علي الرغم من وقوعها على بعد خمسة كيلو مترات فقط من مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية فإن قرية منشأة جنزور تعد مثالا حيا على الإهمال من قبل الحكومة فالقرية تعانى من غياب معظم الخدمات التي يحتاجها أى مجتمع سليم وصحي حتى أصبح الأهالى يطلقون عليها القرية المنسية بدلا من قرية المنشية فلا يوجد مستشفى بالقرية ولا حتى وحدة صحية ولا وحدة بيطرية ولا يوجد بها وحدة اسعاف أو مطافيء للتعامل مع الحالات الطارئة والزبالة تغطي الترع التي تقطع القرية مع مايسببه ذلك من إنتشار للأمراض كما أن طرق القرية غير مرصوفة أو ممهدة و القرية غير مدرجة حتى اللحظة على خريطة توصيل الغاز لها . وعلى الرغم من أن شباب وأهل القرية قد أمنوا بدعوة الدولة للمشاركة المجتمعية فى عملية البناء والتنمية وقاموا بشراء فدانين من الأرض بالجهود الذاتية لتوفير مكان لإقامة الخدمات عليها دون أن تتحمل الحكومة أعباء ذلك إلا أنهم يواجهون حتى اللحظة بتعنت من قبل أجهزة الدولة فى توفير الخدمات الملحة للقرية . والتساؤل المطروح على ألسنة الجميع الأن هل كانت هذه مجرد دعوات تلفزيونية أم أن الدولة عازمة حقا على تعويض ما فات وتوفير الحد الأدنى من الخدمات للقرية المنسية؟ وقد قامت" الموجز" بجولة داخل القرية إلتقينا خلالها بعمدة القرية ومجموعة من أهل القرية للتعرف علي الامهم وشكواهم ومطالبهم من المسئولين لرفع المعاناة عن كاهل قريتهم. في البداية قال عمدة القرية الحاج محمد السقا نحن نفتقر إلى الكثير من الخدمات فى القرية فلا يوجد مستشفى أو وحدة صحية ولا وحدة بيطرية ولا وحدة اسعاف أو مطافيء وهذه خدمات مهمة وملحة وضرورية لأهالى القرية ونحن ندرك صعوبة الظروف التى تمر بها الدولة وأن الإمكانيات غير متاحة لتوفير كل هذه الخدمات فى الوقت الحالى ولذلك فقد فكر مجموعة من شباب القرية فى تكوين مجموعة أطلقنا عليها "مجموعة شباب الخير " تقوم على بحث مشكلات القرية واحتياجاتها وعملنا على توفير حلول لها من خلال الجهود الذاتية وبالفعل قامت هذه المجموعة من الشباب بمجهود رائع فقد قامت بجمع التبرعات و شراء 48 قيراط من الأرض وتخصيصها لمشاريع القرية كما تقوم حاليا بالتعاون مع أهل القرية فى إنشاء مجمع طبى لتوفير الرعاية الصحية للأهالى ومخطط لهذا المجمع عند إكتماله أن يكون من 6 طوابق وبتكلفة إجمالية 5 مليون جنيه وهذا يفوق طاقتنا ونحن فى حاجة لدعم أجهزة الدولة لنا لإتمام هذا المشروع. وأضاف عمدة القرية أن تضافرالجهود التطوعية فى ظروف البلد الحالية لا غنى عنها وبفضلها تم القضاء على فيروس c داخل القرية فى وقت قياسى كما ساهم تبرع أحد شباب القرية بقيراطين من الأرض فى إنشاء مبنى للوحدة المحلية بالقرية وتقديرا من الدولة للمجهود المبذول بالقرية فقد تم تكريمها فى شخصى بمنحى جائزة أحسن عمدة فى محافظة الغربية ونحن نطمع فى مزيد من التعاون من المسئولين لتلبية طموح الشباب والأهالى فى توفير الخدمات المحرومين منها والإرتقاء بمستوى الخدمات القائمة. وتابع أن الدولة يجب أن تزيد الإهتمام بالقري وألا تركز مشاريع التنمية علي العاصمة والمدن الرئيسية فقط لأن الشباب هنا يمتلك طاقة جبارة تحتاج للتوجيه والتوظيف السليم. على داوود..تبرعنا بأرض لإنشاء وحدة صحية لخدمة القرية والمسئولين رفضوا وقال على داوود أحد أعضاء مجموعة شباب الخير بالقرية لقد جاءت فكرة إنشاء مجموعة الشباب هذه لمساعدة القرية على حل مشكلاتها لأن الدولة لديها ما يكفيها من مشكلات وظروف البلد صعبة جدا ونحن نعلم ذلك وقد وجدنا تشجيعا كبيرا من عمدة القرية ومن أهلها وشبابها خاصة المسافرين بالخارج الذين يساهمون بالجزء الأكبر من التبرعات ولا يتأخرون أبدا عن المشاركة فى أى باب للخير. ولإدراكنا أن المشكلة الرئيسية التى تواجه أى مشروع هى توفرالأرض فقد جمعنا تبرعات وقمنا بشراء فدانين من الأرض لصالح القرية لإنشاء المشروعات الخدمية عليها إلا أننا