عرضت أ.د. جلسن صالح، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، معلومات هامة عن التغذية في مراحل العمر المختلفة كأسلوب حياة صحي، في محاضرة للعامين ولرواد المستشفى، وقالت أن الألف يوم الأولى من عمر الإنسان هي الأهم في حياته، وتبدأ من أول يوم حمل في هذا الجنين، لأن الأم الحامل لو لم تهتم بنمط غذائي سليم وصحي، سوف ينعكس ذلك بالسلب على تكوين الجنين، ونموه العقلي والجسماني والجيني، حيث يكون أكثر عرضة للأمراض المزمنة الغير معدية عن أقرانه من الأجنة الذين وجدوا اهتماما في التغذية خلال فترة الحمل، وباقي الألف يوم تمتد حتى عمر سنتين للطفل، تكون تغذيته أول 6 شهور رضاعة طبيعية مطلقة دون إدخال أي سوائل أخرى مثل المياه أو الأعشاب أو غيرها، إضافة إلى العام ونصف الباقي في الألف يوم الأولى التي يجب الاهتمام بها بشكل مناسب. وقالت د. جلسن صالح، بأن التغذية المثلي بعد عمر 6 شهور للطفل، بالإضافة للرضاعة الطبيعية إدخال تغذية تكميلية ، لأن لبن الأم بعد هذا السن منفردا لا يكن كافيا لتغذية الطفل، ويكون ذلك بعد اتمام الشهر السادس ويتم ادخال أنواع للغذاء منفردة بشكل تدريجي من أجل اختبار الحساسية، ويتم البدء بالأطعمة اللينة أولا ويتم زيادة كثافة الطعام تدريجيا حتى يصبح قادرا على تناول الطعام الذي يتناوله البالغين عند اتمام السنة الأولى ، ويحتاج الطفل على مدار اليوم 3 وجبات أساسية إضافة إلى وجبتين خفيفتين مع الرضاعة الطبيعية أو اللبن المناسب لسنه. وواصلت: بعد عمر سنتين وحتى 5 سنوات، وهو سن ما قبل المدرسة، يكون الطفل نشط وله احتياجات كثيرة من الطاقة والكالسيوم والحديد وغيرها من مجموعات الطعام وبنسب محددة، وحسب نوع الطفل ذكر أو أنثى وجهده البدني، لأن نمو الجسم يكون سريع جدا في تلك الفترة، ويتم حساب كم معين من السعرات التي يتناولها يوميا حسب احتياج جسمه. وقالت د. جلسن صالح، أن الطفل تكون له احتياجات أخرى مع بدء سن الدراسة، حيث يبذل مجهود ذهني يومي، إضافة إلى نمو الجسم، ويتم تجهيز الفتيات في هذا السن إلى ما قبل البلوغ، حيث يتعرضن للأنيميا بشكل كبير، ونقص الكالسيوم، ويواجه الأطفال أيضا في هذا السن مشكلة تناول طعام غير صحي، وخاصة المنتجات التي تضاف عليها المواد الحافظة والدهون والملح. وبعد مرحلة بدء الدراسة، تبدأ مرحلة المراهقة والتي تختلف في الأولاد عن الفتيات، حيث يكون النمو أبطأ لدى الإناث عن الذكور بعد مرحلة البلوغ، ففي الوقت الذي يحتاج فيه الولد إلى أطعمة غنية بالسعرات الحرارية خاصة في حالة ممارسة الرياضة، تحتاج الفتاة الى سعرات اقل ولكن نوعا أغنى فى المغذيات الدقيقة خاصة الحديد لتعويض ما تفقده خلال الدورة الشهرية وكذلك الكالسيوم لتحضيرها لمرحلة الحمل والرضاعة ويتناول المراهقون الوجبات السريعة، وأثبتت دراسة أجراها المعهد القومى للتغذية ان حوالى 20% من سن المراهقة بين 10 و 18 سنة، معرضون للإصابة بأمراض مثل السكر والضغط والقلب، وننصحهم بعدم تناول تلك الوجبات المعروفة ب "fast food" ، وتنصح منظمة الصحة العالمية بتناول وجبات غذائية متوازنة وصحية وممارسة الرياضة، خاصة في ظل وجود نسبة كبيرة من المصابين بالبدانة والسمنة في تلك المرحلة العمرية. أما بعد سن المراهقة، تأتي مرحلة البلوغ والشباب، وتكون احتياجات المرأة اليومية فيها من 1800 إلى 2000 سعر حراري، والرجل ما بين 2000 و 2200 حسب نشاطه البدني، ويصل ل 3000 سعر حراري يوميا في حالة ممارسته للرياضات العنيفة. بعد ذلك يأتي سن المسنين، وهم يواجهون مشاكل تغذوية، واحتياجاتهم من بعض العناصر تزداد حيث تكون عملية هدم الأنسجة اسرع من عملية البناء. كذلك يصبح المسن أكثر عرضة لتصلب الشرايين والضغط المرتفع والسكر مما يستدعي الإقبال من كميات الأملاح والدهون والسكر، وزيادة الكالسيوم لأن العظام تبدأ في الضعف، وفيتامين د لان جلد الجسم يكون رقيق ولا يستطيع إنتاج فيتامين" د "بكمية كافية، كما قد يعانى المسن من مشاكل الأسنان وقلة الحركة و قد تؤثر حالة النفسية السيئة والاكتئاب على الحالة التغذية للمسن. ولذلك يجب الاهتمام بالمسنين وإجراء تحاليل وفحوصات بشكل دوري لهم، كما يجب الاقلال من السكر والملح والدهون المشبعة. وفي كل مراحل العمر المختلفة، تنصح منظمة الصحة العالمية بتناول غذاء متوازن، منها الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة، ومصادر الألبان قليلة الدسم، والبروتينات بصفة معتدلة حسب كل مرحلة عمرية، وممارسة الرياضة من عدمه، والدهون تكون من مصادر جيدة، وتقليل تناول الدهون المشبعة، والنباتية المهدرجة، وتناول الدهون الغير مشبعة.