يبدو أن فضيحة تلقى الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى من معمر القذافى زعيم ليبيا الراحل سوف تشتعل خلال الفترة القادمة بعد أن خرجت عائلة القذافى و كبار رجال نظامه عن صمتهم وووجهوا اتهامات مباشرة لساركوزى بتلقى أموال من القذافى و أنه خطط لضرب ليبيا لإخفاء هذه الجريمة . وبدأ التحقيق رسميا حول الاتهامات الموجهة إلى نيكولا ساركوزي بتلقيه أموالا من العقيد القذافي منذ أبريل2013، لكن الشبهات بدأت تحوم حوله منذ سنة 2011، عندما طالبه سيف الإسلام القذافي بإعادة الأموال الليبية التي أخذها لتمويل حملته الانتخابية، وذلك ردا على اعتراف فرنسا بالمعارضة الليبية، كما أشار والده في الفترة نفسها، إلى أن ساركوزي نجح في الانتخابات وأصبح رئيسا بفضل أموال الليبيين، قبل أن يتم تسريب وثيقة رسمية، عام 2012، صادرة من المحفظة الإفريقية الاستثمارية موقعة من قبل رئيس الاستخبارات الليبي السابق، موسى كوسا، تؤكد تمويل حملة ساركوزي بمبلغ تصل قيمته إلى 50 مليون يورو. وقابل ساركوزي هذه الاتهامات برفض مطلق، قبل أن تظهر حقائق أخرى في هذه القضيّة جاءت لتدعم الشكوك حوله، عندما أكد المدير السابق لأجهزة الاستخبارات العسكرية الليبية، عبدالله السنوسي، مساهمة القذافي في تمويل حملة ساركوزي أمام مدعي عام المجلس الوطني الانتقالي الليبي سنة 2012، ثمّ جاء تصريح رجل الأعمال الفرنسي من أصل لبناني، زياد تقي الدين، عام 2016، الذي أكد فيه أنه نقل شخصيا أموالا من القذافي إلى ساركوزي استخدمها في تمويل حملته الانتخابية.وقال إنه جلب 5 ملايين يورو من ليبيا إلى ساركوزي أواخر 2006. وكشف عن مجموعة من اللقاءات جمعتهما، ووصف منزل ساركوزي بالتفصيل، وذلك رداً على ما قاله الرئيس الفرنسي الأسبق حول أنه لم يلتق زياد تقي الدين منذ عام 2004. وقال تقي الدين إن ساركوزي:"كان هناك، وقد التقيته. أخذ الحقيبة ووضعها جانباً، ولم يرغب في عد الأموال"، ووصف المكان الذي جرى فيه هذا اللقاء، وهو شقة ساركوزي في مبنى وزارة الداخلية أثناء عمله بمنصب وزير الداخلية الفرنسي. وتابع "تفتح الباب وتجد صالونا طويلا مفتوحا على كل المنزل.. التقينا في البهو، الذي يوجد بجانبه مكتب صغير وعليه هاتف ثابت، استخدمه ساركوزي للاتصال بالسيد سنوسي، ليبلغه بأنه استلم الأموال". وأضاف: "إنه كذاب. لقد التقيته في شقته. مرة التقيته في ليبيا، ومرة أخرى التقيته بحضور وزير الداخلية الفرنسي حينها كلود غيان. هناك شهود عيان حضروا اللقاءين". وختم قائلا "لا يمكنني قضاء وقتي في الرد على هذه الأمور.. أقول إن هذا الشخص سيء ومجرم.. لا يستحق أن نرد عليه". وكان الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، البالغ من العمر 63 عاما، قال في حوار مع قناة "تي إف 1" الفرنسية، إنه "لم يلتقي أبدا بتقي الدين منذ 2004 وإنه لم يتلق أي أموال منه من جانبه قال سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي،: إنه يمتلك أدلة عديدة يوجد شهود عليها، أبرزهم عبد الله السنوسي، المدير السابق للاستخبارات الليبية، وبشير صالح بشير، المدير السابق لشركة ليبيا للاستثمار. ورحب سيف الإسلام في تصريحاته بالقبض على ساركوزي، وكرر عرضه بأنه يمكن أن يقدم أدلة تدين الرئيس الفرنسي السابق، بدعم والده القذافي حملة ساركوزي بطريقة غير مشروعة في حملته الانتخابية عام 2007. وكان نجل القذافي، قد ألمح إلى ذلك الأمر في حواره أجراه مع شبكة "يورو نيوز" في طرابلس عام 2011، وأعرب خلاله عن أسفه على أن القضاء الفرنسي لم يتحرك طوال سبع سنوات لتوجيه أصابع الاتهام لساركوزي. وقال سيف الإسلام في حواره مع الصحيفة الأفريقية: "السنوسي لديه تسجيل كامل لأول اجتماع بين ساركوزي والقذافي في طرابلس، قبل حملته الانتخابية عام 2007". وتابع،: "يمكن أن أقدم شهادتي أنا أيضا، خاصة أني كنت شاهدا على تقديم الجزء الأول من الأموال إلى رجل حملة ساركوزي كلود غوانت، في طرابلس"، مضيفا أن "ساركوزي، مجرم حرب، فهو مسئول عن انتشار الإرهاب والهجرة غير القانونية في ليبيا". واختتم: "أحثث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على