لا يكاد يمر حادث في سيناء إلا ويٌذكر اسم محمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح ووزير الداخلية الأسبق في حكومة محمود عباس وذلك من خلال اتهامه بالضلوع أوالتورط في هذه الحوادث.. حدث ذلك في حادث استشهاد 16 جندياً مصرياً بمنفذ رفح في شهر أغسطس الماضي وكذلك في حادث اختطاف الجنود المصريين السبعة والذين تم تحريرهم الأسبوع الماضي. كان عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قد اتهم محمد دحلان بالتورط في حادث اختطاف الجنود السبعة، موضحاً أنه يقوم بزرع عناصر في سيناء لزعزعة الأمن، ولافتا إلي انه مقرب من دولة الإمارات. وطالب العريان بفتح ملف تحركات عناصر فتح الذين تم طردهم من غزة في عام 2006 عقب سيطرة حماس علي القطاع.. مشيرا إلي أن دحلان يحرك من 500 إلي 600 عنصر مسلح يعيثون فسادا في سيناء وينفق عليهم من أموال الإمارات. وفي السياق ذاته أكد أحمد المغير القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ضلوع المخابرات الإسرائيلية ومحمد دحلان في حادث الاختطاف، لافتاً إلي أن دحلان كان يدرب فرقة عسكرية بمركز تدريب الأمن المركزي برفح خلال أيام الرئيس السابق مبارك حيث يمولهم من أموال الإمارات. كما أشارت مصادر إلي قيام مكتب الإرشاد التابع لجماعة الإخوان المسلمين بتوزيع منشور يتضمن اتهامات للقيادي الفلسطيني بتشكيل خلايا ومجموعات قتالية للتحضير للهجوم علي حركة حماس في قطاع غزة، وبأنه متورط في الأحداث الأخيرة في سيناء. ولم يقف دحلان مكتوف الأيدي أمام هذه التصريحات بل أصدر بيانا نفي فيه أن يكون له صلة بالحادث معتبراً أن الأمر يتلخص في أنه شائعة تهدف إلي النيل منه، وموضحا أنها ليست المرة الأولي التي يخرج فيها من أسماهم "خفافيش الشائعات" التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ليقوموا بنشر الأكاذيب والأوهام من أجل التغطية علي فشلهم وعلي جرائم العصابات المتشددة التي تعمل في ظلهم وتحت حمايتهم بحق مصر وفلسطين.. موضحا أن آخر هذه الجرائم كانت اختطاف جنود الجيش المصري في سيناء، وما إن بدأ يتكشف تورط المجموعات الجهادية المقربة من الإخوان حتي بدأت خفافيشهم الجبانة بنشر الشائعات بغية تحويل الأنظار عن جرائمهم وفشلهم وذلك باتهامها لحركة فتح ومحمد دحلان. وأضاف: هذه اللعبة الغبية مملة ومكشوفة ولا تنطلي إلا علي السذج، ولا يروج لها إلا من في قلبه حقد أسود ضد مصر وفلسطين. ذات هذه اللعبة مارستها نفس الأطراف للتغطية علي جريمة قتل الجنود المصريين في رفح خلال شهر رمضان من العام الماضي وما زالت تغطي علي نتائج التحقيق وتمنع نشر الحقائق. وأكد أنه لا يوجد لحركة فتح أي قوات أو عناصر في مصر أو سيناء سواء موالية لمحمد دحلان أو لغيره، وهذه حقيقة ساطعة سطوع الشمس.. موضحا أن الحقيقة الأخري التي يعرفها الجميع أن أغلب المجموعات الإرهابية التي تعمل ضد المصالح العربية وضد الأمن القومي المصري وضد القضية الفلسطينية خرجت من عباءة الإخوان المسلمين وتعمل بمباركتهم . ووجه دحلان حديثه للجماعة قائلا أنتم من تملكون المجموعات المسلحة والتنظيمات السرية وتنشرونها في سيناء وليس فتح ولا محمد دحلان، أنتم من كنتم وما زلتم تعملون ضد الدولة المصرية منذ زمن الخالد عبدالناصر، وحتي وأنتم الآن في سدة