوره الندوة التثقيفية الخامسة، التي نظمتها القوات المسلحة، الأحد، بمسرح الجلاء، إن القوات المسلحة على وعي كامل بما يدور في الشأن العام الداخلي دون المشاركة أو التدخل، لأن القوات المسلحة تعمل بتجرد وحياد تام، مؤكدًا أن ولاء رجالها لمصر وشعبها العظيم. وأشار إلى أن من يعتقد أن القوات المسلحة في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية مخطئ، موضحًا أن الجيش لن يظل صامتًا أمام انزلاق البلاد في صراع تصعب السيطرة عليه. وتابع: «القوات المسلحة تدعو الجميع دون أي مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، ولدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير.. وهي دعوة متجردة إلا من حب الوطن وحاضره ومستقبله».