حفر أشرف عبد الباقي اسمه من نور في تاريخ صناعة الفن والمسرح ، بعدما قدم تجربتين من أفضل التجارب التي أنتجها المسرح منذ سنوات طويلة، فهو فنان يمتلك الكثير من الأفكار التي يجتهد ليراها تتحقق على أرض الواقع من خلال الشباب الذين يقف بجانبهم ويساندهم لكي يحققوا حلمهم بالتمثيل، نجح فى اكتشاف العديد من النجوم الذين أصبحوا الآن من أبرز فنانين الوسط الفني، كما تنوع في تقديم المسرحيات لمختلف الفئات فقدم مسرحا للأطفال وآخر للعرائس، وشارك في 108 مسرحيات مع فريق "مسرح مصر"، لذلك يستحق لقب "عملاق المسرح"، لما يبذله من جهود لإحياء هذا الفن مرة أخرى، "الموجز" التقت الفنان أشرف عبدالباقي وتحدثت معه حول التجربة الجديدة التي يقدمها من خلال مسرح "نجيب الريحاني"، وعن تجربته في مسرح مصر وحقيقة تركه للفريق، وإلى نص الحوار.. بداية .. كيف استطعت تأسيس فرقتك الجديدة؟ استغرقت فترة طويلة في متابعة الكثير من الوجوه الشابة في أماكن مختلفة، وذلك لكي اختار أكثر الشباب موهبة لتجسيد المشروع الجديد الذي وضعته، إلى أن وفقت في النهاية للمتواجدين معي في الوقت الحالي. ولماذا اخترت مسرح "نجيب الريحاني" لكي يكون انطلاقة مشروعك الجديد؟ لأن بدايتي كانت في "مسرح الريحاني" منذ 31 سنة، تحديداً في عام 1987، حيث شاركت حينها في مسرحية "خشب الورد" مع الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي والراحل محمود عبد العزيز، ومجموعة كبيرة من الفنانين لذلك هذا المسرح له معزة خاصة في قلبي، وشارع عماد الدين في العموم كان في السابق مشهور بالمسارح، لكننا نجده في هذا اليوم لم يتبقى به سوى مسرح الريحاني، لذلك كنت حريصا على الحصول على هذا المسرح لكي تكون الإنطلاقة الجديدة منه، ومعي أيضاً محمود سامي وهو أستاذ ديكور في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتحمس معي لإعادة "الريحاني" بهذا الشكل. وماذا عن أعضاء الفريق الجديد ؟ الفريق يضم 40 شابا وفتاة من ضمنهم ياسمين سمير وعماد إسماعيل، وحكيم المصري، وحاتم وحيد، ومحمد حسن، وغيرهم، وبدأ الفريق في عرض الأعمال منذ يوم الخميس الماضي مع بداية شهر نوفمبر، كما أن الفريق منقسم إلى مجموعتين كل مجموعة تقدم نفس المسرحية التي تحمل اسم "جريما في المعادي" وهي تضم فصلين، ونجد أن اسم المسرحية لغويًا مكتوب بطريقة خاطئة، ويعود ذلك لأن المسرحية كل مافيها خطأ فقررنا أن يبدأ هذا الخطأ من الاسم نفسه. وما سبب وضع جملة "تدريب وإخراج" على "أفيش" المسرحية؟ المسرحية تحمل اسم "جريما في المعادي .. مسرحية كلها غلط"، ولذلك كل غلطة بها تحتاج إلى تدريب مكثف، لأنه من الممكن أن يصاب أي شاب خلال العرض، لذلك كان لا بد من تكثيف التدريب على الحركات الخطر التي من الممكن أن تؤذيهم، ويجب أن أذكر الأشخاص الموجودين في الكواليس فدورهم لا يقل أهمية عن المتواجدين على المسرح فهم 15 شابا، وكل منهم مسئولا عن شئ معين ينفذه بحرفية كبيرة، وكان ذلك أيضًا يحتاج إلى تدريب. من هو مؤلف المسرحية؟ قصة المسرحية إنجليزية للكاتب "هنري ريتفورد" عرضت منذ سنوات عديدة، لكن المسرحية التي سنعرضها على الريحاني ستكون بمعالجة مختلفة تمامًا عن التجربة الأصلية، فهي قصة مصرية، تدور أحداثها في العشرينيات من خلال البشوات والبهوات والفلاحين. هل ستصور المسرحية وتعرض على شاشة التلفزيون؟ العرض لن يصور في الوقت الحالي، ولكن بعد نجاح المسرحية وقبل رفعها من المسرح من الممكن أن نقوم بتصويرها، وإعطائها لأي محطة تطلبها لكي تبثها، لكننا نأمل في النجاح أولاً. ولماذا اخترت فرقتين لتقديم نفس المسرحية؟ لأنني عندما أسافر إلى الخارج، وأشاهد العروض المسرحية كنت أشعر بالغيرة، وخاصة في أحد العروض الذي كان يحمل اسم "ماماميا" وتحول لفيلم فيما بعد، وكان معروض على فترتين الأولى في الساعة السادسة والثانية في التاسعة، وكانت الفترة الأولى يظهر فيها فريق، والفترة الثانية يظهر فريق مختلف، وبعدها سافرت إلى لندن فوجدت نفس الشئ لذلك استفزني الموضوع وقررت خوض هذه التجربة التي يصبح فيها العمل هو البطل، وأتمنى أن يكون هناك عدد كبير من المسارح تغطي الدولة بأكملها. ما هي أسعار التذاكر الخاصة بالمسرحية ومواعيد عرضها؟ في الواقع أسعار التذاكر ستكون مقسمة إلى ثلاثة فئات، وهي 50، 75، 100، وعرض المسرحية سيكون إسبوعيًا في أيام الخميس والجمعة والسبت، كل عرض مدته ساعتين. وهل من الممكن أن يشارك بعض نجوم "مسرح مصر" في عروض الفرقة الجديدة كنوعا من الدعم؟ لا، لن يحدث ذلك، لأنني أثق في موهبة الفريق الجديد وقدرتهم على تحقيق نجاحا كبيرا ومختلفا، حتى أنا أيضًا لن أشارك معهم، ولكنني سأكتف بالتأليف والإخراج والإنتاج. فيما بعد .. هل سيشارك مجموعة من الفريق الجديد في عروض "مسرح مصر"؟ "مسرح مصر" أصبح مغلقا على أعضاء الفريق فقط، وذلك لأن أي شخص جديد سيدخل معهم لن يحدث بينهم أي تجانس، فبعد 108 مسرحيات قدموها سويًا أصبح التفاهم بينهم يكون بالنظر فقط، بالإضافة إلى أن هذه التجربة الجديدة مختلفة تمامًا عن مسرح مصر. وما وجه الإختلاف بينهما؟ "مسرح مصر" يعتمد على الإرتجال بنسبة كبيرة جداً، حيث تصل النسبة إلى 80%، وعلى العكس في التجربة الجديدة فغير مسموح فيها بالإرتجال نهائيًا، ولكن أثناء البروفات من الممكن أن يقترح أي شخص جملة أو كلمة نتناقش فيها ولو وجدناها مناسبة ولن تؤثر على العمل نضعها خلال البروفات، لكن في "مسرح مصر" نقدم كل أسبوع مسرحية، وفي الريحاني نقدم مسرحية واحدة من فصلين، ويقدمها فرقتين، فرقة تعرض في السابعة مساء، والأخرى في العاشرة. ما حقيقة تركك لفريق "مسرح مصر" من أجل هذه التجربة؟ "مسرح مصر" مستمر كما هو ومن المفارقات الغريبة كانت أثناء وجودي مع فريق "مسرح مصر" ونعرض إحدى مسرحياتنا فوجئت بأخبار منتشرة بأنني تركت الفريق، لكن هذه الأخبار كاذبة وأحزنتني للغاية، لأنني أعتبر هذا الفريق مثل أبنائي وعلاقتي بهم جيدة، إلى جانب أنهم يحرصون دائماً على الحضور إلى "مسرح الريحاني" لمشاهدة العروض الجديدة وكانوا سعداء جداً بالتجربة، خصوصا أنها مختلفة تماماً عن مسرح مصر. وقعت في مشاكل مع نقيب الممثلين بعد إنشاء فريق "مسرح مصر" ألا تشعر بالخوف من تكرار الأزمة مع الفريق الجديد؟ أشرف زكي فنان بالدرجة الأولى، وهو ليس فقط نقيب الممثلين، ولكنه أيضًا رئيس أكاديمية الفنون، وهو في موقعه متفهم جدًا لأهمية أن نأخذ مسرح ونقوم بتجهيزه من جديد، وأيضا تقديم فرقة من الشباب الموهوبين، لذلك هو يدرك أهمية وجود فرق مسرحية كثيرة، خصوصا أن تعدادنا السكاني وصل إلى 100 مليون، وليس لدينا سوى فرقتين مسرحيتين قطاع خاص، وبالنسبة للفنان أشرف زكي فأنا أتابع معه دائماً التطورات وهو على علم بكل الخطوات التي أنجزناها في هذا العمل. هل أشرف عبد الباقي سيسعى لتأسيس فرقة مسرحية تحمل اسمه؟ "أنا مابحبش حكاية اسمي دي" فعندما أتيت إلى المسرح لم أجد اسم نجيب الريحاني فيه لا من الداخل ولا من الخارج، لكن وأنا أتفقد المسرح وجدت مكانا محددا للاسم مغطى بلون مختلف، فقررت الإستعانة بخطاط، وكتب بخط قديم الاسم مرة أخرى، فوجدت البعض يطلب مني كتابة اسمي، فأخبرتهم أن هذا المسرح خاص بالريحاني، لذلك كنت حريصا على أن أعيد المسرح بنفس الاسم. من وجهة نظرك كيف نطور صناعة الكوميديا؟ عن طريق الشباب فدائما الكوميديان يجب أن يكون ابن عصره، حيث نجد أن كل الممثلين الذين نجحوا في الكوميديا وطوروا فيها كانوا في بدايتهم شباب وجيل جديد يفهم ما يدور في الشارع ولديهم الطاقة اللازمة لذلك حققوا نجاحات كبيرة، خصوصا أن كل منهم له طريقته في إضحاك الناس، وذلك سيحدث بالتواصل الدائم معهم، وأجد أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تؤدي الغرض من معرفة أذواق الجمهور والتواجد الدائم معهم، والدليل على ذلك أن جميع المشاركين في "مسرح مصر" هم شباب، وفي البداية كانوا يتحدثون معي بكلمات وجمل لا تضحكني، وأجدهم عندما يعيدوها أمام الجمهور "واقعين من الضحك"، لذلك اقتنعت بوجهة نظرهم، وأصبحت أعتمد عليهم في الكثير من الأمور، وواجهت انتقادات البعض في بداية مشوارنا، ولكننا الآن حققنا نجاحا كبيرا. وما هي الإنتقادات التي وجهت لكم؟ البعض أبدى عدم إعجابه بالتجربة، وكان ردي حينها :" ما هو اقتراحك للأفضل وما هي تجربتك في صناعة المسرح لكي تحكم"، خصوصا أن تجارب مسرح القطاع الخاص قليلة جداً وكنت أنا الوحيد الذي يقدمها، وأتمنى أن نزدهر بالمسرح وأن يكون لدينا أكثر من مسرح ويقدم أكثر من فرقة. أخيرا .. ماذا عن برنامج "قهوة أشرف" الذى تقدمه خلال الفترة الراهنة؟ البرنامج فكرته تدور حول الشباب وأفكارهم، وإعطاء طابع إيجابي عن طريق مشاريع ابتكرها وقدمها ونفذها الشباب على أرض الواقع، لذلك كان لابد من عرضها، للتأكيد على أنه دائمًا هناك أمل.