قبل سنوات قليلة عندما عرض أشرف عبد الباقي؛ فكرة »تياترومصر» والتي اصبحت فيما بعد»مسرح مصر»علي المنتجين وصفوه بالمجنون لانه بحساب المكسب والخسارة والامكانيات لايمكن تقديم عرضين مسرحيين مختلفين في ليلة واحدة وايضا تغيير العروض كل اسبوعين ليقدم في الشهر الواحد اربعة عروض مسرحية فهذه التجربة لم يقدم عليها أحد من قبل ولكن لان عبد الباقي دائما يؤمن بأفكاره ويسعي لتحقيقها؛ قدم التجربة في توقيت كانت مصر تعاني من الانفلات الامني ونجح مسرحه الجديد واعاد من خلاله الجمهور علي المسرح بل وتم استنساخ تجربته المسرحية في العديد من المسارح ولكن ظل النجاح للاصل ؛ ثم قدم تجربة أخري لم يتصد لها مسرح القطاع الخاص من قبل وهي »مسرح مصر العرائس» للاطفال وحققت ايضا النجاح؛ وها هوالمقاتل المسرحي»عبد الباقي» يخوض تجربة جديدة ربما تكون غير مطروقة في المسرح المصري وهي تقديم عرض مسرحي غير تقليدي في الشكل والتنفيذ حيث تلعب الديكورات والازياء والاضاءة والصوت والموسيقي أدوار البطولة جنبا الي جنب مع ابطال الفرقة التي كونها عبد الباقي وتضم 40 شابا وفتاة من الوجوه الجديدة بعضهم يقف علي خشبة المسرح لاول مرة والبعض الاخر له تجارب محدودة جدا؛ واختار عبد الباقي مسرح الريحاني بشارع عماد الدين؛ لتقدم عليه فرقته الجديدة العرض المسرحي ولم لا فمسرح الريحاني هو المسرح الذي شهد الاطلالة الاولي له قبل 31 عاما من خلال مسرحية»خشب الورد» امام الراحلين عبد المنعم مدبولي ومحمود عبد العزيز ؛ كما أن هذا المسرح وقف علي خشبته عمالقة المسرح من نجوم الزمن الجميل مثل نجيب الريحاني، ماري منيب، إسماعيل يس، فؤاد المهندس وغيرهم من النجوم الكبار؛ ولكنه عندما تسلم المسرح وجده يعاني من آثار الاهمال؛فشمر عبد الباقي عن ساعديه وقام بعملية ترميم شاملة للمسرح في كافة ارجائه ليعيد إليه البريق والحياة ايضا ؛ واستعان بطلبة كلية الفنون الجميلة في نحت تماثيل نحاسية لملوك الكوميديا المصريين مثل فؤاد المهندس واسماعيل ياسين وماري منيب وعبد الفتاح القصري ونجيب الريحاني ووضعها في مدخل المسرح ليراها الجمهور الذي يتردد علي العروض المسرحية التي يقدمها كما قام بتجديد صالة المسرح وخشبته ليصبح مسرح الريحاني نسخة مصغرة من المسرح القومي قبل الحريق الذي شب فيه منذ سنوات وما ان انتهي من عملية الترميم وعلي مدار اربعة شهور قام بتدريب الفرقة الجديدة حتي يتعلموا فيها حركات الممثل، والديكور والإضاءة والموسيقي، ليصل مولوده المسرحي الجديد الذي انطلق اول امس ويحمل عنوان »جريمة في المعادي».. مسرحية »كلها غلط» ؛ مختلفة عن المسرح السائد في الفكرة والتنفيذ.