ما سر زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج لتركيا؟ وما أهداف ونتائج هذه الزيارة وعلاقتها بحالة العداء بين أنقرة واللواء الليبي خليفة حفتر الذي كرر اتهامه لتركيا بدعم الإرهاب في ليبيا؟ و ما هي مصلحة تركيا في الصراع الليبي؟ الرئاسة التركية أكدت أن أردوغان أجرى مباحثات مع السراج في قصر "دولمة بهتشة" بإسطنبول، وجدد الرئيس التركى دعمه لحكومة الوفاق، داعيًا إلى وقف الهجمات التي تشنها، قوات المشير خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني الليبي"، وواصفًا القوات ب"غير الشرعية". الرئيس التركي أكد وقوف بلاده إلى جانب حكومة الوفاق الشرعية برئاسة السراج، زاعمًا بأن ذلك من أجل السلام والاستقرار في ليبيا. وكشف تقرير استخباراتي عن أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج وصل إلى إسطنبول بهدف طلب مزيد من الدعم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال موقع "أفريكا إنتيليجنس"، القريب من الاستخبارات الأوروبية والأفريقية، إن "السراج" وصل إلى إسطنبول، في زيارة غير مخطط لها، من أجل الحصول على مساعدة عسكرية ومالية من حكومة أردوغان. وكان تقرير استخباري آخر، من الموقع نفسه، كشف عن توجه تركي لتسليم حكومة السراج في طرابلس دفعة جديدة من الطائرات المسيرة بدون طيار، في خرق جديد للقرارات الدولية بشأن حظر توريد السلاح إلى ليبيا. وأكد الموقع أن أنقرة تستعد لتزويد حكومة فايز السراج ب 8 طائرات أخرى من طراز Bayraktar TB-2، رغم استمرار الحظر على توريد السلاح إلى ليبيا الذي فرضه مجلس الأمن منذ 2011 بالقرارين 1970-1973. وبحسب موقع المرصد الليبي، فإن التقرير أشار إلى أن تركيا تعهدت بالفعل بتقديم الطائرات قبل زيارة السراج، لكن الأخير يبحث عن الدعم بالأسلحة الأرضية وعن وحدة تركية عسكرية على الأرض الليبية لحماية العاصمة. وطبقًا للموقع فإن أردوغان ربما لا يُريد الالتزام بالجزء الأخير المتعلق بوجود وحدة عسكرية تركية في طرابلس، وذلك على الرغم من دعمه الكبير لحكومة الوفاق بالأسلحة رغم الحظر المفروض من الأممالمتحدة على تصدير السلاح إلى الأطراف الليبية. ويرى التقرير أن معارضة أردوغان تأتي بسبب التهديد المباشر الذي ستتعرض له القوات التركية على الأرض، وخصوصًا من القوات الجوية للجيش الوطني الليبي الذي هدد باستهداف المصالح التركية في ليبيا ردًا على دعم أنقرة للمجموعات المسلحة في طرابلس. ووعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 29 أبريل الماضي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بتسخير كل إمكاناته لدعم المليشيات الإرهابية. وأرسلت تركيا 16 مايو الماضي طائرة تركية من طراز Antonov محملة بطائرات بدون طيار، كما أرسلت في 18 من الشهر نفسه سفينة "أمازون" التركية محملة ب40 مدرعة من نوع "كيربي"، إضافة إلى إرهابيين قادمين من إدلب. وفي تورط سافر أرسلت تركيا في 29 من الشهر ذاته طائرة شحن تركية من طراز c130 إلى مطار مصراتة، على متنها خبراء أتراك لتدريب المليشيات، إضافة إلى غرفة عمليات متكاملة. ومنذ وقوع ليبيا في الفوضى عام 2011 تتدفق على مليشياتها الإرهابية المساعدات التركية والقطرية، من بينها صفقات أسلحة بالمليارات لقتال الجيش الليبي الذي ضبط بعض هذه الشحنات، وأبلغ مراكز صنع القرار الدولي دون توقف من تركيا وقطر عن ضخ السلاح إلى ليبيا. فيما طالب البرلمان الليبي الأممالمتحدة ومصر بفتح تحقيق دولي في الانتهاكات والتدخلات التركية في بلاده، كما أصدر الجيش الوطني الليبي في وقت سابق حزمة من القرارات العقابية ضد انتهاكات تركيا في ليبيا، أهمها استهداف السفن والطائرات الحربية التركية التي توجد داخل المياه الإقليمية الليبية. كما قرر الجيش الليبي إيقاف جميع الرحلات الجوية من المطارات الليبية إلى التركية والعكس، والقبض على جميع المواطنين الأتراك داخل الأراضي الليبية. ويخوض الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية منذ 4 أبريل الماضي لتطهير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية. ويُسيطر الجيش الليبي على نحو 7 محاور للعاصمة، إضافة لتحقيق تقدم إلى داخل العاصمة، ولكن بخطوات بطيئة؛ حرصًا منه على حياة المدنيين الذين تستهدفهم المليشيات بالطائرات والصواريخ.