أضحى استهداف الصحفيين والإعلاميين جزءًا من مكتسبات الثورة، وتنوَّعت مكافآتهم على ما قدموه من أجل هذا البلد، سواء بالاعتداء عليهم أو تكسير سياراتهم، أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، وصولًا إلى تصفيتهم جسديًّا بالرصاص الحى، كما حدث مع الحسينى أبو ضيف شهيد الواجب الذى رحل إثر طلق نارى، محاولًا كشف مهازل "الاتحادية"، واليوم أُصيب محمد محسن مراسل جريدة "لوفيجاروا" الفرنسية، بطلق نارى. وأكد عدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين أن هناك حملة منظمة من قبل جماعة الإخوان المسلمين تستهدف الصحفيين وتعمل على تصفيتهم جسديًّا واحدًا تلو الآخر، لتكميم أفواه الصحافة عن كشف ألاعيب نظام الإخوان المسلمين. وفى السياق نفسه، أكد أحمد طه النقر الكاتب الصحفى، أن "هناك حملة منظمة ضد الصحافة والإعلام يديرها الإخوان المسلمون والسلفيون، لتكميم أفواه الصحفيين، وإرغامهم على السكوت عن توضيح خطايا تيار الإسلام السياسى، وهذا يحمل الدولة مسئولية الدفاع عن الصحفيين، فبدأت هذه الخطة بمحاولة أخونة الصحف القومية، وتولية رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تحرير موالين لنظام الإخوان المسلمين، وتعيين وزير إعلام إخوانى، ليتم إحكام قبضة الإخوان على الإعلام، ورغم كل هذه الإجراءات بدؤوا بمحاولات التصفية الجسدية للصحفيين، وعلى رأسهم الصحفى الحسينى أبو ضيف، الذى شيّعنا جنازته أول من أمس، واليوم محمد محسن، ولن تنتهى السلسلة، ويجب أن نقف صفًّا واحدًا ضد هذه الاعتداءات المتكررة على الصحفيين، فلن نتحمّل أن يسقط شهيد منا كل يوم برصاص غدر الإخوان المسلمين". وأضاف النقر أن الحملة الشرسة ضد الإعلاميين لم تشهدها مصر على مدار تاريخها، ويجب التصدى لها. واتفق معه فى الرأى يحيى قلاش عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، مؤكدًا أن موقف الإخوان المسلمين والسلفيين من حرية الصحافة والإعلام مزرٍ للغاية، فهم يعتبرون الصحفيين سحرة فرعون ويكيلون تهم التكفير ضد كل مَن يعارضهم، والإعلاميون على رؤوس قوائم الاغتيالات، لأنهم يكشفون مدى زيف نظام الإخوان المسلمين، ولن يكتفى الإخوان المسلمون بقتل وتصفية الصحفيين جسديًّا فهم يريدون وضعنا فى أتون كبريت وحرقنا حتى الموت. وشدد قلاش على أن هناك حملة منظمة من قبل الإخوان المسلمين لقتل الصحفيين ومنع مقالات كبار الكتاب المعارضين لهم وغلق القنوات الفضائية، بدليل ما فعله "حازمون" فى حصارهم مدينة الإنتاح الإعلامى، لكن مهما صنعوا لن نتراجع عن حرية واستقلال الصحافة، ولو قتلونا جميعًا، لأن دعامة الصحافة دعامة أساسية للديمقراطية فى أى دولة. وأضاف قلاش أن الإخوان المسلمين يريدون تأسيس استبداد جديد، بعدما خلصنا من استبداد مبارك ونظامه، وفاشية جديدة، وذروة هذه الفاشية الاعتداء البدنى على الصحفيين وتصفيتهم جسديًّا.