وسط أنباء عن التوصل إلى مسودة اتفاق سلام بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان في أفغانستان بعد عشرة أشهر من المفاوضات، لفت أياز غول، محرر لدى موقع "صوت أمريكا"، إلى تطلع الحركة إلى السلطة من جديد، مشيراً إلى حملة إعلامية جديدة تفاخر فيها بما تعتبره "نجاح" تجربتها السابقة في الحكم. فرضت طالبان نمطاً متشدداً من الشريعة الإسلامية على معظم المناطق الأفغانية، وحرم البنات من التعليم والنساء من العمل خارج بيوتهن وحسب كاتب المقال، لطالما انتقدت طالبان بسبب حكمها الوحشي وأساليبها العنيفة، خلال توليها السلطة في أفغانستان من 1996 – 2001، عندما حرمت جميع البنات والنساء من التعليم، وفرضت قوانين مشددة على الحياة اليومية، كحظر مشاهدة التلفزيون. وبرأي الكاتب، مع قرب التوقيع على اتفاق سلام مع الولاياتالمتحدة، ما قد ينهي 18 عاماً من حرب أهلية أفغانية، مع خروج القوات الأمريكية وقوات التحالف بحلول نهاية 2020، بدأت طالبان تعيد التفكير في السلطة. وجاء ضمن بيان نشرته الحركة يوم الإثنين الماضي: "تولي الإمارة الإسلامية أهمية قصوى لتوفير الحرية والرفاه لبلدها وللشعب البائس"، من ثم أشارت طالبان إلى حكومتها في كابول التي أثارت جدلاً واسعاً في التسعينات. وقال البيان: "لم توفر أية حكومة أو منظمة عميلة النجاح والتقدم لأفغانستان وشعبه، كما حققت الإمارة الإسلامية وستواصل تحقيقه". ويلفت كاتب المقال لمواصلة طالبان الإشارة إلى الحكومات الأفغانية المنتخبة ديمقراطياً بوصفها "دمى" بأيدي قوى خارجية. ويعد ذلك أحد الأسباب التي جعلت طالبان يرفض إجراء محادثات رسمية مع ممثلي الحكومة الأفغانية. وحسب كاتب المقال، ينص اتفاق السلام على إلزام طالبان بعدم السماح للقاعدة وسواها من التنظيمات المتشددة العابرة للحدود بتدبير إرهاب دولي انطلاقاً من أفغانستان. ولكن ممثلين عن الحكومة الأمريكية يقولون إن ذلك لا يعني أن الولاياتالمتحدة تدرس التخلي عن دعمها للحكومة الأفغانية وقواتها الأمنية. وكتب زلماي خليل زاده، كبير المفاوضين الأمريكيين، على تويتر: "لا ينبغي لأي كان أن ينخدع بالبروباغندا. سوف ندافع عن القوات الأفغانية اليوم وبعد التوصل لأي اتفاق مع طالبان. وتتفق جميع الأطراف على أن مستقبل أفغانستان سوف يتحدد من خلال مفاوضات بين جميع الأطراف الأفغانية". وبرأي الكاتب، يناقض بيان طالبان الأخير فترة خمس سنوات من حكم التنظيم الأصولي، عندما فرض نمطاً متشدداً من الشريعة الإسلامية على معظم المناطق الأفغانية، وحرم البنات من التعليم والنساء من العمل خارج بيوتهن. ورغم أن طالبان أرسى السلام في أفغانستان في تلك الفترة، لكن نقاداً أشاروا إليه باسم "سلام القبور". وفي أواخر 2001، نجح تحالف عسكري بقيادة الولاياتالمتحدة في خلع طالبان لإيوائه قادة القاعدة الذين اتهموا بتنفيذ هجمات إرهابية فتاكة ضد الولاياتالمتحدة، في سبتمبر من ذلك العام. ومن ثم أعاد التنظيم الإسلامي تنظيم صفوفه، وشن حركة تمرد ضد حكام أفغان تلقوا دعماً أمريكياً. وحسب تقييمات عسكرية أمريكية، يسيطر طالبان اليوم على قرابة نصف 407 منطقة أفغانية. ويشير الكاتب لتحذير أطلقته الحكومة الأفغانية، التي استبعدت من المحادثات الجارية بين الولاياتالمتحدة وطالبان، من أنها لن تقبل أي اتفاق سلام يقوض نظام الحكم الحالي، والمكاسب التي تحققت في ظله، وخاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية المرأة. وقد أثار ذلك مخاوف من عودة أفغانستان إلى الحرب الأهلية التي شهدها إبان التسعينيات إن انسحبت قوات أجنبية من البلاد. وقال مساعدون للرئيس الأفغاني أشرف غاني إنه لا بد من أن تتقاسم كابول أي اتفاق بين أمريكا وطالبان قبل توقيعه. ويؤكد هؤلاء على وجوب أن يقود أي اتفاق إلى محادثات سلام مباشرة بين الحكومة والمتمردين. وتعهد غاني في لقاء تلفزيوني أجري معه في الأسبوع الماضي" على إنقاذ النظام بأي ثمن".