أكد مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونية فى بيان له اليوم الثلاثاء أن ما يثار بين الحين والآخر من أن قيام الساعة أو نهاية العالم يوم كذا، أو يوم كذا، أو نحو ذلك من الشائعات والإطلاقات التى تخالف كتاب الله عز وجل وما صح من سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستشهد البيان بقول الله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً...} [الأعراف: 187]. وقال أيضًا: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ...} [فصلت: 47]، أو كما قال سيدنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا اللَّهُ» [أخرجه البخاري]. وغير ذلك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة التي تؤكد أن علم الساعة ونهاية العالم أمر قد استأثر الله عز وجل بعلمه، فلا يعلمه إلا هو سبحانه. وأشار إلى أن الله عز وجل قد أخفى وقت قيام الساعة؛ ليتميز المحسن من المسيء، وليكون العبد دومًا على حذر من أمرها، ويجهتد في فعل الصالحات، ويحرص على مزيد القرب من الله عز وجل، قال سبحانه في محكم كتابه: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه: 15]. وما أحرى العبد أن يشغل نفسه بما ينفعه يوم تقوم الساعة؛ فلا يكون من الغافلين عنها، يشغله لهو الدنيا وزخرفها، حتى إذا حان أجله يقول: {يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر: 24]. اقرأ أيضاً * وكيل الأزهر يحسم موقف امتحانات الثانوية الأزهرية من إجازة 30 يونيو * «البحوث الإسلامية» توضح حكم وضع شرط جزائي في العقد * «الجامع الأزهر» يضع هذه الشروط لاستقبال المصلين غداً * بسبب الكورونا..عشرة أحكام تهم المسلم بعد إعادة فتح المساجد * في تقرير رسمي .. ماذا قالت الخارجية الأمريكية عن خريجي الأزهر ؟ * 3 مواقف لأمهات المؤمنين ساندن فيها الرسولصلى الله عليه وسلم..تعرف عليها * ماذا قالت «الخارجية الأمريكية» عن جهود الأزهر فى مواجهة التطرف والإرهاب؟ * طلاب القسم العلمي بالثانوية الأزهرية يؤدون اليوم امتحان القرآن الكريم * تعرف على الآية التى عليك قراءتها عند زيارة قبر النبى * الأزهر يُعلن ضوابط اختبارات الترقي للمعلمين.. تعرف عليها * تعرف على الفضيلة التى ميز الله بها سيدنا محمد عن باقى الأنبياء * ما حكم التبرع بأموال الحج والعمرة لصالح المرضى والمتضررين من كورونا؟.. الأزهر يُجيب وقد كان جواب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأله: «مَتَى السَّاعَةُ؟ قوله: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟... » [متفق عليه]. بل وجَّه صلى الله عليه وسلم ألَّا ينشغل العبد عن العمل بأي شيء، ولو بقيام الساعة فقال: «إنْ قامَتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكُم فَسيلةً فإنِ استَطاعَ أن لا تَقومَ حتَّى يغرِسَها؛ فلْيغرِسْها» [أخرجه البخاري في الأدب المفرد]. فعلى العبد أن ينظر ماذا قدم ليوم القيامة؟! وماذا أعد له؟! فإن الساعة لا تأتي الناس إلا فجأة بغتة؛ قال سبحانه: {لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً} [الأعراف: 187]. وبين: من رحمة الله عز وجل أن جعل لهذا اليوم علاماتٍ ودلائلَ؛ ليذكِّر به عباده؛ حتى يعودوا إليه، ويجتهدوا في طاعته. وقد ظهرت بعض هذه العلامات، والتي على رأسها بعثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ، أَوْ: كَهَاتَيْنِ» وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى. [متفق عليه]. ومن العلامات ما لم يظهر بعدُ، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «...فَإِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ، حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» [أخرجه البخاري]. وحذِّر مركزُ الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من الانسياق خلف الشائعات والخرافات التي تخالف العقل والنقل، مهيبا بأبناء الشعب المصري وجميع الشعوب أن ينشغلوا بما يخدم أوطانهم، وينفعهم في دنياهم وأخراهم.