أول ظهور للأمين العام لمجلس الشيوخ بالجلسة العامة    بدء فعاليات المبادرة الرئاسية «تمكين» لذوى الهمم بجامعة بنها    انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية بمدارس بورسعيد    منح مدير شئون البيئة بمحافظة كفر الشيخ صفة مأمور الضبط القضائي    وزارة التضامن تقر قيد 3 جمعيات في محافظتي القليوبية والفيوم    بعد آخر زيادة ب240 جنيهًا.. كم سجل سعر الذهب اليوم الأحد 26-10-2025 في مصر؟    رئيس الوزراء يفتتح مشروع استرجاع الغازات بشركة النصر للبترول    محافظ الغربية يستمع لشكاوى المواطنين على شباك المركز التكنولوجي ويوجه بسرعة حل مطالبهم    محافظ كفر الشيخ يعتمد تعديل مشروع تقسيم أرض مثلث القاضي بمدينة مطوبس    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    خليل الحية: لن نعطي اسرائيل ذريعة لاستئناف الحرب    اتفاق سلام تاريخي بين تايلاند وكمبوديا.. ترامب: أنهينا الحرب الثامنة خلال فترة ولايتي    عمدة كييف: 3 قتلى و29 جريحا في هجوم روسي بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية    المفوضية الأوروبية: ندرس جميع الخيارات للرد على تهديد الصين بشأن المعادن النادرة    الاحتلال يعتقل 13 فلسطينيا من الضفة بينهم أسيران محرران    ماذا على جدول ترامب فى جولته الآسيوية؟.. صفقات وسلام وتهدئة لحرب تجارية    المصري يواجه تحديا صعبا أمام الاتحاد الليبي لحسم التأهل لدور المجموعات بالكونفدرالية    سلوت: لا أجد حلا لخطة المنافسين أمامنا    موعد والقنوات الناقلة لمباراة ريال مدريد و برشلونة في كلاسيكو الأرض بالدوري الإسباني    نيتس جراديشار يضع الأهلي في أزمة بدوري أبطال إفريقيا    مواعيد مباريات اليوم الأحد 26 أكتوبر والقنوات الناقلة    "هيتجنن وينزل الملعب" | شوبير يكشف تطورات حالة إمام عاشور وموقفه من تدريبات الأهلي    إحالة بعض الجزارين للنيابة العامة ببنى سويف لذبحهم مواشي بطريقة غير قانونية    سحب منخفضة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم الأحد    ضاربين بتعليمات الوزارة عرض الحائط.. إحدي مدارس قنا تستقبل مرشحة برلمانية داخل حرمها.. ومسؤول يرد    «الداخلية»: ضبط 370 قضية مخدرات و189 قطعة سلاح وتنفيذ 75 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    وفاة الطفلة جنى بعد ساعات من العثور عليها بجوار جثمان شقيقها فى فيصل    «الداخلية» تكشف ملابسات مشادة بين رجل وسيدة أمام ماكينة صرافة بالقاهرة    السيطرة على حريق مخلفات خلف مسرح الإسكندرية.. صور    إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير.. هل ليوم واحد أم ستصبح إجازة سنوية؟    فيديو.. زاهي حواس: افتتاح المتحف المصري الكبير يحقق مكاسب سياسية على أعلى مستوى    عمرو الليثي: "يجب أن نتحلى بالصبر والرضا ونثق في حكمة الله وقدرته"    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم 26 اكتوبر وأذكار الصباح    محافظ الدقهلية يجري زيارة مفاجئة لعيادة التأمين الصحي بجديلة.. ماذا حدث؟    