في الوقت الذي تتعالي فيه صرخات أهالي معظم القري في ريف مصر من وجود نقص في المرافق والخدمات بسبب عدم توفيق الدولة للاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذها.. هناك قري أخري لم تقف مكتوفة الأيدي انتظارا لدعم الدولة وأعلنت تمردها وقررت الاعتماد علي الجهود الذاتية لأبنائها في اقامة مرافقها الخدمية الأساسية التي تحقق لها الحياة الكريمة. "سامول" تابعة لمركز المحلة الكبري الغربية تعداد سكانها 30 ألف نسمة.. قرروا الاعتماد علي أنفسهم وأقاموا كل المرافق بجهودهم الذاتية.. من خلال التبرعات سواء بالأرض أو المال بالمحاصيل الزراعية والمجهود العضلي والذهني.. والنتيجة مشروعات كثيرة كان آخرها مركز الغسيل لمرضي الفشل الكلوي ووحدة اسعاف أيضا تضم سيارتين مجهزتين بالاضافة لمشروعات الصرف الصحي واقامة مدارس للابتدائي والإعدادي والثانوي والتجاري والمعاهد الأزهرية وسجل مدني ومركز شباب ومستودع بوتاجاز ووحدة شئون اجتماعية ومؤسسة لرعاية الأيتام ثم انفصلت القرية عن الوحدة المحلية لدمرو وأصبح لهم وحدة محلية خاصة بقرية سامول. يروي درويش عبدالسلام عمدة قرية سامول تفاصيل التجربة الناجحة للقرية في حوار ل"المساء" فيقول: ان أبناء القرية من أصحاب العقول المستنيرة تبنوا فكرة النهوض بالقرية وعملوا علي تنفيذها مما أدي إلي رفع مستوي المعيشة بشكل عام. أضاف انه تم تشكيل أربع لجان من حكماء وكبار القرية لتحديد ما تحتاجه من مرافق وتحديد المواقع التي ستقام عليها هذه المشروعات من خلال تبرعات أعيان القرية بقطع الأراضي المطلوبة لاقامة المشروعات عليها ثم بدأت المرحلة الثانية لتدبير التمويل المالي وكانت كل أسرة تتبرع بما يتناسب مع امكانياتها حتي نجحنا في تحقيق أحلامنا وتم ردم الترعة التي كانت تشق القرية بعد تحويلها لصرف مغطي وانشاء مكتب بريد ومقر لسداد فواتير المياه والكهرباء. أشار العمدة إلي ان أهالي القرية أصبحوا لا يتأخرون لحظة في المساهمات المادية لإنشاء أي مشروعات تخدم القرية بعد أن لمسوا بأنفسهم مدي النجاح الذي حققه تضافر الجهود.