التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين أو التنظيم الدولي للإخوان كما يطلق عليه بعض الساسة والمهتمون بالشأن الإسلامي ، والذى نشأ فى البداية كمجلس تنفيذي في شتي البلدان التي تضعها الجماعة ضمن خريطتها السياسية لإقامة دولة إسلامية ،وكان يضم في عضويته بعض أفراد الجماعة الذين تولوا مهمة نشر مبادئ الإخوان في الدول العربية والأجنبية بأوامر رسمية من الإمام الأول لها "حسن البنا"، حرص المرشد الأول للجماعة علي أن يكون فى كل دول العالم مكاتب دولية يتولى مهامها أفراد من الجماعة يقومون أولا بنشر مبادئ دعوتهم ويحاولون الاعتماد بشكل كبير علي مراكز القوي في تلك البلدان ، إلي جانب ذلك اهتم "البنا" بالعنصر النسائي داخل الجماعة من خلال تكوين جهاز الأخوات الذي يختص بتجنيد وتربية النساء داخل الجماعة في مصر وباقي الدول جمعاء ليكون بمثابة متنفس آخر لنشر الدعوة ، وأحاط هذا الجهاز منذ البداية بسياج من السرية والكتمان ، فبدأ يفكر بجدية في الإعتماد علي الأخوات لنقل التكاليف والمعلومات بينه وبين أعضاء التنظيم بعيدا عن أعين الجهات الأمنية التي استحكمت قبضتها في هذا الوقت علي تحركات الجماعة كافة . "جهاز الأخوات" اعتمد في تجنيد عناصره عن طريق التوغل داخل المنازل والمدارس والجامعات داخل مصر، وفي الخارج بدأ التنظيم في التخطيط لتنفيذ التوجهات العامة فيما يخص مجالات عمل المرأة ومتابعة تنفيذها بالتعاون مع مكتب الإرشاد العالمي ،وتكون الجهاز عند إنشاءه من 40 قسما علي مستوي الأقطار ويتولي مهام وضع الخط البديلة في حالة تضييق الخناق علي أعضاء مكتب الإرشاد ومتابعتهم أمنيا بشكل يمنع حركتهم ،وكذا الإشراف علي تنفيذ التوجهات فيما يخص التحرك عالميا،ويشارك أعضاء التنظيم النسائي الخاص داخل الإخوان في التفاعل مع القضايا النسائية واختراق المنظمات المنتشرة عالميا لنشر أفكار مؤسس الجماعة ،فضلا عن توحيد الجهود في كافة الدول لخدمة الفصيل الإخواني عالميا، بالإضافة إلي تبادل الخبرات والاستفادة بما تم في بعضها والإرتقاء به، وإعداد رموز الداعيات عالميا بين أخوات الحركة لقيادة الحركة النسائية عالميا. وكان ل"البنا" عدة نصائح وجهها لجهاز الاخوات المسلمات في بداية تكوينه كان أهمها "إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف.. وفاء ثابت لا يعدو عليه تلوين ولا غدر.. تضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل.. المعرفة بالمبدأ والإيمان الكامل يعصم من الخطأ " ،هذه هي الأركان الثابتة التي ربي عليها المرشد الأول للجماعة قيادات الحركة النسائية منذ نشأتها ويسير عليها التنظيم الدولي للأخوات المسلمات حتي وقتنا هذا . وحاليا يأتى على رأس قائمة أسماء أعلام الحركة النسائية داخل الإخوان علي مستوي العالم واعضاء التنظيم العالمي للأخوات المسلمات , "نجلاء علي" قرينة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ، فبوصفها سيدة مصر الأولي ترغب حرم الرئيس الإخواني في أن تضع بصمتها على المجتمع المصري مثل سابقتيها جيهان السادات وسوزان مبارك ،ولكن هذ المرة تريد سيدة مصر الأولى أن تقوم بهذا الدور وتصبغه بنكهة إخوانية وبفكر إخواني يتماشى مع استراتيجية "الإسلام هو الحل " وجيل الانتصار الذي ينعم الآن بنعيم السلطة والجاه . وكما استعانت سوزان