يبدو أن هناك خطة مدبرة من الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وأنصار التيار الإسلامي للانتقام من الصحفيين وتصفية الحسابات معهم بحجة أن الإعلاميين يشنون هجوما متواصلا علي الجماعة. والمتابع للمشهد السياسي طوال الفترة الماضية يجد أن الإخوان يستخدمون وسائل الإعلام "شماعة" لتبرير فشلهم في حل الأزمات التي يثيرونها برعونتهم وعدم قدرتهم علي حل شفرتها، متبعين نفس "عنجهية "و"غرور" النظام السابق بكل أركانه وأدواته، وقد ظهر ذلك جلياً خلال التصريحات المتعاقبة لمرشد الجماعة محمد بديع والذي انتقد وسائل الإعلام، قائلا "يقولون نحن الذي قُتلنا ولم نقتل، ونحن الذي أُصبنا ولم نصب أحدا"، مؤكداً أن الشهداء الثمانية جميعهم من الإخوان المسلمين، وأن هؤلاء الشهداء هم من خرجوا للحفاظ علي مصر وشرعية قيادة مصر، مناشدا القيادات السياسية بأن تتبرأ من هؤلاء القتلي. الاتهامات التي تكيلها جماعة الإخوان والسلفيون ضد الصحفيين لم تصدر من المرشد فقط بل أن نائبه خيرت الشاطر شن هجوما أيضاً علي وسائل الإعلام قائلا "إن الإعلام مازال مرتبطا بالنظام السياسي السابق ولابد أن ينحاز لمصلحة الوطن ولا يقوم بمحاربة عملية التغيير الوطني، وأن حملات الهجوم المنظمة علي الإخوان ليس للإخوان بعينهم وإنما هو هجوم علي التغيير والديمقراطية ونهضة الوطن ككل". وأكد الشاطر أن "حرية الإعلام ليست حرية مطلقة بمعني عدم إطلاق حرية بالقذف علي الشخصيات دون ضابط ولابد من ضوابط يضعها ميثاق شرف من النقابة". الظلم الفادح الذي يتعرض له الصحفيون والإعلاميون لم يقتصر فقط علي الإخوان فقط بل امتد أيضا إلي الجماعة السلفية فقد طالب المتظاهرون السلفيون أمام مدينة الإنتاج الإعلامي مؤخرا بمصادرة عدد من الصحف ومنع البرامج ببعض القنوات مؤكدين أن القنوات والصحف تؤدي إلي "الفتنة" وأصدروا بيانا طالبوا فيه بإغلاق بعض الصحف والقنوات الفضائية التي تنتقد مرسي والتيار الإسلامي بشكل عام، مشيرين إلي أن هذه القنوات والصحف تثير الفتن من خلال تهويل الأمور وتضخيم الأحداث والزج بأخبار من شأنها إيغار صدور وإشعال الحقد والكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد مستخدمين كل آلات الكذب والافتراء علي التيار السياسي الإسلامي بغية إسقاطه في عيون عموم الشعب المصري. الصحفيون والإعلاميون بدروهم رفضوا هذه الاتهامات الموجهة لهم من الإخوان والسلفيين ومرسي، محذرين هؤلاء جميعا من الهجوم الحاد الذي يشنونه علي الإعلاميين ومحاولة إيهام المواطنين أن الإعلاميين هم سبب الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا. وشددوا علي أن فشل مرسي وجماعته في حل المشكلات وعدم خبرتهم السياسية هو السبب في انقلاب الشارع عليهم وليس وسائل الإعلام كما يعتقد مرسي وجماعته. ورفض الصحفيون محاولة تكميم الأفواه وإرهاب الإعلاميين.. مؤكدين تصديهم لأي محاولة اعتداء علي أي إعلامي يتعرض له مرسي وجماعته، لأن القانون الذي