بشرى سارة زفها وزير الصحة الألمانى ينس شبان، بإعلانه عن أن وباء كورونا المستجد أصبح تحت السيطرة فى ألمانيا ويُمكن إدارته والتحكم به، فبينما تُسجل الدول الأوروبية الرئيسية "إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا" معدلات كارثية في الوفيات، سجلت ألمانيا معدلات الوفاة الأقل في القارة بالنظر إلى عدد الإصابات المرتفعة فيها وفى دول القارة العجوز، الأمر الذى أثار تساؤلًا هامًا وهو ماذا وراء نجاح ألمانيا فى احتواء فيروس كورونا؟ وزير الصحة الألمانى قال: "يُمكننا الآن القول إن الأمر نجح.. نجحنا في الانتقال من زيادة حيوية إلى زيادة مستقرة، ومعدلات الإصابة انخفضت بشكل كبير"، موضحًا أن بلاده أجرت فحوصًا واختبارات تشخيصية تتعلق بفيروس كورونا لحوالي 1.7 مليون شخص حتى الآن. وأضاف أنه على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في ألمانيا إلى أكثر من 3380 إصابة، إلا أن البيانات الرسمية تُشير إلى تراجع معدلات انتقال العدوى في البلاد. "شبان" كشف عن أن بلاده ستنتج 50 مليون كمامة واقية أسبوعًيا اعتبارًا من أغسطس المقبل، بينها 10 ملايين كمامة من نوع "أف أف بي 2"، مشيرا إلى أنه تم إسناد عقود لخمسين شركة تُريد إنتاج 10 ملايين كمامة و40 مليون كمامة جراحية اعتبارًا من شهر أغسطس. معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا أكد أن كل مصاب بمرض "كوفيد-19" في البلاد بات ولأول مرة ينقل العدوى إلى أقل من شخص، مشيرًا إلى أن معدل انتقال العدوى بفيروس كورونا الجديد بين شخص وآخر تراجع إلى 0.7. التليفزيون الألمانى نشر تقريرًا يُفسر النجاح الألمانى في مواجهة فيروس كورونا الذى تفشى في أوروبا بشكل أكبر من أي قارة أخرى، وجاءت نقاط القوة أو أسبابها كالتالي: 1- كفاءة النظام الفيدرالي الألماني للسيطرة على تداعيات انتشار المرض في بقاع الدولة. 2- أدركت الخطر مبكرًا فتمكنت من احتواء الجائحة وإدارتها بشكل أفضل. 3- تملك ألمانيا بنية صحية تحتية متطورة تُغطي كل مناطق البلاد، أتاحت لها إجراء اختبارات بمعدل 300 ألف إلى نصف مليون فحص أسبوعيًا. 4- أجرت اختبارات على العائدين من المناطق الموبوءة كالصين وإيطاليا وتيرول في النمسا. 5- فرضت الحجر الصحي على القادمين من منتجع إيشغل الشتوي النمساوي، أحد المصادر الرئيسية لانتشار الوباء في أوروبا. 6- تعتمد ألمانيا في الأوقات العادية على 20 ألف سرير للإنعاش والعناية المركزة، رفعت هذا العدد بعد كورونا إلى 40 ألف سرير منها 30 ألف مجهزة بآلات التنفس. 7- يوفر النظام الصحي الألماني 6 أسرة لكل ألف نسمة تحتل بها المرتبة الثالثة عالميًا، فيما تملك إيطاليا 2.75 سريرًا لكل ألف نسمة وإسبانيا 2.9 وفرنسا ثلاثة فقط. 8- تمكنت ألمانيا من احتواء سلسلة الوباء الأولى "المريض صفر"، فقد استطاعت حصر الأعداد المصابة "16 إصابة " من مخالطة موظف صيني يتنقل بين مصنعين فى بافاريا الألمانية ووهان الصينية. 9- احتوت ألمانيا موجة الانتشار الثانية المدمرة، التي بدأت في نهاية فبراير من خلال الاختبارات وإجراءات الحجر الفوري للعائدين من منتجع التزلج في ايشغل النمساوية، مما منع الشباب العائدين من بؤرة الانتشار الأكبر في أوروبا من نقل العدوى إلى أسرهم. 10- العامل الثقافي لعب دورًا في تقليل معدلات الوفيات بسبب الفيروس، فمعدل أعمار المصابين في ألمانيا لا يتجاوز 47 عامًا، مقابل 63 في إيطاليا، لأن 6% فقط من الألمان "بين 30 و49 عامًا" يعيشون مع والديهم مقابل 20% في إيطاليا، وهو ما ساهم في انحسار عدد الوفيات عن الدول الأخرى.