الحكم، كنتم وما زلتم الحلفاء الحقيقيين والشركاء الأوفياء لأمريكا وإسرائيل وأكاذيبكم لم تعد تنطلي علي أحد. وعُرف عن دحلان كرهه الشديد لحركة حماس فبعد أن قام ياسر عرفات بتعيينه مسئول الأمن الوقائي بغزة قام بتعذيب عدد كبير من قيادات وكوادر الحركة في غزة، وكان هذا الأمر يتم بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة، حيث حاز علي إعجابهم الشديد.. ومن أشهر عبارات الإطراء التي سمعها دحلان من مسئول أمريكي تلك التي سمعها من الرئيس بيل كلينتون عام 2000 عقب محادثات كامب ديفيد الثانية حيث قال عنه إنه "مشروع قائد كبير".. كما أن الرئيس جورج بوش طلب لقاءه خلال زيارته لمدينة شرم الشيخ عام 2003، الأمر الذي يعكس مدي مكانته وعلاقته الطيبة لدي الإدارة الأمريكية. ويضاف إلي ذلك علاقته مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سواء الشاباك أو الموساد من خلال التنسيق الأمني المشترك والمتواصل منذ دخول السلطة الوطنية الفلسطينية لدرجة أن هناك من يتهمه بالتورط في قتل أبو عمار بالتنسيق مع إسرائيل. وقد استمر الصراع بين دحلان وحركة حماس وزادت وتيرته بعد النجاح الساحق للحركة في الفوز بالانتخابات البرلمانية عام 2006 وتولي إسماعيل هنية رئاسة الوزراء.. ولعب دحلان ورجاله في غزة دوراً في استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني والدخول في مواجهات عسكرية بين عناصر الأمن الوطني ورجال دحلان وبين القوة التنفيذية التي شكلتها حماس بعد فوزها لتكون بديلا للأمن الوقائي، مما دعا حماس إلي إنهاء هذا الوضع لصالحها في منتصف عام 2007 وفرض سيطرتها علي القطاع وطرد مجموعات من رجال دحلان من غزة وهو مالم ينسه القيادي الفتحاوي. ويري البعض أن العداء الواضح بين دحلان وجماعة الإخوان المسلمين سببه الرئيسي عداؤه مع حماس التي تعد أحد أفرع الجماعة، وزاد هذا الخلاف بعد صعود نجم الجماعة عقب اندلاع ثورة 25 يناير ثم حصولهم علي منصب الرئاسة الأمر الذي دفع دحلان لاستغلال علاقاته مع دول الخليج وتخويفهم من جماعة الإخوان المسلمين.. ووفقا لمصادر عديدة ومؤكدة فإن دحلان عمل مستشاراً للشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي في الآونة الأخيرة بعد الدور الذي بدأت تلعبه الإمارات في الدخول في مواجهة علنية مع جماعة الإخوان المسلمين، ومما يؤكد هذه المعلومة هو أن علاقة دحلان بأبوظبي ليست جديدة وإنما ممتدة منذ سنوات، ويقال إنه يتقاضي أموالا طائلة من الدولة الخليجية يدعي أنه كان يصرفها في الخدمات الاجتماعية للفلسطينيين. ويتردد أن دحلان يقوم بالتنسيق مع قائد شرطة دبي ضاحي خلفان وأحمد شفيق المرشح الرئاسي السابق لدعم الأنشطة التي تعمل علي زعزعة حكم الإخوان في مصر. ولم يتوقف الأمر بين دحلان وجماعة الإخوان المسلمين عند تبادل الاتهامات فحسب بل إن الأمر تطور منذ فترة ليصل إلي القضاء ففي 18 نوفمبر الماضي قدم المحامي رمضان عبدالحميد الأقصري بلاغا للنائب العام اتهم فيه الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، وضاحي خلفان قائد شرطة دبي ومحمد دحلان القيادي بحركة فتح، بتنفيذهم مخططا صهيونيا لإسقاط الرئيس محمد مرسي.. وجاء في البلاغ، الذي حمل رقم 571 بلاغات النائب، أن دولة الإمارات أطلقت في الآونة