انتهكه مرسي وجماعته يكفل حماية الإعلاميين وعدم التعرض لهم. أكد الكاتب الصحفي مكرم محمد، ونقيب الصحفيين السابق، أن هجوم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي علي وسائل الإعلام هو جزء من سياسة شاملة تستهدف تكميم أفواه الإعلامين والصحفيين الذين يكشفون فضائح وتخلف وجهل نظامهم وفشله في إدارة البلاد وعدم قدرته علي الخروج من الأزمات المتوالية التي يقعون فيها بسبب حماقتهم علي حد وصفه. وأوضح أن الإخوان يحاولون أظهار الإعلام وكأنه السبب المباشر والمسئول عن كل الأزمات التي يفتعلونها ويفشلون في حلها ومواجهتها، بل أنهم يلجأون إلي العنف لطمس أي أدلة أو موضوعات تنشر لكشف فسادهم وحقيقتهم السوداء للمواطنين وأبرز مثال علي ذلك ماحدث للزميل الحسيني أبوضيف الصحفي بجريدة "الفجر" والذي أطلقوا عليه الرصاص من علي مسافة مترين وهشموا رأسه ثم قيامهم باستجواب المتهمين والاعتداء عليهم داخل مسجد عمر بن الخطاب وكأنهم رجال شرطة ينفذون القانون، بالإضافة إلي ممارستهم للضغوط علي رؤساء القنوات الفضائية لمنع استضافة الشخصيات الوطنية وبعض الرموز الوطنية التي تكشف فسادهم وتنتقدهم. واعتبر مكرم أن أبرز دليل علي محاولة الإخوان السيطرة علي الإعلام ومحاولة توجيهه لخدمة مصالحهم الشخصية وتحقيق أهدافهم الخاصة، إصرارهم علي تبعية الصحف لمجلس الشوري المنتخب 7 % فقط من أعضائه وتعيين رؤساء تحرير موالين لهم يقومون "بالتطبيل لهم، ومحاولة تجميل وجههم القبيح. وأشار إلي أن رعونة أنصار تيار الإسلام السياسي لم تقف عند هذا الحد بل قام الشيخ حازم أبوإسماعيل وأنصاره بالتظاهر أمام مدينة الانتاج الإعلامي ومحاولة اقتحامها لتوصيل رسالة للمواطنين بأن الإعلام هو سبب الأزمة الحالية، وأنهم نسوا أو تناسوا أن حصارهم للمحكمة الدستورية العليا يعتبر نوعا من الإرهاب والاعتداء علي مؤسسات الدولة. ولفت إلي أن الإخوان يمارسون كل أنواع التضليل والكذب لمحاولة تجميل وجههم القبيح الذي كشفه المواطنون علي حقيقته، ولكنهم يكابرون، ولكن ذلك ظهر من خلال استماتتهم وتقرير صلاحيات أكبر لمجلس الشوري لانهم أدركوا أن رصيدهم في الشارع قد نفد، مشيرا إلي أن مصداقيتهم ضاعت وأضافوا جوا من الكآبة علي البلد بشكل عام. وأوضح أن سبب الهجمة الشرسة التي يشنها الإخوان المسلمون علي الإعلام والإعلاميين هو خوفهم الشديد من تطور الأمور واتساع حجم المسافات التي تباعدت بينهم وبين المواطنين، وخوفا أيضا من ضياع الفرصة التي وصلوا اليها من أيديهم وعدم رجوعها لهم مرة أخري. وأوضح أن جماعة الإخوان ومرسي يمارسون الكذب بشكل مستمر وهو ماظهر من خلال تصريحه بأن هناك 8 آلاف قاض للاشراف علي الاستفتاء علي الدستور، إلا أنه بمرور الوقت تبين أن هناك بضع مئات من القضاة فقط هم الذين أبدوا رغبتهم في الإشراف علي الاستفتاء، وهو مايظهر مدي لي الإخوان المسلمين ومرسي للحقائق لتحقيق أهداف معينة ثم يتهمون الإعلام بأنه هو الذي يثير الأزمات، وبدلا من