ظل جهاز المخابرات البريطانية MI6 بعيد عن الأنظار لسنوات طويلة بحكم طبيعة عمله الذى يكتنفه الغموض مثل غيره من أجهزة المخابرات, إلا أنه عاد إلى الأضواء مؤخرا بعدما كشفت وثائق سرية بريطانية، عن محادثات سرية تمت بين رئيسة الوزراء فى بداية الثمانينيات مارجريت تاتشر , وبين الرئيس المخلوع حسني مبارك حول توطين الفلسطينيين في مصر, تحت رعاية المخابرات البريطانية. علاقة المخابرات البريطانية برؤساء مصر لم تقتصر على مبارك فقط أو ماتم كشفه فى هذه الوثائق التى تم نشرها مؤخرا بل هى قديمة الأزل وهو ما نتعرض له بالتفصيل فضلا عن علاقة هذا الجهاز بعدد من الزعماء العرب, ودوره فى عدد من العمليات التى تم تنفيذها فى العالم العربى . فى هذا الإطار أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية فى تقرير سابق لها, أن بريطانيا وأمريكا كانا لديهما معلومة حول اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات حيث رصدت أجهزة المخابرات البريطانية وقتها اجتماعا سريا بين عبود الزمر أحد منفذي عملية الاغتيال ومناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق داخل الموساد. وكان هدف الإسلاميين السيطرة علي الحكم بعد اغتيال الرئيس الأسبق وهو ما وعدهم به "بيجن" . وقالت الصحيفة , إن هدف "بيجن" كان اغتيال السادات فقط وكان يعلم جيداً أن الإسلاميين لن يصعدوا للحكم و أنه سيتم القبض عليهم، كما أن المخابرات الأمريكية أرسلت معلومة للمخابرات المصرية بعد اغتيال السادات بأسماء كل المتورطين في العملية و هذا يؤكد أن "بيجن" استخدم الإسلاميين كأداة لتنفيذ العملية فقط. وردت صحيفة "معاريف" العبرية مؤخرًا عن وثائق سرية تظهر أن المخابرات البريطانية كانت تعتقد بوجود خطر على حياة الرئيس الأسبق أنور السادات الذي تم اغتياله في أكتوبر 1981. وقالت الصحيفة , إن الوثائق السرية التي نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت عن أن عناصر استخباراتية بريطانية كانت تؤمن بوجود هذا الخطر وأنه يحوم من فوق رأس الرئيس الأسبق. وذكرت الصحيفة أنه وفقًا للوثائق المنشورة فإن بريطانيا أخفت معلومات عن تعرض السادات للخطر، وأنه بتاريخ 16 من فبراير 1979 كتب أ.ر.توماس رئيس قسم شمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية:"الاغتيال سيكون أحد التهديدات على حياة السادات ونظامه فهو يحكم مصر بشكل مطلق".