أصدرت دار الحصاد بدمشق رواية الكاتب رياض رمزي "التيس الذي أنتظر طويلا" وقعت في 446 صفحة من الحجم الصغير، وهي سرد ينتهج الواقعية ويسلسل الأحداث، ويمسك بثيمته عبر تواصل درامي لأحداث تتلازم وموضوعة القدر، الفقر، الشعر، الحب، الخيانة، العناد... الخ. وتأتي موضوعة الشعر كوسيلة حاولت بها والدة البطل في الرواية أن تجابه الفقر فتعرضت جراءه للخيانة ذلك من خلال عشقها لشاعر كبير أراد لها أن تجعل حياتها ملحقة بأشعاره وحيث ترك تصرفه هذا اذى بكبريائها فابتعدت عنه. لكن الأقدار حملتها أن تتزوج شرطيا منع عليها الشعر كرد على ذلك وقررت اخيرا أن تعول على سلاحها الأخير العناد الذي أورثته لابنها الموهوب شعريا. وهكذا تأخذ النقلات السردية في الرواية الأحداث وهي تستحضرها وبأسلوبية حكائية كان الكاتب رياض رمزي قد انتهجها. تكشف الرواية عن اسلوبية الكاتب رمزي ورؤيته وتقويمه للأحداث وعبر فواصل تترابط أجتماعيا وهي تصعد باتجاه مركز الحدث، وبها مسك الكاتب رمزي على ثيمته وعبر انتهاجه الرصد والتوصيف وبما يقرب من صور شخوص الرواية وأحداثها المتواصلة خاصة والكاتب رياض رمزي يأخذنا صوب عمل روائي ربما فيه من التسجيل الصوري لوقائع واقعية كانت قد حدثت يوما ما لكن الكاتب رمزي سبق غيره لتدوينها باسلوبيته السردية تلك وعبر رؤاه وخصوصيته التسجيلية. يذكر ان الكاتب رياض رمزي صدر له عن دار الساقي كتابه المهم "الدكتاتور فنانا"، وظف فيه فلسفته آزاء صناعة الدكتاتورية في العالم أجمع.