أصدر الكاتب الفلسطيني محمد مهيب جبر رواية جديدة بعنوان "6000 ميل". ويتناول الكاتب حول آثار النكبة الفلسطينية على مدى 64 عاماً من اغتصاب الأرض، وتهجير أصحابها ومعاناتهم في الشتات وأماكن اللجوء . صدرت الرواية عن "دار الجندي للنشر والتوزيع" في القدسالمحتلة ، وتقدم طرحاً جدلياً لمفهوم الوطن والعائلة، وعلاقة الإنسان بالمكان من منظور أن المكان هو الذي يتعرف إلى الإنسان حينما لا يعرفه الإنسان، ويتمثل ذلك في شخصية بطل الرواية "بيت مارتينيك" الذي يصل إلى الستين من عمره وهو لا يعرف الوطن الذي ينتمي إليه، ولا اسم العائلة التي يجري دمها في عروقه وعروق أبنائه . ويقدم الكاتب في الرواية شخصية رجل ولد لأب فلسطيني قذفت به نكبة عام 1948 ليصل إلى جزر المارتينيك في رحلة لم يكن مخططاً لها ودون أي أوراق رسمية تدل على هويته بعدما أطلق سراحه في صفقة لتبادل الأسرى بعد أسره، وهو يدافع عن قريته التي لا يعرف هو ولا والدته من اسمها المركب غير كلمة "بيت" والتي يتبين أنها بادئة للكثير من القرى الفلسطينية التي دمرت وانمحت تماماً عن وجه الأرض . ويقرر "بيت مارتينيك" أن يقطع نحو ستة آلاف ميل، هي المسافة بين جزر المارتينيك وفلسطين ليعرف نفسه ومن يكون والمكان الذي جاء منه والده، واسم عائلته قبل أن يموت . وتكشف الرواية من خلال توثيق تاريخي وثقافي ما حل بالشعب الفلسطيني خلال (64) عاماً والعذاب الذي عاشه من نجا من الموت ومن طرد ومن بقي في الأرض عام 1948 وينتظر عودة اللاجئين وحلاً دولياً لمشكلته منذ ذلك الوقت وحتى الآن، بينما تحل دولة بعلمها وجواز سفرها ومواطنيها وثقافتها وأسلوب حياتها محل دولة أخرى بالسرقة والتزييف التاريخي . يذكر أن الكاتب محمد مهيب جبر المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة صدرت له رواية العام الماضي بعنوان "90-91" . (وام)