الصحة: اعتماد البرنامج العلمي للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    لمرضى ضغط الدم.. مكونات أفضل وجبة إفطار تحسن صحة القلب    د. فتحي حسين يكتب: الكلمة.. مسؤولية تبني الأمم أو تهدمها    رئيس جامعة المنيا: «وطن السلام» رسالة مصرية تؤكد دور الدولة في صناعة السلام    عاجل- التضامن تخصص 12 ألف تأشيرة حج لأعضاء الجمعيات الأهلية لعام 2026    قيادى بالجبهة الوطنية: مصر صانعة السلام فى المنطقة بفضل قيادتها الواعية    5 وصفات عشاء خفيف وسريع.. مشبعة وصحية وتُحضّر في 10 دقائق فقط    مراسم تتويج مصطفى عسل وهانيا الحمامي ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش    مجلس طب قصر العيني يوافق على إنشاء أقسام تخصصية دقيقة في الجراحة    بعد تصدره التريند.. التفاصيل الكاملة لمسلسل «كارثة طبيعية» بطولة محمد سلام    القومي للترجمة يقيم صالون "الترجمة وتحديات التقنية الحديثة" في دورته الأولى    روزاليوسف.. قرن من الصحافة الحرة وصناعة الوعى    «الشروق» ترصد حركة عبور شاحنات المساعدات الإنسانية من معبر رفح البري فجرًا لغزة    7 ملايين و180 ألف خدمة طبية خلال حملة 100 يوم صحة بالإسكندرية    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأحد 26 أكتوبر    أسعار الأسماك اليوم الأحد 26 أكتوبر في سوق العبور للجملة    صابر الرباعي يحيي ذكرى محمد رحيم بأغنية «وحشني جدًا» في ختام مهرجان الموسيقى العربية    أسعار الفضة في مصر اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    هشام عباس وميريهان حسين وياسر إبراهيم يشاركون أحمد جمال وفرح الموجى فرحتهما    مواقيت الصلوات الخمس في مطروح اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    أشرف صبحي: هدفنا الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القس بولس حليم: البابا لا ينام سوى ثلاث ساعات يومياً.. والكنيسة لم تنكر مرضه ولكنها لم ترد إفزاع الشعب
نشر في الموجز يوم 09 - 12 - 2017

طمأن القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية الشعب المصري علي صحة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مؤكداً أنه يتماثل للشفاء بعد إجراءه لجراحة عاجلة بالعمود الفقري بألمانيا .
وكشف حليم في حوار خاص مع "الموجز" عن أسباب تدهور صحة البابا خلال الفترة الأخيرة ،رافضاً اتهامات البعض للمركز الإعلامي بالتعتيم وإخفاء حقيقة مرض البابا.
وقال إن معظم الكهنة يعانون من أمراض السكر والضغط وكذلك آلام العمود الفقري، نتيجة الإجهاد الجسدي الذي يرتبط بالعمل الرعوي والذي يستغرق أكثر من 17 ساعة يومياً.
كما ألقى المتحدث الرسمي بدلوه فيما يثار حول موقف الكنيسة من جماعة الإصلاح الكنسي بالخارج وهجومها على البابا والمطالبة بوضع رقابة شعبية علي أموال الكنيسة وعلاقة "سر المعمودية" بالجدل المثار بين الأرثوذكسية والكاثوليك.. وإلى نص الحوار.
= في البداية.. ما هي حقيقة الحالة الصحية للبابا تواضروس؟
البابا يعاني منذ فترة من آلام في الظهر وسافر أكثر من مرة لتلقي العلاج بالخارج، ولكن اشتد الألم عليه مؤخراً ولذلك سافر إلي ألمانيا وأجري جراحة دقيقة في الظهر، وأجريت العملية بنجاح ولكن طُلب منه الانتظار أسبوعين في الخارج لاستكمال العلاج، ومن المقرر أن يستكمل العلاج الطبيعي في مصر عقب عودته إلي مصر.
=ما هي أسباب تدهور صحة البابا خلال الفترة الأخيرة؟
البابا يعاني من آلام الظهر قبل أن يتولي الكرسي البطريركي وقد سافر إلي النمسا للعلاج منذ أن كان أسقفاً وله ملف طبي بالمستشفيات هناك، وقد استمر العلاج هناك فترة طويله، وعندما اصبح بطريرك زادت عليه الآلام خاصة أنه لا ينام أكثر من 3 ساعات في اليوم، وهو ما يجهد العمود الفقري جداً هذا بالإضافة إلي ضغوط العمل والمسئولية الكبيرة التي يتولها البابا.
