من المعروف عن تركيا أنها من أكثر الدول الداعمة للإرهاب، حيث تأوي بين أحضانها العديد من القيادات الإرهابية، وتعد موطنا لقيادات الصف الأول لجماعة الإخوان الإرهابية. وتحتضن تركيا الكثير من الإرهابيين الذين كانت لهم أدوار مشبوهة في قيادة الفوضى بليبيا، منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011. ويعيش هناك حاليا أبرز المطلوبين من قبل القضاء الليبي بتهم التورط في جرائم عنف وإرهاب والإضرار بالأمن القومي الداخلي للبلاد، وعلى رأسهم الإرهابي في تنظيم "القاعدة" عبد الحكيم بلحاج. وأثبت القضاء الليبي تورط عبد الحكيم بلحاج، بعدة هجمات على منشآت عمومية ليبية وارتكابه لجرائم زعزعت استقرار ليبيا. ويواجه بلحاج اتهامات مباشرة من الجيش الليبي، بسرقة كميات كبيرة من الذهب والاستيلاء على أموال طائلة من المصارف الليبية عقب سقوط نظام معمر القذافي، وقد أكد الجيش الليبي أنه يملك أدلة تثبت إيداعه مليارات الدولارات في المصارف التركية. وكان بلحاج سجينا قبل سقوط نظام معمر القذافي بتهمة محاولة إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام القذافي، وتحوّل بعد الثورة إلى واحد من أكبر أثرياء ليبيا، وأصبح يمتلك عدة شركات أهمّها شركة طيران، إضافة إلى قناة النبأ التي توصف في ليبيا بأنها "قناة الفتنة"، لتخصصها في تلميع صورة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتطرفة، مقابل تشويه عمليات الجيش الليبي لمكافحة الإرهاب. ويوصف بلحاج بأنّه ذراع للمصالح القطرية والمسؤول عن مشروع الدوحة التخريبي لليبيا، مدرج منذ 2017 على قائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة مجلس النواب الليبي. ولد عبد الحكيم بلحاج في مايو 1966، في العاصمة الليبية طرابلس. ودرس في جامعة الفاتح في طرابلس، وحصل على شهادة في الهندسة المدنية. وعرف بلحاج بمسيرة طويلة من التحركات بدأت بذهابه عام 1988 إلى السعودية، ثم إلى أفغانستان حيث شارك في الجهاد الأفغاني ضد السوفيات، وبعد سقوط نظام كابل عام 1992 انتقل إلى السودان وبقي فيها حتى عام 1996. وتم اعتقال عبدالحكيم بلحاج في ماليزيا في فبراير 2004 عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأميركية، ثم ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات الأميركية، قبل ترحيله إلى ليبيا بتاريخ 8 مارس 2004، حيث حاول إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام معمر القذافي، لكن تم اعتقاله وسجن في سجن أبو سليم لست سنوات، قبل أن يفرج عنه في مارس 2010. وبعد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي، تحوّل بلحاج في ظرف وجيز إلى ملياردير وقائد، حيث ترأس حزب الوطن وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس، كما أسس شركة الأجنحة للطيران، وأصبح يمتلك عدة طائرات تؤمّن يوميا عشرات الرحلات بين طرابلس وعدة دول أخرى، إذ إنّه متهم بالاستيلاء خلال 2011 على أموال طائلة وعلى كميات كبيرة من الذهب. وأمر النائب العام الليبي الصديق الصور، باعتقال أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، ومعه إبراهيم جضران، لقيادتهما مجموعات مسلحة وتورطهم بعدة هجمات وجرائم في ليبيا. ويعدّ بلحاج من أبرز الشخصيات التي تحظى بتمويل ودعم قطري منذ أحداث 2011، حيث ساعدته الدوحة في تكوين وتسليح ميليشيات مسلّحة مارست عدّة جرائم إرهابية في حق الشعب الليبي، كما وفرت له قناة الجزيرة الدعم الإعلامي للترويج لمشروعه المتشدّد في ليبيا، وتمكين تيار الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان الإرهابي من حكم البلاد.