مع ذلك وفى كثير من الأحيان نواجه بتعنت المسئولين فعلى سبيل المثال قد قمنا بالتبرع ب525 متر لإنشاء وحدة صحية ووقعنا عقد التبرع وتم عمل مجلس تنفيذى بين الجمعية الزراعية والوحدة المحلية وتم تحويل الأمر لمجلس المدينة ومن ثم المحافظة وتم رفضه بحجة أن هذا مخالف للقانون لوجود وحدة صحية بالقرية المجاورة "صناديد" فهل يعقل هذا وما ذنبنا نحن فى ذلك والقرية فى أمس الحاجة لتوفير الرعاية الصحية فعدد سكانها يقترب من 20ألف نسمة معظمهم من كبار السن وهذا أمر يصيبنا بالإحباط فالقانون لابد وأن يخدم المواطن لا أن يعرقل جهوده فى تحقيق مصالحة . وأضاف أن الدولة تتحدث عن زيادة الإنفاق علي الرعاية الصحية ونحن نريد أن نري أثر ذلك علينا وليس من خلال تصريحات المسئولين فقط ولاشك أن هذه الوحدة سيكون لها عظيم الأثر في تحسين الأحوال الصحية داخل القرية وستساعد علي الأقل علي الكشف المبكر عن الإصابه بالأمراض والأوبئة . رمضان النجار.. اطالب الرئيس بالإهتمام بالقرى لأنها الداعم الحقيقى له وقال الحاج محمد النجار ان القرية تنقصها خدمات كثيرة ومن أهم هذه الخدمات هو توفير معهد اعدادي أزهري لأبناء القرية لأن أبنائنا وبناتنا بعد الابتدائي يضطرون للذهاب الى المعاهد في البلدان المجاورة وهذا يسبب لهم معاناة كبيرة خاصة على بناتنا ووجود مثل هذا المعهد سيخفف عنهم وعن أسرهم الكثير من الأعباء. وأضاف مسئولي الوحدة المحلية يهتمون بالأماكن التي تقع عليها أعين المسئولين فقط بينما لا يتجاوبون مع مطالبنا الحقيقية والمجاملات موجودة والتقصير أيضا موجود والمفروض أن هذه الأمور جميعها تتغيرحتى نشعر بالتغيير الحقيقى فى الدولة وليس عبر وسائل الإعلام فقط. وقال لقد انتخبنا الرئيس السيسي ونحن ندعمة وسننتخبة لدورة ثانية وكلنا أمل في أن يستطيع أن يتقدم بالدولة الى الأمام ونحن نطلب منه أن يهتم بالقرى فما يتكلفة مشروع في المدينة قد يطور حالة العديد من القرى ويسعد آلاف مؤلفة من البشر أحلامهم بسيطة ويريدون أبسط الحقوق. إبراهيم ربيع ..البلد في أمس الحاجة إلي وحدة بيطرية ووحدة إطفاء وقال إبراهيم ربيع أحد شباب القرية إن قريتنا تعتمد علي الزراعة وعلي تربية الماشية لكثير من الناس وبالتالي فإن البلد تفتقد وبشدة إلي وجود وحدة بيطرية وهي شيء شديد الأهمية بالنسبة إلي الفلاح وأحيانا كثيرة تكون أهمية الماشية للفلاح وسلامتها أعز وأغلي عندة من سلامته هو حيث تكون تربيتها والإتجار فيها وسيلة للإدخار . وأضاف أن القرية كذلك في أمس الحاجة إلي وجود وحدة إطفاء بداخلها لمواجهة حالات الحرائق لأنه في معظم الحالات إن لم يكن كلها فإن عربات الإطفاء تصل إلي القرية بعد إنتهاء الحريق بشكل كامل سواء نجح الأهالي في إيقافه أم لا والبيوت في القرية متلاصقة ومتشابكة وهذا يهدد أرواح ألاف البشر. وتابع أن شبكات المياه الموجودة بالقرية متهالكة بشكل كبير مما يتسبب في تسرب المياه في وقت تعاني الدولة من نقص للمياه نتيجة حدوث الكثير من الاعطال بشكل دوري كما أن العمالة الفنية القائمة عليه ضعيفة وليست علي المستوي المطلوب كما أن أعدادها غير كافية لمواجهة حجم الأعطال . صلاح زين الدين.. المدرسة الإبتدائى مهددة بالغرق بمياه الصرف فى أى لحظة وقال صلاح زين الدين إن المدرسة الإبتدائى بالقرية تعانى الإهمال وكثافة الفصول بها عالية جدا تصل إلى 70طالب فى الفصل فكيف سيتعلمون كما أن الحمامات بها كانت غير أدمية ولما وجدنا ذلك قمنا بالجهود الذاتية بترميم الحمامات القائمة وإنشاء حمامات جديدة بتكلفة بلغت 140 الف جنية وبالرغم من ذلك فالمدرسة مهددة بالغرق فى مياه الصرف فى أي لحظة لأن الإدارة التعليمية تتكاسل وتتغاضى عن توصيل الصرف الصحى للمدرسة بالرغم من دخوله الخدمة بالقرية منذ أكثر من شهرين وقد قدمنا الكثير من الشكاوى دون جدوى ونحن نطالب المحافظ بالتدخل لإنقاذ اولادنا من الغرق بمياه الصرف ودعم مجهوداتنا الذاتية للنهوض بالمدرسة.