نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم الأحد في مقال لمراسلها مايكل ايفانز انه تبين ان هناك ما يشير الى استخدام النظام السوري للمرة الاولى سلاحا كيميائيا في القتال الدائر داخل سوريا بعد نقل عينة من التربة بطريقة سرية الى خارج البلاد في عملية سرية بريطانية. وفيما يلي نص المقال: قالت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية، رفضت الكشف عن هويتها، امس انه تأكد لدى العلماء في مؤسسة الابحاث الكيماوية والبيولوجية التابعة لوزارة الدفاع ومقرها بورتن داون في ويلتشاير،ان بين ايديهم أدلة قاطعة على ان "نوعا من الاسلحة الكيماوية" اطلق في سوريا. وسيؤدي هذا الاكتشاف، الذي لم يعلن عنه بعد، الى بذل ضغوط على الولاياتالمتحدة لدراسة اتخاذ عمل عقابي ضد الرئيس الاسد. وكان البيت الابيض قد حذر في كانون الاول (ديسمبر) ان واشنطن تعتبر ان اي استخدام للاسلحة الكيماوية هو "خط أحمر". ومن المعتقد ان العينة الترابية قد اخذت من منطقة قريبة من دمشق شهدت قتالا عنيفا بين القوات المؤيدة للنظام والثوار. وقد تأكد لدى خبراء بورتون داون من دون شك ان الاثار التي عثر عليها تتعلق باسلحة كيماوية وليس، على سبيل المثال، بمواد تستخدم في السيطرة على اعمال الشغب. لكنهم لم يتمكنوا من القول ما اذا كانت قوات الاسد او الثوار هي التي اطلقتها. ولم يستطع العلماء التحقق مما اذا كان ما تم العثور عليه يشير الى استخدام الاسلحة على نطاق واسع. وقال احد المصادر "هناك بعض التقارير التي تفيد انه عنصر قوي من عناصر مقاومة اعمال الشغب. لكن الوضع ليس كذلك، انه شي آخر، وان لم يكن بالامكان بصورة قاطعة القول بانه غاز الاعصاب سارين". وكانت صحيفة "ذي تايمز" قد كشفت الشهر الماضي عن البعثة البريطانية التي اوكلت اليها مهمة تهريب العينة الترابية. ومع ذلك فان وزارة الدفاع البريطانية لم تؤكد ما توصل اليه خبراء بورتون داون. وفي اسوأ الحالات، يمكن للاسلحة الكيماوية ان تؤدي الى القتل، والى تعريض الضحية الى الاختناق. اما الاسلحة الكيماوية غير القاتلة فان تتسبب في الحاق الضرر بالجهاز العصبي للضحية. ولدى سوريا احد اكبر مستودعات الاسلحة الكيماوية في العالم والاكبر في الشرق الاوسط. وجاء الكشف عن وجود اثار كيماوية في وقت كان فريق الاممالمتحدة ينتظر في قبرص السفر الى سوريا لاجراء تحقيقاته بخصوص هذه الادعاءات من ان طرفي الحرب الاهلية استخدما اسلحة كيماوية. وحذرت وزارة الدفاع البريطانية من انه بالرغم من هذا الاكتشاف، لا تزل هناك اسئلة لم من دون اجوبة. وقال احد المصادر: "لم تقع حالة مثل تلك التي حدثت في العراق"، وكان يشير الى هجمات صدام حسين الكيماوية على اكراد حلبجة في العام 1988، التي ادت ال مقتل 5 آلاف. وقالت مصادر انه رغم ان الادلة جلية، لكنها قد تكون "رماد الطلقات" التي ترسل الى المجتمع الدولي دليلا عل ان الاسد قد تخطى "الخط الاحمر" الذي حدده اوباما. وكان الرئيس الاميركي قد حذر الرئيس السوري في كانون الاول (ديسمبر) ان اي تحول لاستخدام اسلحة كيميائية سوف يُنظر اليه على خطوة بعيدة المدى وانه سيحمله شخصيا المسؤولية. وقال في كلمته التي القاها في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن: "اريد ان اوضح تماما للاسد وللذين يعملون تحت امرته، ان العالم يراقب، واذا ارتكبت الخطأ المأساوي باستخدام هذه الاسلحة، فسوف تكون لذلك تبعات وستتحمل انت المسؤولية". ومن دون الدخول في التفاصيل، فانه يبدو ان اوباما كان يلمح الى نوع من التدخل العسكري الذي قد يتبع اطلاق النظام السوري اسلحة كيميائية ضد قوات الثوار. وتحتفظ سوريا بكميات هائلة من غاز الاعصاب سارين والعناصر الكيميائية الاخرى في اكثر من 30 موقعا في انحاء البلاد. ولدى الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسرائيل والاردن ودول اخرى في المنطقة خططا طارئة للقيام بعمل عسكري في حال سقوط المخزون الكيميائي في ايدي ارهابيين او جماعات جهادية. واكد دبلوماسيون غربيون الكشف البريطاني وقالوا ان لديهم "أدلة قوية" على استخدام الاسلحة الكيميائية مرة واحدة على الاقل في الصراع السوري. وقال احد الدبلوماسيين "هناك امثلة عديدة تجعلنا متأكدين تماما من ان قذائف تحمل مواد كيميائية استخدمت من دون انتظام". ولم يشر الاثر الكيميائي الذي خضع لمعاينة بورتون داون "باصابع الاتهام الى نظام الاسد على وجه التحديد"، رغم ان الغرض من المهمة السرية كان التحقق مما اذا كان الرئيس السوري قد وافق على استخدام اسلحة كيميائية في قتاله ضد الثوار.