خلصت دراسة إلى أن الهجمات الإلكترونية ضد الولاياتالمتحدة ارتفعت وتيرتها خلال الأيام التالية لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، مع تزايد عدد محاولات قرصنة المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة الأمريكية. وأشارت الدراسة التي نشرتها شبكة "سي أن أن" الإخبارية إلى أن أغلب المحاولات منيت بالفشل ولم تحقق مبتغاها. ونقلت عن شبكة الحماية "كلاود فلير" أن محاولات اختراق المواقع الإلكترونية الرسمي، بأشكالها كافة، ارتفعت بنسبة 50% واستمرت بالارتفاع بالوتيرة عينها خلال الساعات الماضية. ونقلت القناة الأمريكية عن باحثين في المجال السيبراني ومسؤولين من الحكومة في واشنطن، أنه خلال 48 ساعة، تم تتبع أثر الهجمات التي تبيّن أنها تعود إلى عنوان IP (عنوان بروتوكول الإنترنت) متواجد في إيران، حيث تم الكشف أن الهجمات ازدادت 3 مرات تقريباً ضد أهداف في أكثر من دولة حول العالم، وبلغت ذروتها بنصف مليار محاولة يومياً. وصف الرئيس التنفيذي لشركة "كلاود فلير" ماثيرو برينس الزيادة المرصودة بأنها "ذات دلالة إحصائية"، مضيفاً في تصريح ل"سي أن أن" أن العدد الحقيقي للمحاولات كان على الأرجح أعلى، بالنظر إلى أن الشركة لديها انتشار محدود بالنسبة لعالم الإنترنت الواسع. وتعكس بعض الزيادة في النشاط السيبراني هجمات من نوع "رفض الخدمة - DDoS"، عن طريق استخدام أعداد هائلة زائفة من الزوار بغية تعطيل الموقع الإلكتروني عن العمل. ويشدد المسؤول في "كلاودفلير" أن الجزء الكبير يبقى متمحوراً حول محاولات قرصنة أو تسلل أو محاولة رصد نقاط الضعف والهفوات الأمنية المواقع الإلكترونية. ويقول مسؤولون حكوميون في تكساس أن بعض أجهزة الكومبيوتر كان يتم فحصها من قبل مجهولين بمقدار 10000 مرة خلال الدقيقة الواحدة. وقالت المديرة التنفيذية لإدارة موارد المعلومات في تكساس، أماندا كروفورد إنها رأت "زيادة بنسبة النشاط الإلكتروني كان لا بد من حجبه عن إيران". وكانت وسائل إعلام أمريكية لفتت في الساعات الماضية إلى أن مواقع إلكترونية رسمية محلية تعرضت للتشويه والاختراق عبر نشر صور لسليماني مرفقة بعبارة "مخترق من قبل قرصان إيراني". فيما تم الكشف عن موقع إلكتروني آخر تم نشر عليه صورة مشوّهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن بدا متلقياً لكمة على وجهه. من جهته، أكد نائب رئيس "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" لموقع "سي أن أن"، أن الصور المنشورة والعبارات المستخدمة في نشر الدعاية الإيرانية ربما لم يجدوا سوى حفنة من المواقع غير المجهزة أمنية بالشكل الضروري لتنفيذ تلك الهجمات السيبرانية، مؤكداً أن نوعية الهجوم أو الصور المستخدمة هي رديئة وبالتالي تنفي أن يكونوا من القراصنة النخبويين. وكان مسؤولون أمريكيون لفتوا انتباه أعضاء الكونغرس إلى مغبة الخطر الذي من الممكن أن تواجهه الولاياتالمتحدة جراء أي هجوم إلكتروني يتم شنه من إيران، بالإضافة إلى مكامن الضعف لبعض الأهداف الأمريكية.