الاستجابة لمطالب الأغلبية العظمي من المواطنين نجده يتعنت ويصر علي رأيه في عدم الاستجابة لرغباتهم، وهو مايؤكد أن البلد قادم علي حرب أهلية ستدمره إذا استمر الوضع علي ماهو عليه. وأعرب مكرم عن اعتقاده بأن مرسي وجماعته سيصفون حساباتهم مع الإعلاميين خلال الفترة القادمة، لأنهم يظنون أن الإعلام هو السبب في انفجار الأزمة وليس تعنتهم وضيق أفقهم وصدرهم وعدم الاستجابة لرغبات الجماهير، مؤكدا أنهم سيستخدمون جميع أدوات التنكيل والقهر للحفاظ علي حكم مصر، ولكنهم لايدركون في نفس الوقت أن الشعب كشفهم علي حقيقتهم. وذكر أن مرسي استطاع أن يحدث انقساما بين صفوف الشعب خلال 5 أشهرفقط من حكمه، وهي ظاهرة لم تحدث طوال تاريخ مصر منذ بداية التاريخ وحتي الآن، وأن الإخوان لن يفرقوا بين حكمهم للجماعة وحكمهم لدولة وشعب يقبل أشياء ويرفض أخري. قال خالد البلشي رئيس تحرير جريدة "البداية الإلكترونية" إن الهجوم علي الإعلام دائماً هو الكارت الرابح لأي نظام مستبد لأن الإعلام يفضح أعماله ويظهر حقيقته للجميع وفي الأزمة الحالية التي نمر بها خرج الإخوان عن المألوف وظهروا في وضع شديد الصعوبة وقد أدركوا ذلك بعد كشف الإعلام لحقيقتهم التي ظلوا يخفونها لعدة سنوات علي المواطنين البسطاء. وأضاف البلشي ان هدف الإخوان هو السيطرة علي جميع أجهزة الدولة لتحقيق مشروعهم الإخواني، وأن الوسيلة الأساسية لتحقيق هذا الهدف هي تكميم أفواه الإعلامين والعاملين به حتي يستطيعوا نشر أفكارهم الهدامة والمتخلفة. وأوضح أن الإخوان يهدفون إلي إجراء "تنويم مغناطيسي" للشعب بأكمله، للتعتيم علي جرائمهم التي يرتكبونها، وخاصة انتهاكهم لحقوق الإنسان التي ظلوا ينادون بها في السنوات الماضية. ولفت إلي أن الاتهامات التي يلصقونها بالإعلام هي إثبات قاطع علي وجود نظام ديكتاتوري لا يعترف بوجود حرية للإعلام أو مبدأ الحرية بشكل عام، مستكملاً ان أحد أهداف الإخوان هو أخونة الإعلام ليتكلم فقط عن إنجازاتهم المزيفة والتهليل لهم وقد كان ذلك واضحاً في رفض عدد كبير من قيادات الإخوان الظهور علي أي من القنوات الفضائية والظهور علي شاشة فضائية أخري تتبع جماعتهم أو تيارهم الإسلامي والدليل علي ذلك في بداية أحداث قصر الإتحادية ورغم هجوم الإخوان علي المعتصمين وقتلهم وسحلهم قام الإخوان بالظهور علي إحدي القنوات التي تعبر عنهم وأكدوا ان الشهداء الذين راحوا ضحية "موقعة الإتحادية" هم من الإخوان بالرغم من أننا نعلم جيداً العكس خاصة ان من بينهم شهيد قبطي. وأكد البلشي أن هذه المحاولات التي يقوم بها الإخوان والسلفيون ستظل دائماً، وبات ذلك واضحاً عندما قام السلفيون بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي ومنع عدد من الإعلاميين من مباشرة أعمالهم فهذا أمر بالغ الخطورة ولا يسمي سوي ب "المهزلة"، لافتاً إلي وجود قائمة محددة لتصفية الإعلاميين بأي شكل من الأشكال وقد استطاعوا ان ينفذوا جزءا من خطتهم عندما انسحب الزميل خيري رمضان من