عودة الكمامة مجددا لتكون إلزامية حتى فى الهواء الطلق خاصة فى الأسواق المزدحمة يبدو أن متحور أوميكرون من فيروس كورونا فى طريقه لأن يصبح السلالة المهيمنة على العالم، حيث أجبرت هذه السلالة المتحورة العديد من الدول على إعادة فرض القيود التى كانت قد خففتها بعد انخفاض أعداد الإصابات وذلك بعد انتشاره فى ما لا يقل عن 45 دولة حول العالم. وقد أعادت مخاوف ظهور المتحور أوميكرون صورة الإغلاقات والبقاء فى المنازل وتحديد التجمعات إلى الواجهة من جديد، تحديدا فى أوروبا التى تعيش بالفعل حالة من الذعر والخوف بسبب ارتفاع حالات الإصابة بالمتحور الجديد، مما تسبب فى نشر حالة من الإحباط لدى الأوروبيين خصوصا وأن تلك التطورات تأتى تزامنا مع الاحتفالات بعيد الميلاد. حظر السفر على سبيل المثال، اتخذت هولندا زمام المبادرة وأغلقت الكثير من الحياة العامة لمنع إرهاق نظام الرعاية الصحية لديها، إذ أمر رئيس الوزراء مارك روتى، بإغلاق جميع المتاجر باستثناء المتاجر الأساسية، وكذلك المطاعم ومصففى الشعر والصالات الرياضية والمتاحف والأماكن العامة الأخرى حتى 14 يناير على الأقل. فى الولاياتالمتحدة، حث المستشار الطبى للبيت الأبيض الدكتور أنتونى فاوتشى، من خطر تفشى أوميكرون وأوصى بارتداء الأقنعة دائمًا فى الأماكن العامة المزدحمة. وقال إن أوميكرون "مستعرة فى جميع أنحاء العالم" وأن السفر سيزيد من خطر الإصابة حتى بين الأشخاص الملقحين. كما حذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أمس الإثنين، من السفر إلى 8 دول، وسط مخاوف من تفشى كورونا المستجد، خصوصا مع ظهور متحور أوميكرون، السلالة الأحدث والأسرع انتشارًا من الوباء. وحسبما ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية، حذرت السلطات الصحية الأمريكية من السفر إلى "لبنان، وإسبانيا، وفنلندا وتشاد، وموناكو، وسان مارينو، وجبل طارق". وبحسب الوكالة، أضافت هذه المراكز إلى تصنيف المخاطر من فئة "المستوى الرابع"، وهو مستوى "مرتفع للغاية"، ويضم نحو 85 دولة بينها كل دول أوروبا تقريبًا. إيطاليا تنشر الشرطة لمتابعة الإجراءات الوقائية أما فى إيطاليا، فرضت الحكومة قيودا جديدة على الأشخاص غير المطعمين، ومنعتهم من الذهاب إلى قاعات السينما أو المسرح أو حضور الحفلات الموسيقية أو الأحداث الرياضية الكبيرة، وذلك لكبح الموجة الرابعة من فيروس كورونا، وانتشار متغير "أوميكرون"، حسبما قالت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية. كما نشرت من جديد رجال الشرطة فى الشوارع حتى 15 يناير لمتابعة الإجراءات الجديدة التى فرضتها السلطات الصحية لاحتواء الموجة الرابعة وكبح انتشار متغير أوميكرون، وخاصة البطاقة الصحية الخضراء الفائقة، وفرض غرامات على المنتهكين. كذلك، عادت الكمامة مجددا لتكون إلزامية حتى فى الهواء الطلق، خاصة فى الأسواق المزدحمة لأن الناس يخرجون لشراء هدايا عيد الميلاد. وفى ذات السياق، أعلنت الحكومة فى الدنمارك إغلاق الحياة الليلية، اعتبارا من 11 ديسمبر، كما طلبت من المواطنيين إلغاء وجبات غذاء الشركات فى عيد الميلاد والمناسبات الاجتماعية، وأعلن