مبارك بعدد من السيدات اللاتي حملن على عاتقهن نشر أفكارها لاسيما في مجال الطفل والمرأة ومن ثم وضع قوانين تتماشى وهذه الأفكار ،استعانت زوجة الرئيس بعدد كبير من السيدات في الداخل والخارج لتنفيذ أجندة الجماعة في المجالات الاجتماعية ،ولكن هذه المرة لم يكن الأمر شخصيا فقط يتعلق بالسيدة الأولى ،ولكنه يتعلق بتنظيم نسائي كبير له أهداف حددتها الجماعة منذ فترة طويلة وهو تنظيم الأخوات المسلمات وقد آن تنفيذ هذه الأهداف تحت رعايتها بالمشاركة مع مكتب الإرشاد. ويختص هذا التنظيم أولا بالجانب التربوي ونشر الدعوة ومتابعة نشاط الأخوات الطلابي وتفعيل دورهن في مجال العمل بالمدارس والجامعات ،وتوجيههن نحو قطاعات محددة تخدم مصلحة الجماعة ،منها السياسة والاقتصاد والإعلام ورياض الأطفال والتربية والآداب ومجالات الأمومة والطفولة . ولعل من أبرز الشخصيات اللاتي تعتمد عليهن نجلاء في هذا التنظيم ابنة نائب مرشد الجماعة الزهراء خيرت الشاطر, بجانب جيهان الحلفاوي أول مرشحة لجماعة الإخوان المسلمين لانتخابات مجلس الشعب فى العام 2000_2005. ومن أخطر الشخصيات في هذا التنظيم أيضا والتي تعد همزة وصل بين الجماعة والإدارة الأمريكية "صالحة محمود عابدين" والدة "هوما عابدين" مساعدة زيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون ،وهي واحدة من الأعضاء المؤسسين لجمعية الأخوات المسلمات في المملكة العربية السعودية ، من مواليد 1940 وهي عالمة اجتماع بريطانية ،حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة ولاية بنسلفانيا عام 1977 ،عن أطروحة بعنوان "الإسلام _الأبعاد السوسيولوجية للمعضلة الديمجرافية " ،وهي أيضا مدير معهد شئون الأقليات المسلمة في لندن ومحرر ورئيس مجلة معهد شئون الأقليات المسلمة ،زيادة علي أنها تشغل منصب أستاذ علم الاجتماع في كلية جامعة الملك عبد العزيز النسائية . "هوما" ليست عضو عادي في تنظيم الأخوات المسلمات ، فهي ناشطة في مجال الدعوة ودراسة الشريعة الإسلامية ،كما ترأست لفترة طويلة "اللجنة الإسلامية العالمية للمراة والطفل " ،وتكمن خطورتها في قدرتها على تقديم مقترحات القوانين التي تتماشى مع أهداف المنظمة الإخوانية من خلال هذه اللجنة حول العالم حسب الطبيعة السياسية لكل دولة علي حده. وقد أثارت هذه اللجنة مؤخرا الكثير من المخاوف بعد نشر جدول أعمالها على موقعها الإلكتروني ،حيث انصب هذا الجدول في الأساس علي عدد من القوانين المصرية حديثة العهد والمتعلقة بالمرأة ،الأمر الذي جعل الكثيرون يرون أن هذه الجمعية لديها نية لإلغاء القوانين المصرية المعتدلة ،وزاد من المخاوف وصول رئيس إخواني للحكم حيث يمكن لزوجته بكل سهوله تبني تطبيق مثل هذه القوانين مستغلة نفوذ زوجها وسلطاته المتعددة. ومن بين القوانين التي تنوي الجمعية إلغائها قانون تجريم ختان الإناث ،وقانون حظر زواج الأطفال دون سن الثامنة عشرة ،حيث ترغب الجمعية في عدم تحديد حد أدنى لسن الزواج ،موضحة أن معيار الزواج يعتمد على القدرة النفسية والمالية ، كما تطالب الجمعية بإلغاء قانون تجريم اغتصاب الزوجة ،مشيرة إلى أن الأمر من حق الزوج ،وترى الجمعية في هذا الشأن أيضا أن الفحص الطبي قبل الزواج لابد أن يلغي حيث أنه ضد الدين ولا يجب أن يكون ضمن عقد الزواج ،كما ترغب الجمعية في تخفيض سن المسئولية