العمل بإحدي القنوات الفضائية نتيجة الضغوط التي تمت ممارستها عليهم. وقال نحن لن نسمح للإخوان بمصادرة إعلامنا أو توجيه أو حجب آرائنا تحت أي مسمي فالإعلاميون سيظلون يقاومون هجمات هذه التيارات المتخلفة لأننا أحرار ولا نعبر سوي عن الشعب ومدي معاناته، فقد خرجنا عن عباءة مبارك ولن ندخل عباءة المرشد من جديد وسننهي هذه الحرب الفاسدة وسنظل نطالب باستقلالية الإعلام لأننا لن نظل تحت وصاية الدولة مرة أخري فقد تعلمنا الدرس جيداً. وأوضح حلمي النمنم رئيس مجلس إدارة مجلة "دار الهلال" السابق أن سبب الأزمة الحالية هم الإخوان وأنصارهم وليس الإعلاميين كما يقول الإخوان فهم السبب في انتشار أي شيء فاسد والبلبلة وعدم استقرار البلد حتي الآن، وما يحدث في الوقت الحالي أثبت للجميع مدي تناقضهم وكذبهم لأنهم فيما سبق عندما كانوا يسمون بالجماعة المحظورة كان الإعلام هو السند الوحيد لهم والمتحدث الرسمي لشرح معاناتهم وظلمهم. وقال إن الإعلام حالياً أصبح نقمة عليهم لأنه يظهر جرائمهم وفضائحهم ضد الشعب المصري ولم يكن الإعلام ضحية الإخوان فقط وانما هو "الشماعة" التي يعلق عليها فشل أي نظام ديكتاتوري، وإن قمة البشاعة محاصرة السلفيين لمدينة الإنتاج الإعلامي وهذه هي البداية فقط ويجب علينا عدم السكوت علي هذه "المهازل" والكوارث ولم يكن حصار مدينة الإنتاج هي الحالة الأولي أو الفريدة من نوعها وانما قيام الإخوان بمحاصرة المحكمة الدستورية أمر في قمة الخطورة فهم بذلك يؤكدون رفضهم للرأي الآخر وإلاَ تطبيق الحد وقتل المتظاهرين والمعترضين علي قراراتهم.. مشيراً إلي فشل الإدارة الحالية في إدارة الدولة لتقاعسها عن حماية حرية الإعلام أو غيرها من القطاعات الحيوية الهامة. وعلق النمنم علي ما قاله مرسي واستعداده لمقاضاة كل من يتحدث ينتقد قراراته متسائلا " ومن يقاضيه علي ما حدث في موقعة الإتحادية أو علي الشهداء الذين راحوا ضحية تعنته وديكتاتوريته ومن يقاضيه علي الأزمات اللاحقة لكل ما يحدث سواء علي الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي؟. وأضاف أن تصفية الإعلاميين أمر وارد وغاية في الخطورة وكلنا ننتظره بين الحين والآخر وليس تصفيتنا هي آخر مطاف الإخوان وإنما سيقومون بما هو أسوأ في الفترة القادمة فلن يهدأ لهم بال سوي بطمس كافة أوجه الإعلام سواء المقروء أو المسموع أو المرئي لأننا سنظل ضدهم. وأكد سكرتيرعام نقابة الصحفيين الأسبق يحيي قلاش أن الإعلام يعيش الآن مرحلة صعبة للغاية لم يشهدها من قبل ولم يمر بها حتي في عصر النظام السابق.. مشيرا إلي أنه منذ تصدر جماعة الإخوان المسلمين للمشهد السياسي وتولي محمد مرسي مقاليد أمور البلاد واستحواذهم علي مقاعد الأغلبية في البرلمان المنحل يركزون هجومهم علي الإعلام والإعلاميين ويقرنون أسماءهم بعبارات التضليل. وقال قلاش إنه توجد عدة محاولات لإثارة أزمات والوقيعة بين الإعلاميين والمواطنين وحاولوا مرارا وتكرارا أن يشوهوا صورة الإعلام في