= كثير من الأساقفة يعانون من آلام الظهر والبابا شنودة الراحل كان يواجه نفس المشكلة.. ما هي أسباب ذلك؟
العمل الرعوي يختلف كثيراً عن أي عمل آخر، فالكاهن يمكن أن يعمل من 16 إلي 17 ساعة يومياً وهذا يؤثر بشكل كبير علي الصحة العامة، وبالتالي فإن معظم الكهنة يعانون من أمراض السكر والضغط إضافة إلي آلام العمود الفقري، وهذا كله يرجع الي الإجهاد الجسدي الذي يرتبط بالعمل الرعوي.
إخفاء الحقيقة
= ما ردك على الانتقادات التي وجهت للمركز الإعلامي بشأن إخفاء حقيقة مرض البابا وما تعرض له خلال جلسة سيمنار المجمع المقدس الأخيرة؟
الكنيسة لم تنكر مرض البابا ولكنها نفت إصابته بالإغماء وعدم استكماله لجلسة المجمع المقدس، فالبابا شعر بالتعب فقط لكنه لم يفقد الوعي كما زعمت بعض المواقع ،لذلك أصدرت الكنيسة بياناً أوضحت فيه أن البابا يعاني من آلام الظهر ولكنه أكمل جلسة المجمع المقدس.
= ولكن هناك من ردد أن الكنيسة أخفت مرض البابا لعدم إثارة القلق والبلبلة بين الأقباط!!
نحن لا نتعمد الإخفاء، ولكن نتعمد إعلان الأخبار بشكل دقيق وذلك عقب الانتهاء من الفحوصات أو عقب إجراء العملية، وذلك حتى لا يقلق الشعب علي البطريرك خاصة أن شخصية البابا تواضروس محبوبة جداً إلي الشعب، فنحن نريد أن نرسل رسالة تطمئن الشعب علي البابا بدلاً من أن نفزعه.
الحوادث الإرهابية
= الفترة الأخيرة شهدت كثيراً من الحوادث الإرهابية كان النصيب الأكبر منها للكنائس.. كيف واجه البابا تلك الأحداث؟
البابا تولي الكرسي البطريركي في وقت ساخن جداً، وكانت البلد كلها مضطربة وفي حالة ارتباك، ولكن أصعب وقت مر به البابا كان في 14 أغسطس 2013 حينما تم الاعتداء علي 74 كنيسة عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة وفي ذلك الوقت قال البابا جملته المشهورة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، ومنذ ذلك الوقت والكنيسة تقدم مصلحة الوطن قبل أي شيء والتاريخ كله يشهد علي ذلك، ففي ثورة يناير ثار الأقباط واعتصموا أمام ماسبيرو بسبب هدم كنيسة أطفيح، ولكن في أغسطس 2013 لم يغضب الأقباط ولم يقوموا بأي رد فعل بعد هدم أكثر من 74 كنيسة وذلك لأنهم أرادوا إنقاذ الوطن.
= وماذا عن موقفه من الأعمال الإرهابية التي استهدفت الكناس والأقباط ؟
البابا إنسان يتألم من أي عمل إرهابي، ويضاف إليه انه مصري فيحمل كل هموم الوطن، ويزيد علي ذلك أنه مسيحي وهذا يجعله يحمل الكثير من الهموم وأهم شيء يقوم به البابا تواضروس عقب أي حادث إرهابي هو الصلاة فهو يجد راحة كبيرة فيها ويعتمد عليها في تحديد اختياراته ومواقفه فعلي سبيل المثال البابا يصلي كثيراً قبل اختيار أي كاهن لدرجة أنه ذكر في لقاء له أنه ظل يصلي عاماً كاملاً حتى يختار شخص معين لتولي منصب ما.
= وكيف استقبل البابا خبر الحادث الإرهابي الأخير بمسجد الروضة بالعريش؟
البابا كان يجري العملية الجراحية أثناء الحادث الإرهابي، وعقب العملية أصدر بيان إدانة وبعد ذلك أرسل تسجيلاً صوتياً له أذاعته جميع المواقع الإخبارية وقتها وقدم خلاله تعازيه للشعب المصري مؤكداً أن وحدة المصريين القوية ستدحر الإرهاب ومخططاته.
