صلاح يبدع في أوروبا.. وجمعة لا يجد نادي بسبب الاستهتار في عالم كرة القدم الموهبة وحدها لا تكفي ليحقق اللاعب النجاح، قد يكتسب الأموال وحظه من الشهرة بسبب موهبته اللافتة وظهوره بقميص النادي أو منتخب بلاده، لكن الاجتهاد والمثابرة والالتزام هي ما تصنع شخصية لاعب ناجح قادر على مواصلة التقدم في مسيرته نحو هدف أكبر. لسوء الحظ لا يمتلك صالح جمعة لاعب الأهلي والفيصلي السعودي السابق أي من هذه الصفات، بل إن الصفة التي تلازمه وأصبحت تلتصق باسمه وتصف شخصيته هي عدم الالتزام من خلال الكسل وعدم تطوير موهبته والغياب عن حضور مران فريقه بدون عذر أو إذن من الجهاز الفني وفي أوقات أخرى يبحث عنه النادي ولا يجده. هذه الأسباب اضطرت نادي الفيصلي السعودي، لاستبعاد اللاعب من قائمة الفريق للموسم الحالي، ورغم أنه تم زيادة عدد المحترفين في الدوري السعودي إلى 8 لاعبين لكن لاعب المارد الأحمر السابق لم يتمكن من حجز مكانه وسط هؤلاء الثمانية الأجانب ليتجمد جمعة عن المشاركة في أي مباراة رسمية حتى تقرير مصيره في الانتقالات الشتوية المقبلة في يناير من العام الجديد 2019، لأسباب فنية وانضباطية، ورغم أنه كان من المقرر أن يشارك اللاعب مع فريقه حتى نهاية فترة إعارته فى يونيو 2019 والتي تمتد لعام ونصف بداية من يناير الماضي، لكن عدم الانضباط جعل نهايته مبكرة. موقف اللاعب بعد العودة لصفوف القلعة الحمراء أصبح معقدا، حيث أراد النادي أن يبحث عن فريق جديد يتمكن فيه صالح من الالتزام وضبط سلوكه بعدما فشلت المحاولات في ذلك من قبل مسئولي الأهلي، لكن زاد الطين بلة ولم تتغير شخصية اللاعب واستمر في حالة التخبط والاستهتار، ولم يكن مصيره دكة البدلاء أو الاستبعاد من المباريات وتوقيع غرامات مالية عليه كما فعل عبد العزيز عبد الشافي وحسام البدري مدربي الأحمر السابقين لكن البلجيكي مريشيا ريدنك مدرب الفيصلي لم يتحمل تصرفات جمعة ولم يكتف بالدكة بل أخرجه من حساباته بشكل نهائي خلال الموسم الجاري بل اشترط عليه الالتزام وفي حال استمر في الاستهتار وحالة اللامبالاة فلن يعيده لصفوف الفريق يناير المقبل. إدارة القلعة الحمراء برئاسة محمود الخطيب تبحث عن مرحلة جديدة والعودة للتتويج بالبطولات بقيادة الفرنسي باتريس كارتيرون والابتعاد عن الأزمات، لذلك تواجد جمعة في صفوف الفريق مرة أخرى ومشاركته بقميص المارد الأحمر بداية من يناير المقبل مرفوضة وتكاد تكون معدومة بسبب عدم تغيير سلوكه والاستمرار في الإهمال في موهبته وقدراته وفشل تجربة الفريق السعودي في تعديل ذلك هناك، ولن يقوم المدرب الفرنسي بالاستعانة به حيث يمتلك خيارات عديدة في وسط الملعب وليس بحاجة لجهوده أو ضمه لقائمة الفريق بل ستحاول إدارة النادي الاستفادة من بيعه بشكل نهائي وليس إعارته مرة أخرى حتى يغلق ملف جمعة ويخلع القميص الأحمر بلا عودة. وفي حال عقدنا مقارنة بين جمعة وزميله السابق في صفوف المنتخب الوطني محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي والفراعنة الحالي، وفي ظل امتلاك الثنائي الموهبة لكن تمكن صلاح من تطوير موهبته والحفاظ على مستواه والاجتهاد في عالم الاحتراف حتى أصبح ضمن أهم اللاعبين في العالم ونافس على لقب أفضل لاعب في أوروبا حيث تحمل الابتعاد عن وطنه وأثبت أنه قادر على تحقيق المستحيل وكسر الأرقام القياسية واحدا تلو الاخر في أقوى دوريات أوروبا، لكن فشلت تجربة جمعة في ناسيونال ماديرا البرتغالي وعاد إلى مصر ولم يقدم شيئا، كما أنه خسر فرصة الانضمام لصفوف الفراعنة والمشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا مع الأرجنتيني هيكتور كوبر، وبسبب تدهور مستواه لم يضمه المكسيكي خافيير أجيري للقائمة الجديدة التي تستعد لتصفيات كأس أمم أفريقيا 2019 بالكاميرون رغم أنه اعتمد على اللاعبين الشباب.