تعتبر الأورام الليفية من أكثر الأورام شيوعا على الاطلاق وهى أورام حميدة تصيب الرحم وتنشأ داخل نسيجه العضلى وتختلف فى الحجم من حبيبات صغيرة كحبيبات الرمل الى أورام تزن عشرات الكيلوات وأحيانا يكون ورم ليفى وحيد وأحيانا تكون أورام ليفية متعددة وتكون إما فى جسم الرحم أو في عنق الرحم وتكون تحت الغشاء البريتونى المغلف للرحم أو تحت الغشاء المخاطى المبطن للرحم أو بين عضلات الرحم. أورام الرحم الليفية صغيرة الحجم قد لا تسبب أية أعراض ويتم اكتشافها بالصدفة عن طريق الأشعة التليفزيونية لأغراض أخرى كما أن بعض الأورام الليفية كبيرة الحجم يمكن ألا تصاحبها أية أعراض أو شكوى من المريضة. وتعتبر اضطرابات الدورة الشهرية أهم أعراض أورام الرحم الليفية وقد تأتى فى صورة نزول دم الطمث بكمية كبيرة أو زيادة فى عدد أيام الطمث وقد يسبب ذلك أنيميا حادة للمريضة. وكثيرا ما تسبب الأورام الليفية بالرحم أعراضا نتيجة الضغط على الأعضاء المجاورة للرحم كالإمساك نتيجة الضغط على المستقيم وتكرار التبول بكمية صغيرة أو الاحتباس البولى نتيجة الضغط على المثانة البولية وقد تسبب تورما بالساقين نتيجة للضغط على الأوردة الرئيسية للطرفين السفليين, وقد تسبب ألما بأسفل البطن نتيجة لحجم الورم وضغطه على الأعصاب, وقد يصبح حجم البطن كبيرا بما يشبه الحمل فى الأورام الليفية كبيرة الحجم. وقد تسبب أورام الرحم الليفية العقم أو الإجهاض المتكرر والولادة المبكرة أو تعسر الولادة فى حالات الأورام الليفية بعنق الرحم. وعن نسبة تحول الأورام الليفية لأورام سرطانية فهى نادرة للغاية حيث تشكل نسبة تحولها 0.1% بحيث يمكن القول إن الأورام الليفية لا تتحول إلى سرطان. أما عن علاج أورام الرحم الليفية فإن الأورام الليفية صغيرة الحجم التى لا تسبب أية أعراض لا تحتاج إلى علاج. ورغم تعدد طرق علاج الأورام الليفية وتقدمها وظهور علاجات جديدة وتدخلات عن طريق الأشعة التداخلية وغيرها تظل الجراحة هى حجز الزاوية فى علاج أورام الرحم الليفية وتتفاوت الجراحة ما بين كحت بطانة الرحم وتحليلها لاستبعاد إمكانية وجود أورام سرطانية وبين استئصال الورم الليفى فقط عن طريق المهبل أو عن طريق منظار البطن الجراحى أو الجراحة التقليدية وبين الإستئصال الكامل للرحم ويتم تحديد الإجراء الجراحى بحسب سن المريضة وشكواها وعدد الأورام الليفية وحجمها وموقعها بجدار الرحم ورغبة المريضة فى الإنجاب من عدمها. ويعتبر العلاج الهرمونى والعلاج عن طريق الأشعة التداخلية عن طريق حقن مادة داخل الشريان المغذى للورم الليفي مسببا لصغر حجمه وضموره وعن طريق التردد الحرارى وتكنولوجيا الهايفو حديثة التطبيق بدائل للجراحة فى حالة عدم رغبة المريضة فى الجراحة أو وجود موانع أخرى للجراحة.