رئيس وزراء الدنمارك، ميت فريدريكسن سلسلة من القيود لوقف انتشار متغير أوميكرون، بما فى ذلك إغلاق الحانات والنوادى الليلية وتقدم العطل المدرسية لعيد الميلاد. وطالبت بلجيكا أيضا من المواطنين العمل من المنزل وأمرت بإغلاق المدارس قبل أسبوع من عيد الميلاد، كما حظرت ألمانيا غير الملقحين الكثير من الحياة العامة، مع تخطيط الحكومة الألمانية لجعل التطعيم إلزاميًا العام المقبل. أوميكرون يتوحش فى بريطانيا أما فى النمسا، قررت الحكومة فرض حصار جديد قاسٍ وخطط لفرض التطعيمات، كما ألغت فرنسا عروض الألعاب النارية والاحتفالات بحلول السنة الجديدة على جادة شانزيليزيه. واتخذت أيضا الخطوة الأكثر جذرية من خلال حظر السفر السياحى من وإلى المملكة المتحدة، التى تكافح ارتفاعًا فى عدد الإصابات بفيروس كوفيد-19 والتى تهيمن عليها أوميكرون، مما تسبب فى إلغاء الآلاف من عطلات التزلج والرحلات، إذ أعلنت الحكومة البريطانية، أن عدد حالات الإصابة ب"أوميكرون" المٌسجلة بالمستشفيات يمثل "عٌشر الإصابات الحقيقية". وأوضح مستشار فى الحكومة البريطانية، أن المستشفيات ستصل إلى طاقتها القصوى خلال أسبوعين بسبب كورونا. وأعلنت الحكومة البريطانية، أنه بات من شبه المؤكد أن إنجلترا تشهد مئات الآلاف من حالات الإصابة بأوميكرون يوميا. وفى غضون ذلك، أعلن عمدة لندن صادق خان حالة "الحدث الكبير" فى لندن والذى يحظر أى أنشطة فى مسعى للتعامل مع التفشى السريع ل"أوميكرون"، معربا عن قناعته بأن هذا الإجراء سيتيح تفادى الاضطرابات فى خدمات الخطوط الأمامية وتفعيل حملة التطعيم بالجرعة الثالثة المعززة ضد عدوى "كوفيد-19". وأشار خان إلى أن "أوميكرون" أصبح على وجه السرعة طفرة سائدة، مع ارتفاع عدد المصابين والمرضى فى المستشفيات بسرعة أيضا. اللقاحات أقل فاعلية ويعتقد العلماء أن أوميكرون، الذى تم تحديده لأول مرة فى جنوب إفريقيا نوفمبر الماضى، أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات السابقة وأكثر عرضة للتهرب من الحماية المناعية التى توفرها اللقاحات أو العدوى السابقة. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنه لم يتضح بعد سبب انتشار أوميكرون السريع، فقد يرجع إلى قابلية العدوى الفائقة المتأصلة أو قدرة أكبر على تجنب المناعة المكتسبة من اللقاحات أو الإصابات السابقة، أو خليط منهما. وذكر المحدث للمنظمة عن أوميكرون: "ما زالت البيانات عن الخطورة الإكلينيكية لأوميكرون محدودة. ما زالت هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لفهم مواصفات الخطورة ومدى تأثر الخطورة بالتطعيم والمناعة المسبقة". ولا يبدو حتى الآن أن لأوميكرون أى أثر على دقة فحوص فيروس كورونا. وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه ليس هناك دليل يشير إلى وجود عائق أمام فحوص تفاعل البوليمراز المتسلسل (بى سى آر) والفحوص السريعة التى تعتمد على المستجدات فى تحديد الإصابة بالفيروس. وصنفت المنظمة أوميكرون باعتباره "سلالة تبعث على القلق" فى 26 نوفمبر بناء على عدة تحورات تؤثر على سلوكه بالمقارنة بفيروس كورونا الذى ظهر لأول مرة فى أواخر 2019.