الإرهاب في الصعيد
= ماذا عن الأحداث الطائفية التي تشهدها محافظات الصعيد من وقت لآخر.. وماهي أسباب انتشارها هناك؟
الصعيد يعاني من عدة مشاكل ،يأتي في مقدمتها وجود خطاب ديني متشدد، هذا إضافة إلي قلة الوعي والذي يجعل هناك من يتأثر بهذا الخطاب المتشدد الذي يولد العصبية والتطرف، ناهيك عن تدني الأوضاع الاقتصادية هناك وضعف التعليم، وكل هذه العوامل تمهد الطريق لكثير من الفتن الطائفية.
= في رأيك.. من المسئول عن تدهور الأوضاع في الصعيد.. وكيف نواجهها؟
لا يمكن أن تتحمل جهة واحده المسئولية كاملة، فالرئيس عبد الفتاح السيسي أنشأ مجلساً لمواجهة الإرهاب يضم أكثر من جهة، لكن أعتقد أنه لو تم إنشاء جهة للتنوير أو بناء الوعي تهدف إلي نشر الوعي في المجتمع المصري وتتضافر فيها جهود جميع مؤسسات الدولة ومنها التعليم، والثقافة ، والاعلام، والمؤسسات الدينية وغيرها، الأمر فإن ذلك سيساهم في نشر ثقافة تقبل الآخر والتسامح والسلام وانتشار القيم الإنسانية الجميلة.
وقد ذكرت في تصريح سابق أننا إذا سمحنا بانتشار العنف فإن ذلك سيقضي علي جميع القيم النبيلة الموجودة في المجتمع المصري وإذا كان الهجوم الآن علي الكنائس فغداً سيصبح علي المدارس والمساجد وهذا ما حدث بالفعل سواء بالاعتداء علي رجال الجيش والشرطة أو ما حدث مؤخراً في مسجد الروضة ، والحل الوحيد لهذا الأمر هو بناء الإنسان والاهتمام بالتعليم، وخاصة أن الأجهزة الأمنية تقوم بدور كبير في هذه المرحلة ومصر تقدم كل يوم شهداء من أجل الوطن ولكن لابد من إسناد الحل الأمني بحل تنويري.
= ولكن البعض يري أن هذه الخطوات غير مجديه للأجيال الحالية وتصلح فقط مع الأجيال القادمة!!
لا, فتحسين التعليم وبناء تيار مستنير سنحصد ثماره في فترة قليلة جداً، ففي الكنيسة قام قداسة البابا بعمل برنامج لتطوير أدوات التعليم منذ سنتين وقد لاحظنا تحسن كبير بعد مرور سنة من بدء المشروع فهناك استجابة سريعة للتعليم، وبالتالي إذا ركزنا علي القري فستكون هناك طفرة في الفكر، خاصة ولو شاركت مؤسسات الدولة كلها في هذا الحل سنلاحظ وجود تغير كبير في خلال 3 أشهر.
تصريحات مكاريوس
= يعد الأنبا مكاريوس أسقف المنيا أحد أبرز الأساقفة الذين شهدت مواقفهم وتصريحاتهم جدلاً خلال الفترة الأخيرة ..ماذا عن موقف الكنيسة من تلك التصريحات؟
ما يقوم به الأنبا مكاريوس من رفض الجلسات العرفية أمر طبيعي فنحن في دولة قانون ولابد من تطبيقه علي الجميع وإن وجدت الجلسات العرفية نظرا لطبيعة البيئة هناك واستثمارها لصالح الجميع والوطن إلا أن وجود الجلسات العرفية لا يلغي القانون وسيادة الدولة.. وللأسف شهدت المنيا خلال الفترة الأخيرة عدداً من الأحداث الطائفية المؤلمة والأنبا مكاريوس ساند شعب الكنيسة في موقفه احتراماً لمشاعره وإيماناً منه بحقوق المواطنة التي نص عليها الدستور.
= ولكن لماذا لم يعلن البابا عن مساندته له في بيان رسمي كما فعل بعض الأساقفة؟
البابا لا يعمل لوحده فهناك 40 سكرتيراً للبابا إضافة إلي 141 أسقفاً فهو لا يقود الكنيسة بمفرده وجميعهم يعملون سوياً، والحقيقة أن الكنيسة وقداسة البابا تضع مصلحة الوطن وجموع الشعب المصري من أولوياتها وهذا واضح من مواقفها عبر التاريخ.
