"التكامل والتواصل المستمر" أهم ما يحكم مشروع تطوير التعليم الجامعى وما قبل الجامعى، ولذلك حرص وزير التربية والتعليم، والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، علي تفجير عدة مفاجآت حول رؤيتهما التى يتم تطبيقها لتطوير التعليم في مصر، وكشفا أيضا عن آخر تطورات تطبيق المنظومة التعليمية وذلك خلال المؤتمر الذى عقد مؤخرا بعنوان "التعليم فى مصر". حيث أكد الدكتور خالد عبد الغفار , أن المصريين بارعين في نقد الذات والكلام عن الماضي وسلبياته، علي الرغم من أن الأدراج مملوءة بالخطط والدراسات التي لم يتم تنفيذها في جميع المجالات. وتابع وزير التعليم العالي , أن الاعلام والثقافة من الممكن أن تساعد في بناء وهدم البلاد، مشيرا إلي أن هناك حالة انفصام بين ما يقدمه المجتمع وبين ما يتم تعليمه، لأن الدولة تهتم جدا بالتعليم ولكن لا يتم تسويق ما تقدمه جيدا فهناك الكثيرين لا يعلمون شيئا عن الجامعات الدولية الموجودة في البلد والأخري الجاري انشائها في المدن الذكية الجديدة. وشدد وزير التعليم العالي علي أن الكثير يتعامل مع العلم والعلماء بشكل لا يليق مستنكرا حالة التشكيك الدائم من أي شيء جيد مضيفا أن أعضاء هيئة تدريس أحد الجامعات شككوا في نتائج بحث عالمي أشاد بتطور الجامعة. وطالب الوزير من خطباء المساجد أن يحثوا علي الأمل في نفوس الشباب وتشجيعهم علي العلم والابتكار، كاشفا عن وجود خطة واضحة من الوزارة لتطوير الجامعات المصرية، وبدأت تظهر نتائجها، وهو أن الكليات المصرية أصبحت مصنفة بأرقام عالمية، وهذا تم في 19 جامعة مصرية دخلت في التصنيف العالمي. وقال نحن نبني على ما هو قائم فجميعنا نشترك في إنجاح منظومة التعليم ونسعى للتحول الرقمي وهو ما يتم العمل به حاليا في العالم، نظرا لدخولها في جميع التخصصات والمجالات كالتجارة والطب والهندسة، وأنه يجب أن يدرج التحول الرقمي في مناهجنا بالجامعات حتى يتواجب مع العصر ويتحقق التطور المطلوب، فالتكنولوجيا تُغير في الإنسان وطريقة تفكيره. وأشار وزير التعليم العالي إلى أننا نحتاج بناء سمات الشخصية في الطفل وأن يتم بنائها قبل دخوله الجامعة، وأن يتم تطوير المناهج ووقف بعض التخصصات وافتتاح غيرها حتى تواكب وظائف المستقبل فهناك وظائف ستختفي مستقبلا وهذا يتطلب تغيير في شكل منظومة التعليم بالكامل. وناشد "عبد الغفار" أولياء الأمور : "لا تفكروا في الطب والهندسة والصيدلة فهي لن تكون كليات القمة مع التطور في منظومة التعليم"، موضحا بأن الجامعات الجديدة التي تتبناها الدولة مثل الجلالة وسلمان والمنصورة الجديدة والجامعة المصرية اليابانية وزويل تسعى لتخريج جيل يسهل عليه الدخول لسوق العمل العالمي وليس في مصر فقط. وأعلن وزير التعليم العالي على أنه سيتم عقد مؤتمرا دوليا خاصا بالتعليم في الفترة من 4 ل6 أبريل المقبل بحضور الرئيس السيسي سيتم مناقشة فيه قضايا التعليم وسبل تطويرها. أما الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم،فيري أن عدم ثقة المصريين في التطوير أصبحت ملفتة، علي الرغم من أن تطوير التعليم، شهد العديد من الموضوعات الفنية الثرية، التى تعد معجزة حقيقية. وأوضح شوقي، أنه لتتمكن مصر من هدفها بدأت التفكير في حلول غير تقليدية لمشكلات متواكبة لمراحل التعليم المختلفة وخاصة التعليم ما قبل الجامعي فجاء نظام التعليم الجديد لتغيير المبادئ الفكرية والثقافة المجتمعية خاصة ثقافة البيت المصري تجاه أهداف تطوير التعليم بدلا من اعتباره وسيلة لوظيفة. وأشار شوقي، إلى أن المساعي الحالية تهدف إلى قناعة مجتمعية بأن التعليم غاية سامية ترقى بالشخص وتنمو بالشخصية المصرية لمواجهة تحديات المستقبل، موضحا أن تغيير الثقافات يعتبر الجزء الأصعب، وأن الحكومة المصرية تتخذ التدابير الكافية لطمأنة الأسرة المصرية تجاه مستقبل أطفالها والاتجاه لنظام تعليم ينمى مواهب الطالب ويدعم شخصيته مع العصر الرقمي في سياق التحديات العالمية والدولية. وشدد وزير التربية والتعليم، على أن الحكومة تهدف إلى تعليم سبل الاهتداء للمعارف الصحيحة الموثقة علميا وغير المتطرفة، وأن الهدف الرئيسي من التطوير تأسيس الفكر البحثي من الطفولة المبكرة للثانوية والجامعة ليتمكن الطالب من الاعتماد على نفسه في الوصول للمعلومة وتوظيفها في السياق الصحيح وخلق جيل من العلماء والمفكرين والمبتكرين النافعين للوطن، قائلا: "خطونا خطوات كبرى في هذا الاتجاه وأطلقنا منظومة التعليم الجديد في