أن يفرق ما بين الصواب والخطأ، ويلاحق ساركوزي قضائيا على الجرائم التي ارتكبها ضد ليبيا". من جانبه قال مصطفى الدرسي وزير الصناعة الليبي السابق و الذى كان يعتبره البعض الذراع اليمنى للقذافى إن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي كان السبب وراء "تدمير ليبيا" لعدم انصياع القذافي لمطالب بشراء أسلحة فرنسية. وفيما يتعلق بتهديدات ساركوزي التي قال فيها إنه سيسحق عصابة القذافي، قال الدرسي لوكالة "سبوتنيك"، إن الرئيس الفرنسي الأسبق ملاحق الآن ولا يستطيع القيام بشيء خاصة بعد أن ساهم في قصف ليبيا حينما كان في موقع القرار على رأس فرنسا. وبشأن عملية الدعم المالي لحملة الرئيس الفرنسي السابق، أوضح الدرسي أنها لا تخفى على أحد وأن ساركوزي زار ليبيا حينما كان وزيرا للداخلية قبل ترشحه للانتخابات الرئاسية، وتحدث مع القذافي عن نيته الترشح لرئاسة فرنسا، ورد عليه القذافي بأنه من الرائع أن يكون لليبيا صديقا على سدة الحكم، ما دفع ساركوزي لطلب الدعم المالي وهو ما لباه الرئيس الليبي الراحل. وتابع الدرسي أن سبب تدمير ليبيا وكافة المؤسسات في 2011، هو "رفض القذافي طلب ساركوزي بشراء منظومة دفاع جوي وصفقات طيران، لعدم الإخلال بالاتفاقيات التي أبرمت مع روسيا". وشدد الدرسي على أن "ما حدث يؤكد أن النظام الرأسمالي يحكمه تجار لا ساسة، وأن المنظومة العالمية تديرها الأموال بعيدا عن القوانين والالتزامات الدوليةقال أحمد قذاف الدم إن حديث الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عن أنه سيسحق خصومه أو أنصار القذافي ينم عن أنه "فقد عقله" وأنه يريد لفت الأنظار لمحور آخر، بعيدا عن القضايا المتعددة التي يواجهها. وأضاف إن "ساركوزي لا يستطيع أن يسحق نملة وهو في وضع بائس، وعليه أن يجيب عن أسئلة المحققين وألا يصفنا بالمجرمين، فالمجرم هو من دمر العلاقة بين ليبيا وفرنسا، والشعب الفرنسي قال كلمته وعرف حقيقته وفضائحه وأقول له إن لعنة القذافي ستطارده أينما حل". وتابع أن محاكمة ساركوزي "لا يجب أن تقتصر على قضية الدعم المالي بل على القضية الكبرى التي ارتكبت بحق جميع الليبيين في 2011، حيث استخدمت أسلحة محرمة دوليا وقتل الألاف في ليبيا ودمرها وجعلها موطنا للجماعات الإرهابية، الأمر الذي انعكس على كافة دول الجوار". وأوضح أن دعم القذافي لساركوزي كان الهدف منه أن يكون له صديقا في الإليزيه، خاصة مع تطلع ليبيا لإقامة الولاياتالمتحدة الأفريقية وكانت فرنسا نشطة في المنطقة الأفريقية في ذلك الوقت إلا أنه لم يصن ذلك الدعم. ودعا القذافي مجلس الأمن والأممالمتحدة وكافة المنظمات الدولية إلى فتح تحقيق شامل بشأن "الجريمة التي ارتكبت بحق الليبيين" في عام 2011. وفي المقابل ينفي ساركوزي بشكل متكرر ارتكابه مخالفات. ووفقاً لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، قال ساركوزي: "كيف يمكن اتهامي بتفضيل مصالح الدولة الليبية وأنا من حصل على تفويض من الأممالمتحدة لضرب الدولة الليبية بزعامة القذافي ومن دون انخراطي السياسي لكان هذا النظام مازال قائما". وأضاف أن "الليبيين الذين يتهمونه اليوم يريدون الانتقام منه لإصداره قرارا بنشر مقاتلات فرنسية خلال الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في عام 2011". يذكر أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خضع لتحقيق رسمي بعد توجيه اتهامات إليه بمزاعم تلقيه أموالا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية. وقد وجه القضاء الفرنسي اتهامات إلى ساركوزي بشأن قضية تمويل ليبي لحملته الانتخابية، وتتعلق التهم التي يحقق بها معه ب"التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية"، و"إخفاء أموال عامة ليبية" و"الفساد السلبي". وأفرج عن ساركوزي، مساء الأربعاء الماضى بعد التوقيف الاحتياطي الذي استمر ل26 ساعة، وإخضاعه ليومين من الاستجواب بشأن تمويل حملته الانتخابية الرئاسية عام 2007. وكانت السلطات الفرنسية فتحت تحقيقا أوليا عام 2013، حول الادعاءات بتلقي ساركوزي أموالا من ليبيا، إبان حملته الانتخابية المذكورة.