المال والسلطة وجهان لعملة واحدة ، لذلك عمل كل نظام فاسد أطاحت به ثورات الربيع العربي على دعم رجال أعمال يستطيع من خلالهم السيطرة على اقتصاد البلاد وفي نفس الوقت تأمين تمويل حملاتهم الدعائية والانتخابية ،لتحقيق مصالحهم على حساب الشعوب بشير صالح على طريقة الذئاب يسعى بشير صالح رجل الأعمال ومدير مكتب العقيد الليبى الرحل معمر القذافي بهدوء لزعزعة الاستقرار حتى يتسنى له العودة مجددا مع بقايا النظام الذي ثار الشعب الليبي ضده ، حيث يحاول حاليا وفقا للمعلومات المسربة أن يتحالف مع عدد من القوى تمهيدا للانقضاض على مقدرات شعبه، ورغم أنه لا يحمل صفة رجل الأعمال داخل بلاده إلا أنه كان يدير كل استثمارات القذافي الخفية في أفريقيا ويبدو أنه يسيطر عليها حتى الآن. وكان مصدر ليبي رفيع المستوى قد كشف في مايو الماضي عن اجتماع احتضنته العاصمة السنغالية داكار ، بين قادة جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وقيادة الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة ، وبعض أنصار النظام الليبي السابق. ووفقا للمعلومات فإن هذا الاجتماع تم بتخطيط من مدير مكتب القذافي ، وسيسيليا ساركوزي طليقة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ، ومسئولين في الديوان الأميري القطري ، وعدد من ضباط المخابرات التركية، وأشرف على تنظيم هذا الاجتماع منظمة برازفيل التي تمولها قطر وتشرف عليها سيسليا. وبشير كان قد اختار جنوب أفريقيا للاختباء ولكن لا أحد يعرف مكان إقامته بالتحديد، وربما يتجول في عدة دول إفريقية كنوع من التمويه لعلمه انه مطلوب حيث يملك مفاتيح أسرار القذافي وثروته وبالفعل كان قد تعرض لمحاولة اغتيال في جنوب أفريقيا بعد إطلاق النيران عليه لكنه نجا بأعجوبة . ونشرت مؤسسة دراسات الأمن في أفريقيا مقالا في موقعها الرسمي حول حادثة محاولة اغتياله ،حيث أسمته بمسئول بيت مال القذافي، مثيرة تساؤلات حول علاقات جنوب أفريقيا مع الزعيم الليبي السابق. وقالت المؤسسة إن الأنباء حول إطلاق النار على بشير صالح بشير السكرتير السابق والمصرفي الشهير للزعيم الليبي معمر القذافي في جوهانسبرج، تثير مجددا التساؤلات حول ما يقوم به بشير في جنوب أفريقيا. وكان بشير صالح قد فر من طرابلس حينما سقط نظام القذافي في عام 2011، واستقر به المقام في جنوب أفريقيا. وتساءل المقال عن الوضع الرسمي لبشير في جوهانسبرج ويؤكد أنه غامض جدا، ويضيف أنه ليس من الواضح لماذا لم يتم القبض عليه حتى الآن على الرغم من أن الإنتربول أصدر إشعارا أحمر في عام 2012 لجميع الدول لإلقاء القبض عليه بتهمة الغش والاختلاس في ليبيا. وتوقع التقرير أن الكمية المفترضة من الأموال المخبأة في جنوب أفريقيا تتراوح من 1 مليار دولار أمريكي إلى أكثر من 100 مليار دولار، في حين أشار تقرير إعلامي عام 2013 إلى تخزين حوالي مليار دولار من النقد والذهب والأحجار الكريمة بمستودع في مطار أور تامبو الدولي. وأوضح التقرير أن وجود بشير في جنوب أفريقيا قد أعطى مصداقية لهذه الشائعات لأنه وبصرف النظر عن كونه سكرتير القذافي، كان أيضا رئيسا لمحفظة الاستثمارات الأفريقية الليبية التي تملكها هيئة الاستثمار الليبية، وهي الثروة السيادية المملوكة للحكومة صندوق وشركة قابضة. ويملك بشير بحسب التقرير سيطرة واسعة أو على الأقل معرفة تامة بالاستثمارات الليبية المشروعة حيث تم تجميد الأصول الليبية في جنوب أفريقيا، بما في ذلك المصالح في الفنادق الفاخرة، عام 2011 من قبل السفارة الليبية، تماشيا مع عقوبات الأممالمتحدة. وتساءلت المؤسسة عما إذا كان بإمكان بشير أيضا الوصول إلى أي أصول ليبية غير مشروعة، مشيرة إلى أن هذا قد يكون السبب وراء تمتع بشير الذي شوهد مع قادة البلاد في مختلف الأحداث رفيعة المستوى بحياة مرفهة في جنوب أفريقيا. ولد بشير صالح سنة 1946 في بلدة تراجن بإقليم فزان، جنوب ليبيا، وينحدر من قبيلة بني مسكين، التي تعود جذورها إلى المملكة المغربية. تعرف صالح على القذافي خلال مراحل تعليمه الأولى في أحد مدارس سبها حيث كان الأخير يكبره بأربعة أعوام ، وحصل على دبلوم العلوم والرياضيات، وتم تعيينه مدرسا بمرزق عام 1967 في السبعينيات، وبعد ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، أطلق القذافي ما سمي بحركة الزحف على السفارات الأجنبية في طرابلس، وتحويلها إلى مقار ومكاتب للجان الشعبية، بسبب خلافه مع الغرب. وظهر بشير صالح خلال عمليات الزحف هذه. بعد عمليات الزحف، عين القذافي رجالا لا علاقة لهم بالسياسة أو العمل الدبلوماسي قناصلة وسفراء في دول عديدة، خاصة الأفريقية منها، وهنا ظهر صالح سفيرا في تنزانيا وكانت هذه أول مرة يبرز فيها اسمه.. منذ ذلك التاريخ صار بشير صالح من المقربين جدا للعقيد، فقد عينه في 1990 أمينا عاما للعلاقات الخارجية بمؤتمر الشعب (البرلمان)، وفي 1994 صار رئيسا لجهاز المراسم العامة ،وهو منصب شديد الأهمية مكّنه من توسيع علاقاته في أفريقيا وخارجها. في سنة 1998 عين القذافي بشير رئيسا لمكتبه الخاص، بعدما عمل سفيرا في عدة دول أفريقيا، بينها أفريقيا الوسطى ثم الجزائر، ومكلفا بمهمات خاصة. وكان صالح وراء تأسيس ما سمي مِحفظة ليبيا أفريقيا، وهي صندوق مالي استثماري ضخم، شكل اليد الضاربة في علاقات العقيد القوية بالدول الأفريقية وبالخارج عموما. خلال ثورة 17 فبراير 2011، وحين كان نظام العقيد معمر القذافي يتهاوى، سلم بشير صالح نفسه لميليشيا الثوار بطرابلس ، وظل قيد الإقامة الجبرية لمدة 3 أشهر واختفى بعد ذلك بشكل مثير، ولكن في صمت. يقيم بشير صالح حاليا في دولة جنوب أفريقيا، وبعد سنوات من الاختفاء، ما بين 2011 إلى نهاية 2016، بدأ يظهر في وسائل الإعلام، مقدما نفسه مرات كرجل يعمل على إخراج ليبيا من أزمتها، ومرات أخرى كمرشح مفترض لرئاسة ليبيا.