= بالحديث عن معاوني البابا ..هل يقتصر هؤلاء علي الكهنة فقط؟
لا، فالبابا لديه 40 سكرتيراً بينهم الكثير من العلمانيين منهم مدير مكتب المشروعات بالمقر البابوي بربارة سليمان ومديرة المركز الإعلامي الدكتورة رانيا نعيم، ورئيس مبني لوجس أنيس عيسى، ومدير الديوان البابوي الدكتور هاني كميل، فالبابا يسعي الي توسيع دائرة الاختصاصات خارج دائرة الاكليروس كما أنه يشرك السيدات في العمل الإداري داخل منظومة الكنيسة، ويعمل علي زيادة عدد العلمانيين الذين يشتركون في العمل داخل الكنيسة إيماناً منه بأهمية تولي كل فرد لاختصاصه.
المركز الإعلامي
= في رأيك.. كيف يخدم ذلك رؤية البابا نحو إعادة هيكلة الكنيسة؟
البابا منذ أن تولي الكرسي البطريركي وهو يؤكد أنه يسعى لتطوير البيت الكنسي وإعداده بشكل مؤسسي ؛لأنه يرفض اختزال الكنيسة في شخص واحد ، وبالفعل حقق البابا خطوات ناجحة في هذا الشأن وكانت البداية مع إنشاء المركز الاعلامي ووجود متحدث رسمي باسم الكنيسة وقد حصل المركز علي شهادة الأيزو ما يؤكد أنه يعمل بشكل مؤسسي.
= ماهي طبيعة عمل المركز الإعلامي للكنيسة؟
نحن نتعامل مع 181 صحفياً ومعداً وهم في تزايد مستمر، ونحن لدينا شبكة منسقين علي مستوي الكرازة ككل في مصر وفي الخارج فكل ايباراشية لديها منسق اعلامي وهذا يسهل علينا نشر أي خبر نريده فبمجرد ما توجد شائعة نرسل الرد للصحفيين ونشره علي شبكة المنسقين وهذا يضمن لنا انتشار الخبر بسرعة كبيرة جداً، إضافة إلي أن الكنيسة لديها 6 قنوات تساهم أيضاً في انتشار الخبر بسرعة.
= ماهي أبرز الشائعات التي واجهها المركز في الفترة الأخيرة؟
نحن لدينا الكثير من الشائعات أبرزها "إغماء البابا" خلال جلسة المجمع المقدس ووجود هجوم مسلح علي مطرانية شمال سيناء بعد حادث مسجد الروضة وهناك أيضا خبر إعلان الكنيسة عن تنظيم رحلات للقدس وهو ما تم نفيه مؤكدين التزامنا بموقف البابا شنودة الراحل.
الإصلاح الكنسي
=علي الرغم من خطوات البابا نحو التطوير الإصلاح الكنسي إلا أنه هناك هجوماً وانتقاداً مستمراً ضده من قبل بعض الأقباط.. ما ردك؟
البابا لديه وجهة نظر فهناك ثوابت إيمانية لا يمكن أن يقترب منها ولا يمكن أن يحدث بها اي تطوير وهناك طرق لتوصيل ثوابت الإيمان وهذا هو ما يعمل البابا علي تطويرها بما يتواكب مع تكنولوجيا العصر وسبق وأن قام به البابا كيرلس الرابع والمشهور ب"أبو الإصلاح" عندما أدخل المطبعة للكنيسة ووجه باعتراض كبير علي ذلك ولكنه تمسك بذلك وثبت أن رأيه كان صحيحاً وتقبله الجميع.
والبابا تواضروس يري أنه لابد وأن تستخدم الكنيسة آلياتها الحديثة في تطوير طرق توصيل ثوابت الإيمان الكنسي، ومن يهاجمون البابا لا يفهمون طبيعة الكنيسة الأرثوذكسية باعتبارها كنيسة مجمعية فالبطريرك لا يعمل بمفرده، فهو يطرح القضية وتخضع للنقاش وبعد ذلك تُعرض علي أعضاء المجمع المقدس وبعد ذلك يجري تصويت وهنا يكون من حق المجمع القبول أو الرفض فلماذا يتم الهجوم علي البابا؟!.
