يعتبر الفنان أحمد مظهر من أكثر النجوم الذين حققوا نجاحا كبيرا في فترة الستينات والسبعينات، حتي أطلق عليه لقب فارس السينما وبرنس السينما، وترك لنا أعمالا خالدة في ذاكرة السينما المصرية، حيث رحل في 8 مايو من عام. ولد أحمد حافظ مظهر في 8 أكتوبر من عام 1917 في حي العباسية بالقاهرة و التحق بالكلية الحربية التي تخرج منها في عام 1938، مع دفعة الرئيس جمال عبد الناصر والذي ربطته به صداقة قوية، والرئيس محمد أنور السادات، وبعد تخرجه ألحق بسلاح المشاة وشارك بعدها في حرب فلسطين في عام 1948، وبعدها انضم لسلاح الفرسان. وفي عام 1952 تولى قيادة المدرسة الفروسية، واختاره عبد الناصر لعضوية التنظيم الذي قام بثورة يوليو، كما انضم أيضاً لتنظيم عزيز باشا المصري، وقد اجتمع الضباط الأحرار أكثر من مرة في منزله. كان أول عمل شارك من خلاله أحمد مظهر في التمثيل في عام 1948 في مسرحية "الوطن"، ولكن أول ظهور له على الشاشة كان عام 1951، بعد أن رشحه المخرج إبراهيم عز الدين ليشارك في فيلم "ظهور الإسلام"، إلا أنه لم يضع تركيزه في ذلك الوقت على السينما حتى عام 1957 الذي قدم فيه فيلم "رد قلبي"، وبعد أن بدأ تصوير الفيلم فوجئ أحمد مظهر برفض طلبه بالحصول على تصريح للتمثيل، فقرر أن يقدم استقالته ليتفرغ للتمثيل، وكان قد كتب اسمه بإسم والده "حافظ مظهر" على تتر فيلمه "الطريق المسدود" والذي شارك بطولته أمام فاتن حمامة ، ولم يكن فيلمه الوحيد أمام سيدة الشاشة حيث تشاركا في أفلام أخرى، منها "طريق الأمل " و"الزوجة العذراء" و"الليلة الأخيرة" و"لن أعترف"، وقدما سوياً "دعاء الكروان" العمل الأشهر لهما و"امبراطورية ميم". وشارك مع نجاة فيلم "غريبة" وقدم شخصية الفارس في افلام مثل "واسلاماه" و"الناصر صلاح الدين" والفيلم الديني "الشيماء"، ومن أفلامه أيضاً "المخربون"، كما قدم الحرامي خفيف الظل في "لصوص لكن ظرفاء"، واشتهر بلقب البرنس بعد دوره في فيلم "الأيدي الناعمة" والذي جمعه ب الشحرورة صباح ، ومع تقدمه في العمر ظل أحمد مظهر متواجداً ايضاً بأعمال مهمة، مثل دوره في فيلم "النمر الأسود" مع أحمد زكي ، في عام 1984 . وبجانب السينما أيضاً شارك أحمد مظهر في العديد من الأعمال الدرامية خلال مشواره الممتد لسنوات طويلة، منها مسلسل "ضمير أبلة حكمت" و"عصر الفرسان" و"ضد التيار". أثناء ترشيح أحمد مظهر على بطولة فيلم "العتبة الخضراء"، في عام 1959 أصر على تصدر "الأفيش" ولم يعترض النجم الكوميدي اسماعيل ياسين وقتها على الأمر على الرغم من النجومية الكبيرة التي كان يتمتع بها، فكتب اسما مظهر وصباح وبعدهما إسماعيل ياسين، ولكنه فوجئ بعد عرض الفيلم بأن إسماعيل ياسين خطف الأضواء بأدائه وخفة ظله، وبات هو بطل الفيلم الحقيقي فكان الجمهور يذهب من أجله، فعلمه هذا الأمر بأن "الأفيش" وترتيب الأسماء ليسا الأهم. لكن موقف أحمد مظهر لم يتغير كثيراً خصوصاً مع نادية لطفي وسعاد حسني، فأثناء تصوير فيلم "النظارة السوداء" اصرت نادية لطفي أن يكتب اسمها أولاً وهو ما جعله يصر على أن يوضح في العقد ضرورة كتابة اسمه أولا نظراً لمكانته الفنية ، والأمر تكرر مع سعاد حسني التي عمل معها أكثر من فيلم منها "اللقاء الثاني" و"غصن الزيتون" و"ليلة الزفاف" وغيرها، ولكن أثناء تصوير أحد الافلام في عام 1972 اصرت سعاد على أن يكتب اسمها اولاً فقرر وقتها أحمد مظهر أن يعتزل الفن ويمتهن الميكانيكا ، حيث قام بفتح ورشة بالفعل في منزله، ولكن بعدها عاد وتصالح مع سعاد وشاركها بطولة فيلم "شفيقة ومتولي". بجانب التمثيل كان أحمد مظهر يقوم بالتأليف والإخراج أيضاً، ففي عام 1961 قدم فيلم "الضوء الخافت" مع سعاد حسني، إلا أنه في فيلمه الثاني "نفوس حائرة" عام 1965 اكتشف الفنانة ميرفت أمين كبطلة للفيلم، بعد أن شاهدها في كلية الآداب فعرض عليها التمثيل ودعاها لزيارته في مكتبه وقتها، وبعد الفيلم انتشرت شائعات عن قصة حب بينهما. وبالمقابل لم يرحب أحمد مظهر بدخول شقيقته فاطمة مظهر الفن، قبل أن تنتهي أولا من دراستها، لكنها أصرت على موقفها ودخلت المجال الفني بدون واسطة وقدمت العديد من الاعمال قبل أن تقرر ارتداء الحجاب والاعتزال، وفي أحد حواراتها اعترفت بأن شقيقها كان على حق لأنها لو استجابت لرغبته لكانت أنهت دراستها مبكراً، كما عملت شقيقته سناء مظهر أيضاً بالفن وكانت تتمتع بجمال شديد وملامح شقراء وكان شقيقها ينزعج من بعض المشاهد الجريئة التي قدمتها. تزوج "مظهر" مرة واحد من هدايت، وهي أم بناته الثلاث وابنه شهاب، لكن بعد سنوات طويلة من الحب انفصل عنها حيث قام ابنه بقتل أحد اصدقاء والده عن طريق الخطأ، وهو ما أثّر على علاقته بزوجته وقتها وتسبب بصدمة شديدة له ولم يفكر في الزواج بعدها، عاش في أواخر حياته وحيداً في فيلته بالهرم بعد أن تزوج ابناؤه شهاب ونيفين وإيمان وريهام، وكان يعاني الوحدة والمرض ويتغلب على الأمر بالقراءة أو الفروسية، لكنه تأثّر بعد وفاة حصانه سيف الله، وحاول أن يكتب مذكراته، وانتهى بالفعل من كتابة جزء كبير منها، إلا أنه توفي قبل أن يكملها، وذلك بعد صراع مع المرض والآلام، إذ ظل ثلاثة اسابيع في المستشفى على جهاز تنفس صناعي، وعانى من جلطة في الدماغ والتهاب رئوي وحالة ضعف عام، وتوفي أحمد مظهر في 5 أيار/مايو عام 2002، وأقيمت له جنازة شعبية حضرها نائب عن الرئيس السابق محمد حسني مبارك.