الأخيرة تصريحات تسيء لمصر وتزعزع أمنها القومي وتثير الفتن، ما أدي إلي تنظيم مظاهرات واعتصامات لإسقاط النظام، بحسب معلومات، نشرت علي المواقع الإلكترونية وبعض الصحف، نقلا عن إبراهيم الدراوي، الباحث السياسي، الذي كشف أن اجتماعا بين شفيق ودحلان وضاحي خلفان، عقد واتفقوا خلاله علي خطة وضعها الكيان الإسرائيلي تهدف لإسقاط الرئيس محمد مرسي. وأشار البلاغ إلي أن عملية إسقاط الرئيس مرسي تتم من خلال ثورة شعبية، عن الطريق التحريض الإعلامي ضد الرئيس وإظهاره بمظهر الرئيس غير الشرعي لمصر، وأن الخطة تهدف إلي إحداث بلبلة في الشارع .. وكشف عن أن عدداً من رجال الأعمال المصريين، قاموا بشراء صحف وقنوات عالمية تصدر في الخارج بهدف التأثير العالمي علي مصر وإحداث ما يشبه حالة الحصار علي الدولة المصرية، ومن ضمن هذه الصحف جريدة العرب اليوم التي تصدر في أوروبا، حيث يدير هذه الحملة الإعلامية محمد دحلان. وذكر الدراوي، أن عددا من مرشحي الرئاسة السابقين حصلوا علي أموال من دبي وإيران تصل إلي 70 مليون دولار لعمل حملات إعلامية وتنظيم تظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي، قائلا إن كرههم لحكم الرئيس محمد مرسي وصل إلي الحد الذي جمع بين المختلفين في الإمارات وإيران، حيث توحد الفريقان ضد حكم الإخوان المسلمين في مصر، والهدف من ذلك إشعال موجة من الغضب والغليان واستمرار تنظيم وقفات ومسيرات دموية إلي قصر الاتحادية ومحاولة تكريس حالة من الغضب الشعبي واستمرار توتر الساحة المصرية عبر عمليات دموية واستهداف مجموعة من النشطاء السياسيين. وفي 31 ديسمبر الماضي تقدم دحلان ببلاغ إلي النائب العام المستشار طلعت عبدالله ضد كل من النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر، والقيادي بالجماعة محمد البلتاجي وحسن البرنس ومحمد مسعد ياقوت، عضو بجماعة الإخوان، وإبراهيم الدراوي، مدير مركز الأبحاث الفلسطيني في القاهرة بتهمة ارتكاب جريمة إثارة الفتنة الطائفية، والإضرار بالوحدة الوطنية، وإشاعة الأخبار الكاذبة، والزج باسمه في مؤامرة مزعومة للتحريض علي قلب نظام الحكم بمصر، وجريمة السب والقذف والتشهير وحمل البلاغ رقم 4182 لسنة 2012. والواضح أن دحلان سيخوض في الفترة القادمة المعركة الإعلامية بنفسه ضد الإخوان المسلمين.. ووفقا لبعض التقارير أطلقت دولة الإمارات العربية مؤخراً فضائية إخبارية جديدة تحت اسم الغد العربي واتخذت لها من العاصمة البريطانية لندن مقرا رئيسيا فضلا عن مكاتب أخري لها بالقاهرة وبيروت وعواصم عربية. وقالت مصادر إعلامية في لندن إن الأمن الإماراتي يشرف مباشرة علي أجندة هذه الفضائية، التي تهدف في المقام الأول إلي التشويش علي التيارات الإسلامية التي صعدت للحكم في عدد من الدول العربية والإسلامية، إذ تمثل الفضائية إحدي أهم الأذرع الإعلامية في معركة الإمارات مع جماعة الإخوان المسلمين خاصة في مصر، ولهذا حرصت علي اتخاذ مكتب رئيسي لها في القاهرة. وتضم القناة وجوها إعلامية وسياسية معروفة بالعداء للثورات والتيارات الإسلامية، من أمثال: أحمد شفيق، ومحمد دحلان، وضاحي خلفان كما أنها ضمت المذيع المطرود من إحدي القنوات الفضائية موسي العمر، الذي قالت مصادر قريبة من القناة إنه طرد علي خلفية علاقاته بجهاز الأمن الإماراتي.