نظر الشعب من خلال التصريحات التي اعتادوا علي إطلاقها عبر القنوات الخاصة التي تتبني الدفاع عنهم وعن أفكارهم وتناسو تماما أن الإعلام ما هو إلا وسيلة لنشر الحقائق ونقل الأحداث وتوضيحها للرأي العام. وأضاف أن الإخوان لا يؤمنون بحرية التعبير أوالتعددية أوالتنوع الفكري والسياسي وهذه في حد ذاتها تعتبر مشكلة كبري لا يمكن التغلب عليها.. مستنكرا مواقفهم العديدة التي ظهرت جلية عندما تمكنوا من السيطرة علي مجلس الشوري وأصبحوا أصحاب كلمة مسموعة وحاولوا باستماتة وبشتي الطرق أن تؤول تبعية الصحف إليه وهذا ما لمسناه وشعرنا به في تشكيل المجلس الأعلي للصحافة ورؤساء تحرير ومجالس إدارة الصحف القومية. وطالب قلاش، الإخوان بأن يعوا تماما أن الإعلام ليس سلاحا في يد السلطة يحركها الحاكم كيفما يشاء ضد خصومه، متسائلا عندما تكون وسائل الإعلام تقول الرأي والرأي الآخر وتطرح جميع وجهات النظر وتكشف الحقائق تكون مضللة من وجهة نظركم وتثير الفتن وتصبح مصدرا للشائعات؟. وشدد علي أن الجمعية التأسيسية التي وضعت الدستور كان لها موقف واضح ضد حرية الإعلام والصحافة وتجاهل أعضاء الجمعية مطالب الصحفيين ولم تتم الاستجابة لهم أو الالتفات إليهم، وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الصحافة المصرية بل والأخطر من ذلك هو إمكانية مصادرة الصحف دون الرجوع إلي القانون وهذا في حد ذاته يعد تراجعا للحريات وهو ما نرفضه جميعا لأنه ببساطة شديدة يعود بنا إلي الخلف وعهد النظام البائد الذي قامت الثورة من أجل القضاء عليه تماماً وما يفعله الإخوان المسلمون إن دل فيدل علي أن ثورة يناير لم تأت بجديد وهذا لايمكن أن نقبله جملة وتفصيلا. وعن هجوم السلفيين علي بعض الإعلاميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامي قال قلاش إن هذا العمل ليس مقبولاً علي الإطلاق وكذا التضييق علي القنوات الفضائية ومنع بعض الرموز السياسية من الظهور علي شاشات التليفزيون ومنهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي بأمر سيادي ومنع نشر المقالات التي تنتقد الحكومة والحزب الحاكم فكل هذه الأشياء تجعلنا لانقول سوي أننا انتقلنا من إستبداد حكم مبارك إلي فاشية الإخوان المسلمين التي لا تسمح حتي بالهوامش. وأكد قلاش أنه إذا استمر التحريض علي الإعلام من قبل من يطلقون علي أنفسهم إسلاميين فسيكون هذا الأمر مقدمة لتصفية جميع الإعلاميين الذين يدافعون عن حرية الرأي والتعبير وقال الكاتب الصحفي رجائي الميرغني، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط إن هجوم الإخوان المسلمين علي الإعلام والإعلاميين، محاولة منهم للتعتيم علي الفاعل الحقيقي وراء كل التعديات والأزمات الموجودة علي الساحة من سفك دماء المصريين، وهو الهدف الحقيقي لهم بالرغم من كل المحاولات التي يقوم بها إعلام التيار الإسلامي وتبرير أخطاء مرسي وأعضاء جماعية لتوصيل الصورة مغلوطة للرأي العام. وأضاف الميرغني ليس غريبا علي الإخوان