لفت سيركان دميرطاش، محرر بارز لدى صحيفة "حريت" التركية، لشكوى مسئول رفيع في حزب العدالة والتنمية(AKP)، الحاكم في تركيا، من أن حملة تشن حالياً بشكل رئيسي عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لكنها مدعومة أيضاً من قبل مواقع إعلامية دولية، وتوحي بأن AKP بدأ يفقد سلطته ونزاهته بعد الانتخابات المحلية، وبخاصة إثر هزائمه في اسطنبولوأنقره. تؤذن المرحلة المقبلة بصراع شديد بين أردوغان ومجموعة كبيرة من المعارضة، بوسائل تقليدية وغير تقليدية وقال المسؤول: "جرت حملة تضليل فعالة جداً ضد حزبنا بعد الانتخابات المحلية. ويشمل هذا جميع أشكال التحليل المتحيز بشأن الوضع الراهن لحزب AKP، وكأن الحزب لم يحكم تركيا لمدة 17 عاماً، وتغلب على كل أنواع الأزمات والتدخلات". وأضاف: "لا يجب التقليل من قيمة مرونة AKP وقدرته على الصمود. وقد اكتسب الحزب بعد كل تلك الخبرة المتراكمة منذ 2002، قدرة على المقاومة أقوى من ذي قبل". ويلفت كاتب المقال إلى أن ذلك المزاج كان سائداً عند الاحتفال، في يوم الجمعة الأخير، بالذكرى ال 18 لتأسيس حزب AKP. وركز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو أيضاً رئيس الحزب، على الدور الذي لعبه AKP منذ تأسيسه، وتعهد بمواصلته في المستقبل. وبعيداً عن قضايا أخرى، بعث أردوغان برسائله الرئيسية إلى رفاقه السابقين الذين يسعون هذه الأيام لتشكيل أحزاب سياسية خاصة بهم. وقال أردوغان: "لن يحقق من تركوا هذا البيت المقدس أي نجاح". وحسب الكاتب، كان أردوغان يشير بشكل غير مباشر إلى الرئيس التركي السابق عبد الله غول، وإلى رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ولوزير الاقتصاد سابقاً، علي بابا جان، بالإضافة لآخرين كثر انشقوا عن AKP. ولم تدع تلك الأسماء إلى احتفال الحزب رغم أن جميع المسئولين والنواب السابقين كانوا حاضرين في المناسبة. ويشير الكاتب لتعمد عدد من مسئولي AKP لاستغلال المكان للهجوم لفظياً على أصحاب تلك الأسماء، مع اتهامهم بالخيانة. وسأل مسئول رفيع في الحزب: "إن كان لا يمكن وصف حالة ترك رفاقك في منتصف المعركة بالخيانة، كيف يمكن تفسير رحيلهم عن الحزب؟". وجاء أول رد فوري على تلك الاتهامات من أحمد داود أوغلو الذي غدا أبرز صوت بين جميع المنشقين. فقد رفض في كلمة ألقاها في ولاية سقاريا في نفس الوقت الذي احتفل فيه AKP بذكرى تأسيسه، اتهامات بالخيانة، وتحدى قيادة AKP الحالية. وقال: "وصفونا بالخونة. واعتبروا ما نقوم به من أنشطة بأنها خيانة. لا يمكن لأحد أن يصف بالخيانة أي رئيس وزراء انتخب إلى هذا المنصب عبر إرادة الشعب. لن يكون هناك أبداً رئيس وزراء خائن في هذا البلد". ولم يقتصر خطابه على إجابات سريعة بشأن اتهامات AKP. ولمح داود أوغلو، خدم كرئيس وزراء من سبتمبر(أيلول) 2014 إلى مايو(أيار) 2016، إلى الوضع في تركيا خلال رئاسته للوزراء، وخاصة ما يتعلق بمحاربة الإرهاب. ويلفت كاتب المقال إلى أن الفترة التي أشار إليها داود أوغلو كانت في 2015 عندما عانت تركيا إحدى أشد الحملات الإرهابية فتكاً عبر هجمات نفذت عبر البلاد. ووقع أكبر حادثين في 20 يوليو حيث قتل 34 شاباً في منطقة سوروج عند الحدود الجنوب الشرقية لولاية صنلفره في هجوم بالقنابل نفذه داعش. كما قضى 102 ضحيتان في عملية نفذها انتحاريان، في وسط أنقره يوم 10 أكتوبر. وحسب الكاتب، لا بد أن يثير بيان رئيس الوزراء التركي السابق نقاشاً سياسياً جديداً، نظراً لأن قرابة جميع أحزاب المعارضة وهيئات المجتمع المدني وأسر ضحايا العمليتين الإرهابيتين بدأوا فعلاً بمطالبة داود أوغلو بتفسير ما يعنيه بعبارة "نبش الماضي". ويقول الكاتب إنه رغم ثقة أردوغان الكبيرة بأن هؤلاء المنشقين سيفشلون ولن يكون لهم تأثير على AKP، يدرك احتمال تحول قاعدته الانتخابية – وإن جزئياً- نحو كيانات سياسية جديدة. وقد عبر عن تلك الهواجس مسئول حزب AKP عندما قال إن نسبة 1% من الأصوات تحدث فرقاً في النظام الحالي. وقال المسؤول: "خسرنا انتخابات اسطنبول في 31 مارس بسبب حصول حزب الخير على 0.8% من الأصوات". كما يرى المسئول في حزب AKP أن ظهور أكرم إمام أوغلو، المرشح المشترك لكتلة المعارضة، فجأة قبل أشهر قليلة من انتخابات اسطنبول، أظهر أن السياسات التركية تمهد اليوم الطريق لشخصيات من أمثال ماكرون ذات قدرة على حصد دعم هائل عبر دوائر إعلامية غير تقليدية. وحسب الكاتب، تؤذن المرحلة المقبلة بصراع شديد بين أردوغان ومجموعة كبيرة من المعارضة، بوسائل تقليدية وغير تقليدية.