= ماذا عن موقف الكنيسة من حركة الإصلاح الكنسي التي يقودها بعض أقباط الخارج وتهاجم البابا؟
نحن نحترم جميع وجهات النظر، ونعرف أن بعض الأقباط الموجودين في الخارج لا يعرفون الطابع المصري، لذا يسعى البابا إلي ربط جميع أقباط المهجر بمصر بوسائل عديدة منها مثلا زرع شجرة خاصة بكل ايباراشية في الخارج بدير وادي النطرون وذلك لتشجيع الشباب علي زيارة مصر، كما يحرص البابا علي إلقاء محاضرات عن طريق "فيديو كونفرس" للتواصل مع شعبه في الخارج وكذلك لقاءه مع الشباب خلال زيارته الخارجية وحثهم علي زيارة مصر والاستثمار فيها.
= ما هي الرسالة التي توجهها إلي جماعة الإصلاح الكنسي؟
الكنيسة القبطية قوتها في وحدتها، والمجمع المقدس يظهر ويعلن ذلك دائماً والبابا لا يتخذ قراراً بشكل منفرد لأن كنيستنا كنيسة مجمعية.
تمويل الكنيسة
=ننتقل إلي ملف آخر يتعلق بتمويل الكنيسة.. البعض يطالب بأن يكون هناك رقابة من قبل الشعب علي أموال الكنيسة وطرق إنفاقها.. ما رأيك؟
المعروف أن الكنيسة تعتمد علي العمل المؤسسي فكل كنيسة لها مجلس إدارة معظم أعضاؤها من غير الكهنة وبينهم محاسب ومحامي ويتم اختيار أعضاء المجلس بالانتخاب وكل إيرادات الكنيسة معهم ومصروفات الكنيسة هم من يتصرفون فيها ، ومن يهاجم الكنيسة لا يعرف كيف يدار الجانب المالي بها، فالمصروفات تجرى بإيصالات وأيضاً الإيرادات، وإذا كانت هناك أية مخالفات من قبل هذا المجلس فهناك مجلس آخر وهو مجلس الايباراشية الذي يراقب علي جميع الكنائس التابعة للايباراشية.
= هل تفرض الكنيسة أي عقوبات علي الكهنة في حال رصد أي مخالفات مالية ؟
بالتأكيد هناك محاكمات وعقوبات كنسية تطبق علي أي شخص يثبت سرقته لأموال الكنيسة، ولكن هذا الأمر نادراً ما يحدث فآخر واقعة حدثت كانت منذ 7 سنوات ووقتها عوقب هذا الكاهن بالتجريد من رتبته الكنسية، والكنيسة تطالب دائماً الشعب بأنه في حال إثبات أي واقعة مخالفة من قبل الكهنة أو المجلس عليهم أن يتقدموا بالأدلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
= ذكرت في تصريح سابق أن الكنيسة تتأثر بالأوضاع المالية للبلاد.. كيف ذلك؟
حينما تولى البابا تواضروس مسئولية الكنيسة أوصى مجالس الكنائس بأن تقسم إيراداتها إلى 30% لأخوة الرب، و30% للمباني، و30% للخدمة، و10% للطوارئ، وفي الفترة الأخيرة أوصي بارتفاع النسبة المخصصة لأخوة الرب بسبب الغلاء ونحن نعتمد علي الشعب البسيط وجميع إيرادات الكنيسة تصرف علي الشعب، ورغم تبرعات رجال الأعمال إلا أن النسبة الأكبر تعتمد علي تبرعات الشعب البسيط، وعندما يتأثر المواطن بالأحوال الاقتصادية السيئة تقل التبرعات وتظهر هناك طبقة جديدة محتاجة وبالتالي تتأثر الكنيسة بالأوضاع الاقتصادية للبلاد بشكل كبير.
= ومن وجهة نظرك لماذا لا يتبرع رجال الأعمال للكنيسة؟
رجال الأعمال يتبرعون ولكن هذا يمثل نسبة بسيطة بالقياس بتبرعات الشعب ونحن لدينا 71 ايباراشية وكل واحده بها العديد من الكنائس وكل كنيسة به نسبة كبيرة من المحتاجين وبالتالي نحتاج لكثير من الأموال للإنفاق علي الفقراء.