المسلمين ترديد "المعزوفة" المفضلة لديهم وتحميل الإعلام كافة الأخطاء وأن الإعلام هو الذي لايريد الاستقرارأو حتي بناء نهضة مصر كما يدعون وهم من يريد قلب الحقائق، لافتا ان الرئيس وجماعية يريدون أن يكون الإعلام مؤيدا لقراراتهم غيرالدستورية، بالإضافة إلي تحقيق مصالح الجماعة وهذا أمر مرفوض وغير مرجو من إعلام حر يريد بناء الدولة المصرية، فالأحداث تفرض نفسها علي الإعلام ولا يمكن أن يتغاضي عنها أو يتجاهلها. وتابع الميرغني للتيار الاسلامي إعلامه الموجه الذي يستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لنصرة النظام وجماعته ووصفهم الإعلاميين بسحرة فرعون ويتوعدون الكثيرين من الإعلاميين الشرفاء، دون مراعات مصلحة البلد والتعتيم علي الفاعل الرئيسي للأزمات والبحث عن شماعة حتي يظهر الرئيس مناضلا وثوريا وحاميا للثورة المصرية كما يدعون، ولاشك أن هناك أخطاء للإعلام ولكنها أخطاء طبيعية وقد يتم تجاوزها من خلال هيكلة المؤسسات الإعلامية وإعادة الانضباط المهني لها ولكن من خلال أبنائه المخلصين ولا يخضع لأهواء السلطة. وأضاف الميرغني الإخوان والرئاسة بعد أن نالوا من القضاء يسعون جاهدين لتصفية حسابهم مع الإعلام الحر الذي يقدم الصورة للرأي العام دون تزييف، وقد ننتظر خلال الفترات القادمة صدام أكبر بين مؤسسة الرئاسة والإعلام والصحف برغم من أن الهجوم علي الإعلام ضد المجتمع وحرية التعبير والتشكيك فيه وهذا ما يعتبر "فاشية" غير مقبولة علي الإعلام المصري. واعتبر صلاح عيسي الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة القاهرة، هجوم الإخوان ومؤسسة الرئاسة علي الإعلام هجوما معتادا، خاصة أن الإخوان وقيادات تيار الإسلام السياسي تضيق صدورهم بالنقد ولا يقبلون الآخر، بالرغم من أن هذه الطريقة هي السبب الحقيقي وراء الخلاف علي بينهم والإعلام وهذا الكلام ليس في مصلحة الحاكم الذي يجب عليه إيجاد حلول لتجنب الانتقاد. وأوضح عيسي أن الإعلام لم يقم بشيء مشين حتي يهاجم وتتم محاسبته من قبل جماعة مرسي، التي يجب عليها وعلي تيار الإسلام السياسي إيجاد آلية أفضل للتعامل وإدارة الأزمات وبالتالي تستطيع حل جميع الخلافات مع الإعلام والقضاة وكافة مؤسسات الدولة. وأشار عيسي إلي أن نص الإعلان الدستوري الأخير تعامل معه الإعلام بصدق وحيادية، لأن الشعب المصري قابل هذا الإعلان باعتراض شديد، الأمر الذي نقله الإعلام بكل صدق وأمانة، وكان من الضروري علي الإعلام التعامل معه بالرفض لان هذا حق أصيل للشعب، رافضا تكميم الأفواه ضد الأحكام والقرارات الدكتاتورية، معتبرا ان الإخوان يريدون ان يعود الإعلام إلي الخلف كما كان في عهد مبارك ليكون إعلاما مجردا من الحيادية متمتعا بالتطبيل ومناصرة السلطة والجماعة التي ينتمي إليها، برغم ان الإعلام في عهد مبارك كان يتمتع بقليل من الحرية وهذا ما يرفضة الإسلاميون الذين يريدون "تأليه" الحاكم كما قال البعض خلال مليونية الشريعة والشرعية. وقال عيسي