الجنائية من 18 إلى 15 عاما كما تعارض الجمعية تسجيل المرأة لوليدها ونسبه لنفسها للحصول على شهادة ميلاد شرعية ،لأن الدول الإسلامية يجب أن تنسب الطفل لأبيه, ولا تري الجمعية أي ضرورة لتجريم العقاب الجسدي من قبل الآباء لأطفالهن طالما أن الأمر لا ينتج عنه تشوه جسدي. وترى صحيفة "فرونت بيدج" الأمريكية أن "همة" أو كما تعرف عالميا "هوما" لم تكن تحفظ المسافة بينها وبين والدتها ،التي تريد فرض آراء جمعيتها على المجتمع المصري بعد الثورة ،حيث نظمت لقاء يجمع والدتها بكلينتون ،وهو الأمر الذي دعا الكثيرون إلى التفكير لاستغلال "هوما" في نشر أفكار الجماعة بأمريكا بل واختراقها للإدارة الأمريكية أيضا. و يؤكد الكثيرون أن هوما عابدين تعد أشبه بظل هيلاري كلينتون، وهي مسلمة محافظة من أصول باكستانية ،انتقلت من مدينة جدة السعودية، مطلع التسعينات لمرافقة كلينتون خلال حملتها الانتخابية للكونجرس، حيث كانت كلينتون تحظى بنفوذ واسع في حملتها ومستقبل سياسي واعد داخل الحزب الديموقراطي. و"همة عابدين" التي تبلغ من العمر 35 عاما ،تراقب جدول أعمال هيلاري وتنظم اجتماعاتها وتحضر كل تجمع انتخابي أو لقاء سياسي تقوم به، حتى أن أحد القريبين منها اعتبر أن "هيلاري لا تبدأ نهارها أو تخرج من الباب من دون قهوتها و"همة"". وردا على هذه الاتهامات دافع السيناتور الجمهورى جون ماكين الذي كثيرا ما زار مصر في الآونة الأخيرة والتقى عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ، عن همة عابدين ، فى مواجهة اتهامات عضوة مجلس النواب الجمهورية ميشيل باكمان لهيلارى كلينتون ومساعدتها همة عابدين تتعلق بأن عائلتها لها صلات بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر. وتحدث ماكين فى مجلس الشيوخ لإبعاد اتهامات ضد هيلارى كلينتون ومساعدتها ،واصفا الاتهامات بأنها لا مبرر ولا أساس لها.. وقد التقت هوما كلينتون للمرة الأولى في 1996 كمتدربة في البيت الأبيض، في الفترة نفسها التي انفجرت فيها فضيحة الرئيس بيل كلينتون مع المتدربة الأخرى مونيكا لوينسكي، حيث نجحت في اختراق دائرة القريبين إلى السيدة الأمريكية الأولى حينذاك. وانتقلت معها في مسيرتها الطموحة سياسيا إلى مقاعد مجلس الشيوخ كسيناتور عن ولاية نيويورك العام 2002. وبعد ذلك تولت منصب مديرة فريق السفر في الحملة الرئاسية منذ 2007. ووفقا للباحث ريتشارد ميتشل الذي بحث في أصول جماعة الإخوان المسلمين ونشأتها فإن منظمة الأخوات المسلمات ليست جديدة ،موضحا أن حسن البنا كان مهتم بدور المرأة في الإصلاح ،ومن بين المشروعات الأولى التي أسست في هذا الشأن "معهد الأمهات المؤمنات في الإسماعيلية " في أبريل 1933 ليكون هذا المعهد هو أول معهد مسئول عن الأخوات المسلمات, وعلى الرغم من المواجهات بين الجماعة وبين عبد الناصر بعد اغتيال البنا في عام 1949 ،ظهرت زينب الغزالي "أم الصابرين" التي بايعت البنا قبل وفاته بفترة قصيرة ،وكشفت أنها لا تزال عضوا في جمعية الأخوات المسلمات ،مشيرة إلى أن هذه الجمعية تحمل نفس فكر الجماعة. وأجرت الغزالي حوارا وقتها قالت فيه ،إنه تم الاستعانة بالنساء لأنهن كن أكثر نشاطا في مجال الدعوة من الرجال الذين انشغلوا بأعمالهم،وكانت هناك حاجة لملء صفوف الدعوة وتجاوز العثرات التي تقف في طريقها أمنيا ونفسيا. ووفقا لمجلة "أمريكان ثينكر" فإن عابدين ومعها ابنة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر – الزهراء – وأيضا زوجة محمد مرسي –نجلاء – يمثلون الإرث الحي لزينب الغزالي . وتضم قائمة الأخوات المسلمات أسماء عديدة في جميع أنحاء الدول الإسلامية ،وقد يصعب ذكر الأسماء المشاركة نظرا لأن الجماعة فرضت سرية كبيرة على هذا التنظيم النسائي إيمانا منها بخطورة دوره الذي يعد البديل في حال اعتقال أعضاء الجماعة من الرجال ووفقا لتقارير أمريكية في عام 2010 تم نشر عدد من السيدات المشاركات في هذا التنظيم بكل دولة ومنهم في مصر "وفاء مصطفي مشهور" وهي ابنة مرشد الجماعة الأسبق، و"إلهام سعد عبد البصير" زوجة محيي حامد عضو مكتب الإرشاد، و"خديجة حسن عبد الله علي" زوجة حامد محمد شعبان القيادي الإخواني، و"منال أبو الحسن" أستاذ الإعلام بجامعة 6 أكتوبر وزوجة عاصم شلبي رئيس اللجنة الإعلامية في الجماعة ، و"أسماء سعد الدين لاشين" وهي ابنة مسئول الجماعة في محافظة الشرقية ، و"مكارم الديري" مرشحة الجماعة لمجلس الشعب عام 2005 عن دائرة مدينة نصر، والتي يطلق عليها البعض "المرأة الحديدية " داخل التنظيم النسائي وهي زوجة القيادي البارز وعضو مكتب الإرشاد إبراهيم شرف، و"جيهان الحلفاوي" زوجة القيادي إبراهيم الزعفراني الذي تم اعتقاله هو وآخرون في قضية عرفت بقضية 101، وكانت مرشحة الجماعة لمجلس الشعب في انتخابات 2000، و"عزة محمد حمدي" زوجة القيادي الإخواني إيهاب إبراهيم محمد، و"نهلة محمد اللهيطة يوسف" زوجة القيادي محمد عمرو دراج، و"عفاف فضل السيسي" زوجة القيادي عصام العريان، و"كاميليا حلمي محمد محمد" زوجة القيادي سراج الدين اللبودي والمتهم في قضية التنظيم النسائي الدولي عام 2002، و"هناء محمد عبدالسلام"، و"عايدة محمد مدبولي علي" زوجة أحمد محمود محمد إبراهيم عضو المكتب الإداري بالسويس، و"وفاء مختار مصطفي حبيب" زوجة القيادي محمد هشام مصطفي الصولي بمحافظة الإسماعيلية. أما عضوات التنظيم في الأردن فهن "عايدة المطلق"، و"عبير فرعون"، و"نائلة نجيب الرشوان «أم البراء»، وكاملة الشريف، و"زينب عبدالعزيز"، و"سهير جلبانة"، و"مها كامل الشريف"، و"كوثر الجابر"، و"زهير الزميلي"، و"حنان إبراهيم"، و"أروي السيد"، و"فدوي الغيدي". وفي قطر فاطمة فخرو، وأمينة الجابر ،وفي السعودية "سهير قرشي"، و"بدرية المطوع"، و"آمال نصير"، و"سناء عابد"، و"محاسن حمودة"، و"سعاد الجار الله"، و"صالحة محمود عابدين" و"فاطمة نصيف" داعية إسلامية وأستاذة في كلية الشريعة بجامعة أم القري. وفي إيران: السيدة أزام، وفي لبنان رنا سعادة.. وفي فرنسا: أم حاتم، وفي دولة الكويت: "شرين العلمي"، و"هيفاء أبو غزالة"، و"مريم العوضي" أما في دولة اليمن فتدير التنظيم النسائي برمته "فوزية العشماوي" رئيس منتدي المرأة الأوروبية المسلمة، وتعاونها "إبتسام الظفروي" ناشطة إسلامية في مؤسسة الصالح. وفي إنجلترا: "سها الفاروقي"، و"عائشة ليمو"، و"ريحانة صادق"،وفي السودان: "خديجة أبو الجاسم" و "مروة جاكتون". ويقود التنظيم النسائي في دولة الإمارات "ميثاء الشامسي" و "نور السويدي" و"ماجدة الفلاح" في ليبيا ، أما في المغرب فيقود تلك المهمة "فاطمة خليل "، و"بتول محيي الدين"، و"فاطمة عمر" ، وفي ماليزيا "أمنية شريفط"، وفي الهند "تسنيم شيخ سهيل".