سبتمبر وتستمر هذا العام وأسفرت عن نتائج إيجابية في مراحلها الأولى والتقويم الجديد في المرحلة الثانوية حسب الخطة الموضوعة وتطوير المرحلة التعليمية لرياض الأطفال وتدريب 300 ألف معلم في المراحل المختلفة ونصارع لتجهيز المباني". وأكد أن الدولة المصرية تدعم سبل التعليم، قائلا: "طريق التنمية طويل وملئ بالتحديات ولابد من الرؤية الواضحة وإرادتنا ثابتة وعلى يقين بجنى ثمار ما بدأنا من تطوير وسيظهر ذلك على الطلاب مصر ". وكشف ، عن أن طلاب نظام التعليم الجديد سيبدأون دراسة مواد الباقة "ديسكفري" بشكل منفصل في الصف الرابع الابتدائي، مشيرا إلي أن الوزارة تدرس تطبيق علوم حيوية في النظام الجديد كالإهتمام بالنظام والصحة والوقاية من الأمراض ومادتي العلوم والرياضيات بالشكل المتفق عليه على مستوى العالم. وأوضح أن نظام التعليم الجديد يستهدف جيل "ألفا" المواليد بعد عام 2010"، مشيرا الي أن كل تأخير في التطوير كان سيفقدنا هذا الجيل الذي أراه محظوظا بالتطوير، وخاصة أن العالم تغير وأصبحت العلوم مشتركة والتخصصات متنوعة، لافتا إلي أن جزء ضخم مما وعد به من تطوير منذ سنتين أصبح موجودا علي أرض الواقع، مؤكدا أن هدفه هو بناء شخص لديه رغبة بالتعلم المستمر، وليس الحفظ فقط الذي يدمر الشخص وبلده. ونوه إلي أنه تم تجهيز مدارس مصر الحكومية بالسبورات التفاعيلية والألياف الضوئية والتكنولوجية، مؤكدا انه قام بزيارات لمدارس في مناطق فقيرة بالصعيد وبها كل الإمكانيات والمعلمين يعملون عليها، موضحا أن المديريات التعليمية أصبح لديها قوائم انتظار طويلة لتحويل الطلاب للمدارس الحكومية. وأشار إلى أن الامتحان التجريبي الثاني للصف الأول الثانوي، المقرر إجراؤه في 24 مارس الجارى، يتاح للطلاب بثلاث لغات، ليجيب كل طالب عنه باللغة التي يدرس بها، وأن اللغات هي: "العربية، الانجليزية، الفرنسية". ولفت إلى أنه يوجد مطالب بترجمة محتوى بنك المعرفة ومناهج نظام التعليم الجديد، للغة الألمانية نظرا لأن هناك 4 مدارس في مصر تدرس بهذه اللغة، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك حاليا صعبا للغاية، نظرا لارتفاع التكلفة وقلة عدد المستفيدين. وقال إن الوزارة تسعى لتوفير نسخة من المناهج الجديدة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وتبحث حاليا عن تمويل إضافي لتنفيذ ذلك.. وأضاف أن هناك لجنة مشكلة لتطوير مناهج سنوات النقل، التي لن ينالها نظام التعليم الجديد، اعتبارا من العام الدراسي المقبل 2019/2020، موضحا أن التطوير يتمثل في تخفيف المناهج بحيث تتناسب مع مدة العام الدراسي في مصر، من خلال إزالة الحشو والتكرار، وإضافة معلومات ثرية تحقق متعة التعلم. وأوضح أن التطوير يشمل سنوات النقل بدءا من الصف الثالث الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، مؤكدا في الوقت نفسه أن تسريب الامتحانات ظاهرة نعاني منها في مصر، ودور أولياء الأمور توعية أبنائهم بأن الحصول على درجات بسبب الغش ليس مدعاة للفخر. وعن مشكلة الدروس الخصوصية، قال إن الوزارة لن تتتبعها، ولكنها تحل مشكلتها من جذورها، من خلال التحول لقياس مهارات الفهم دون الحفظ، وتوفير أدوات مختلفة للتعلم "بنك المعرفة، تابلت، إنترنت فائق السرعة، وتركيب الشبكات الداخلية والشاشات التفاعلية بالمدارس"، وحينها يقرر الطالب وولي أمره عدم احتياجهم للدروس الخصوصية. وقال"شوقي" إن العام الماضي شهد تناحرا بين الوزارة والمجتمع، حول قدرة الوزارة على الوفاء بوعودها فيما يخص دمج التكنولوجيا بالتعليم، من خلال توصيل شبكات الانترنت للمدارس، وتسليم أجهزة " التابلت" لطلاب الصف الأول الثانوي، والآن أصبحت تلك الوعود واقعا. وأضاف، أن الوزارة وزعت أجهزة "التابلت" على الطلاب ولم يردها شكوى واحدة ، مشيرا إلى عقد الاختبار التجريبي الثاني إلكترونيا بعد أسبوعين من الآن. وأكد أن الوزارة تهدف إلى بناء شخصية الإنسان وإخراج طالب لديه رغبة في التعلم مدى الحياة، مشيرا إلى جهد الوزارة في تطوير نظام التعليم بمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، مطالبا الجميع بالذهاب إلى أي مدرسة لمشاهدة التلاميذ في هذه الفصول والمناهج الجديدة المسلمة لهم وأسلوب شرح المعلم الذي تحول إلى مرشد وليس ملقن. وأشار إلى أن حادث قطار محطة مصر، وراءه أخطاء بشرية بسبب أشخاص ليس لديهم المهارات المطلوبة، وهو ما تسعى وزارة التعليم لتلافيه بإخراج طالب لديه مهارات سوق العمل.