ان الإخوان لا يريدون الحرية أوالديمقراطية، وستشهد الفترة القادمة صداما بين الجماعة والإعلاميين وتصفية حسابات مع بعض الإعلاميين ليعودوا بنا إلي إعلام التضليل وعلينا التصدي والتصعيد ضد الإخوان حتي تتمتع بلادنا بإعلام صادق وغير موجه هدفه مصلحة الدولة ولا نقبل إغلاق صحف ولا قذف أقلام. وقال الكاتب الصحفي نصر القفاص، إن حصار مدينة الإنتاج الاعلامي بالتزامن مع استمرار محاصرة المحكمة الدستورية هجوم مدروس من جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي لمحاربة الإعلام بعد أن أرادوا النيل من القضاة الذين يقفون في وجه النظام رافضين سيطرته علي استقلالهم، وبعد فشل وزيرالإعلام في أخونة الوزارة وعجز الإخوان عن مخاطبة الراي العام من خلال إعلامهم الخاص الذي يفتقد المعايير المهنية. وأضاف القفاص أن الإعلام الخاص الموجود علي الساحة الآن والصحف المستقلة هي هدف الإخوان القادم للنيل من حرية الإعلام والسيطرة عليه، وبالرغم من الجهود التي يبذلها قيادات الإخوان والسلفيين لتوجيه الإعلام إلا أنهم لم يستطيعوا تجميل الوجه القبيح لما يقوم به التيار الإسلام السياسي ورئيس الجمهورية، أو توضيح الرسالة أو المضامين الخاصة بالمبررات لقرارات رئيسهم، وبالتالي يقوم الإخوان علي هدم دولة القانون. ووصف القفاص دخول الإخوان في حرب مع الإعلام بالخاسرة التي لم تضف لهم أي شيء ولكن سيدفعون الثمن غاليا لعدم وجود أي مخالفة إعلامية يحاسب عليها القانون، مشيرا أن الإخوان الآن ما يشغلهم الآن هو التمسك بمكتسباتهم من مناصب وعدم السعي وراء قضايا خاسرة، وان كنت لا أستبعد عليهم شيئاً فمن الممكن ان نري اعتقالات لبعض الإعلاميين وهذا ما دفعهم لإصدار الإعلان الدستوري ولكن خروج المصريين بهذا الشكل التلقائي وغير مرتب أربك حساباتهم كثيرا. وأشار القفاص أن طبيعة تنظيم جماعة الإخوان السرية قد تضع بعض الصحف في مأزق إذا أراد إغلاق بعضها أو النيل منها وعلي الإعلام بجميع أشكاله والتصدي لمحاولة النيل منه أو تسخير بعض الوسائل لصالح الإخوان وحلفائهم، وعليه توضيح الصورة كما هي وتقديم الفاعل الأصلي في أحداث الاتحادية بدل مهاجمة الإعلام لإبعاد الشبهات عنهم. وقال حسين عبدالرازق نائب رئيس حزب التجمع، ان جماعة الإخوان المسلمين غير متقبلين أنهم فقدوا المصداقية في الشارع المصري، منذ انتخابهم في مجلسي الشعب والشوري وبعد ذلك انتخابات الرئاسة التي جاءت بمرسي رئيسا لهم، وبالتالي لم يجد الإخوان المسلمون ما ينقلبون عليه سواء الإعلام. أضاف عبدالرازق ان هجوم الإخوان علي الإعلام أمرقد يجعل الأزمة أشد توترا بالرغم من أن الإعلام لم يقدم ما يلام عليه، ولكن يعطي الإخوان المساحة الكافية للتعبير عن وجهات نظرهم، ولكن ما يقومون به لا يقتنع به المواطنون لم يجدوا لديهم ردودا لما يقوم بها رئيسهم. وأشار عبدالرازق إلي أن الإخوان لا يستطيعون إغلاق صحيفة أو محاكمة صحفي لأن الرأي العام أصبح أكثر وعيا وهو من سيتصدي لهم.