= هل تغطى إيرادات الكنيسة مصروفاتها؟
حتي الآن تكفي، و في ظل الأوضاع الاقتصادية نثق أن الله يدبر ويرعي شعبه.
= البابا تواضروس أعلن في بداية عهده عن رغبته في عدم وجود أي محتاج داخل الكنيسة..هل تحقق ذلك؟
البابا أعد نظاماً خاص لأخوة الرب ويتولي هذا الملف الأنبا بيشوي شارل وأعتقد أنه نجح بالفعل في تغطية كل الأخوةعلي مستوي الجمهورية.
سر المعمودية
= إلي أين وصل ملف المجلس الملي الذي انتهت ولايته منذ 2011؟
البابا سبق وطلب من أحد أعضاء المجلس المنتهية ولايته إعداد تصور له يتناسب مع العصر الحالي وبعدها يتم انتخاب أعضاءه، ولكن حتى الآن لا يوجد أي جديد وليس لدي أية معلومات خاصة بهذا الملف.
= ماذا عن "سر المعمودية" بين الأرثوذكسية والكاثوليك والتي تهدد حلم الوحدة والتقارب بين الكنائس؟
عُقد سيمنار وتم تقديم أوراق دراسية، ولكن الأساقفة يحتاجون إلي وقت آخر للدراسة والبحث ولا يمكن لأي شخص أن يذكر رأيه خلال هذه الفترة، ولكن علينا أن نعترف أن المحبة موجودة بيننا وبين الكاثوليك وظهر ذلك في لقاء البابا بقيادات الكنيسة الكاثوليكية إضافة إلي مجلس الكنائس المصري ومجلس كنائس الشرق الأوسط، والخطوة القادمة تتعلق بالاتفاق في الإيمانيات وهذا الأمر محل دراسة الآن ولا يمكن أن نتفق فيه كله ولكن يمكن الاتفاق في بعض جوانبه وهذا يحتاج وقتاً كبيراً جداً.
البابا والرئيس
= كيف تصف علاقة البابا تواضروس بالرئيس السيسي؟
علاقة فريدة ومتميزة جداً، فالسيسي هو أول رئيس مصري يزور الكاتدرائية ويهنئ المسيحيين بعيد الميلاد داخل القداس، ومبادراته دائماً إيجابية نحو الكنيسة فقد بادر بإنشاء كاتدرائية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وعهدنا مع الرئيس السيسي بأن يبادر ولا ينتظر أن يطلب الأقباط، وقد أجري الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً بالبابا بألمانيا للاطمئنان علي صحته ، وأنا اشعر أن هناك كيمياء وتناغم في التوجه متبادلة بينهما.
= ماذا عن علاقة البابا برئيس الدولة عبر الأنظمة المتعاقبة في مصر ؟
البابا والرئيس السيسي جمعتهما مصلحة الوطن فجمعهما توجه واحد منذ البداية، ولكن أيام البابا شنودة والرئيس حسني مبارك لم يكن هناك أي عامل مشترك بينهما نتيجة استقرار الأوضاع في هذا الوقت، بعكس عهد الرئيس أنورالسادات الذي شهد تحولات في العلاقة بين البابا شنودة والرئيس السادات ففي البداية كانت تجمعهما مصلحة واحدة هو تحرير الأرض وهو ما تحقق في حرب أكتوبر 1973 وفي ذلك الوقت مدح السادات البابا شنودة كثيراً ولكن بعد ذلك أصبح هناك تصادم بسبب اختلاف وجهات النظر بينهما فيما يتعلق بزيارة الأقباط للقدس والتي أعلن فيها البابا شنودة أنه لن يدخلها الأقباط إلا مع أخواتهم المسلمين المصريين.
وقد أثبت التاريخ أن جميع البابوات عبر العقود الماضية كانوا يفضلون مصلحة الوطن وهذا ما جعلهم مقربين لدي الرؤساء، فقد كانت علاقة قوية جداً تجمع بين البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر والتي وصفت وقتها بعلاقة صداقة وأبوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.