شهدت مصر خلال الأربعة أعوام الأخيرة تسلل العديد من العناصر الإرهابية التكفيرية داخل البلاد، مستغلين الحدود والتخوم الكبيرة الممتدة لآلاف الكيلو مترات طولًا وعرضًا خاصة بزمام محافظاتالفيوم، والمنيا، وأسيوط، والوادي الجديد، ما أسفر عن تنفيذ عدة عمليات إرهابية داخل البلاد، أدت لاستشهاد وإصابة مئات المواطنين وضباط الجيش والشرطة، إضافة إلى إحباط الكثير من العمليات الأخرى وضبط الجماعات المسلحة. وقد احتلت صحراء الجانب الغربي بمصر وخاصة بالصعيد الصدارة في توافد تلك الجماعات المسلحة التي تهدف إلى إسقاط الدولة، وفرض سيطرتها على بعض المحافظات، مستغلين كثافة مؤيديهم من أنصار جماعة الإخوان المحظورة والجماعة الإسلامية بالكثير من القرى والنجوع النائية، خاصة مع ذهاب آلاف الشباب بسهولة إلى ليبيا عبر مدقات وضروب جبلية اعتادوا عليها منذ عشرات السنين، وسط غياب دور الدولة في تعمير الصحراء لتسهيل فرض سيطرتها على تلك المساحات الشاسعة دون الحاجة لتواجد أمني مكثف، خاصة بعد تأكيد كافة الخبراء صعوبة تأمين الصحراء والتي تبلغ مساحتها نحو 680 ألف كيلو متر مربع تقريبًا، ولكن يمكن ذلك بتسهيل المشروعات وبناء المجتمعات العمرانية الحقيقية. "الموجز" ترصد أبرز الحوادث الإرهابية التي عانت منها محافظات الصعيد بسبب الصحراء الممتلئة بالعناصر التكفيرية، والتي غلب عليها الفكر والانتماء للتنظيم الداعشي، وذلك فقًا لما تعلنه الأجهزة الأمنية عند تصفية بعض من هؤلاء الإرهابيين، قبل أن تظهر جماعات أخرى تتبنى بعض العمليات منها "حسم" ومؤخرًا "أنصار الإسلام" التي تبنت حادث الكيلو 135 بالواحات. ففي محافظة المنيا معقل الجماعات الإرهابية على مدار سنوات طويلة خاصة في الثمانينات والتسعينيات، شهدت المحافظة حادثًا هز أرجاء العالم بعد أن استيقظ الأهالي صباح يوم 26 مايو الماضي على حادث إرهابي استهداف 3 سيارات كانت في طريقها الى دير الانبا صموائيل المعترف بالظهير الصحراوى الغربي بذمام مركز العدوة، حيث أعاد الحادث الأليم المحافظة الى الخريطة الارهابية بعد توقف عمليات القتل بالدماء الباردة التي اشتهرت بها المحافظة نهاية القرن الماضي. حيث توجه أتوبيس من محافظة بني سويف يقل عددًا من الأطفال والأشخاص بقرية تسمى نزلة حنا، إلى دير الأنبا صموئيل الذي يقع بمنطقة جبل القلمون بمدقات الصحراء الغربية، في ذات الوقت الذي توجهت فيه سيارتين أخرتين تقل عددًا من المواطنين من دير الجرنوس التباعة لمركز بني مزار، احداهما كانت تقل عدد من العمال للعمل بالدير، وبعد السير لمسافة 20 كيلو متر تقريبًا كيلو مترات داخل المدق الجبلى بالقرب من جبل القلمون هاجم مسلحون السيارات وقتلوا من فيها، وروى المصابون الناجون من العملية أنهم فوجئوا بهجوم سيارتين دفع رباعي عليهم، وقاموا بايقاف جميع السيارات، وكانوا يحملون بنادق آلية، وعندما سألونا هل أنتم أقباط، أجابنا بنعم، فقاموا بانزالهم وقتلهم جميعا ولكن نجا منهم بعض الأشخاص حالتهم خطرة، ثم توجهوا الى الاتوبيس والسيارة الأخرى " ميكروباص" وقتلوا وأصابوا جميع من فيهم. وقد أسفر الحادث عن وفاة 28 شخصا، واصابة ما يقرب من 24 آخرين، وتم نقلهم الى عدد من المستشفيات بعدة محافظات. وأكدت التحريات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية حول حادث استهداف أتوبيس الأقباط بالمنيا ارتباط مرتكبي الحادث الأرهابي بالجماعات التكفيرية المرتبطة بداعش، وأن تلك العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل العدائي قد رصدت الرحلة منذ خروجها من بني سويف وتتبعوا خط السير إلى أن وصلو بالقرب من الدير فقاموا بتنفيذ الحادث مستغلين المدقات الجبلية والطريق الصحراوي المنعزل عن المحافظة حيث يقع مقر الدير داخل المنطقة الجبلية ب30 كيلومترًا عن الطريق الرئيسي. وقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي تبني الحادث، فيما قامت القوات الجوية بتوجيه 6 ضربات جوية مركزة داخل العمق الليبي تستهدف تنظيمات إرهابية مدعومة من هذا التنظيم ، وأكدت القوات المسلحة فى بيانها، أنه بناء على توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبعد التنسيق والتدقيق الكامل لكافة المعلومات والبيانات قامت القوات الجوية بتنفيذ ضربة جوية مركزة ضد تجمعات لعناصر إرهابية، بعد التأكد من اشتراكها فى التخطيط والتنفيذ للحادث الارهابى الغادر الذى وقع فى المنيا. ولم تكن تلك الحوادث هي الأولى من نوعها بالمنيا، بل شهدت المحافظة تدمير ما 10 أقسام ونقاط شرطية، وحرق وتدمير ما يقرب من 16 كنيسة في منتصف أغسطس عام 2013 عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وكذلك الهجوم عام 2015 على كنيسة مارمرقص بمدينة المنيا، ما أدى لإستشهاد شرطيين أثناء تواجدهما، عشية الإحتفالات بأعياد الميلاد المجيد، وذلك علي يد عناصر إرهابية تنتمي للجماعة المحظورة، وقد لاذت غالبية تلك العناصر الى الصحراء خاصة بالجانب الغربي لاتساعها الكبير وامتداد مساحاتها. كما نجد طريق الواحات الذي شهد العديد من العمليات الارهابية الأخرى والتعامل معها قبل دخول البلاد عبر الصحراء الغربية، وآخر تلك الوقائع حادث الكيلو 135 بالواحات، والذي أسفر عن مقتل 16 ضابط ومجند منذ 18 يومًا تقريبًا ، وما كشف عن مخاوف كبيرة لدى المواطنين من تسلل تلك العناصر داخل البلاد خاصة بعد العثور على أجهزة حديثة وثقيلة لديهم كانوا ينوون استخدامها في عمليات ارهابية. ففي يوم 20 أكتوبر الماضي، وبالتحديد في منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات في الجيزة، استشهد 16 ضابطًا ومجندا وإصيب 8 آخرين ، خلال المواجهات التي وقعت مع عناصر مسلحة ، قبل أن تقوم قوات الدفاع الجوي بدخول المعركة والقضاء على العناصر الارهابية في معركة دامت عدة أيام دمرت خلالها العديد من سيارات الدفع الرباعي، ونجحت في تحرير الضابط النقيب محمد الحايس بعد 13 يوما من تواجده مع العناصر الارهابية التي قتلت القوات في أول يوم للمعركة. وقد أعلنت جماعة إرهابية، تطلق على نفسها "أنصار الإسلام"، مسؤوليتها عن هجوم الواحات، وكشفت مصادر أيضًا أن هناك صلة تربط ذلك التنظيم الإرهابي بجماعة المرابطين التي يقودها ضابط الصاعقة الهارب هشام عشماوي، حيث يقود " أنصار الاسلام" ارهابي يدعى عماد الدين عبدالحميد، هو أحد المقربين من "عشماوي"، الذي كان صديقا له أيضا في سلاح الصاعقة بالجيش المصري، قبل أن ينضم في 2011 إلى تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء بصحبة الإرهابي الآخر ويشكلان "خلية الوادي"، ويتخذا سويًا طريقًا أخر فور مبايعة "بيت المقدس" لداعش في أواخر عام 2014. كما ترددت أنباء عن أن سبب سوء تعامل الأجهزة الأمنية مع هذا الحادث هو عدم معرفة "الدليل" وهو احد الأشخاص الذين استعانت به سلطات الأمن للسير في الصحراء، بشكل كاف بطبيعة المكان، وهو ما أدى لهجوم المسلحين على القوات من منطقة جبلية تعلو الضباط والمجندين وتسببت في مقتل واصابة القوات. وفي سبتمبر 2015، شهد طريق الواحات بنطاق محافظة الجيزة أيضًا معركة دامية، بين قوات الأمن وإرهابيين، تمكن خلالها رجال العمليات الخاصة بالتنسيق مع قطاعات الأمن الوطني والأمن العام ومباحث الجيزة من تصفية 8 إرهابيين أثناء تبادل لإطلاق النيران أثناء مداهمة بؤرة إرهابية. وأيضا خلال شهر يونيو الماضي، وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد باعتزام بعض قيادات حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، عقد لقاء تنظيمي بطريق الواحات بدائرة مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة، وتم التعامل مع تلك المعلومات عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا وتعيين نقاط الملاحظة بالطريق المشار إليه لرصد العناصر المشاركة في اللقاء، وأسفرت عمليات التمشيط عن رصد سيارتين متوقفتين بالمنطقة، وحال اقتراب القوات منها بادرت العناصر المستقلة لها بإطلاق أعيرة نارية بكثافة تجاه القوات، ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وأسفرت عن مقتل قائد إحدى السيارتين. وبالانتقال إلى محافظة أسيوط فنجد أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، قد كشفت الأجهزة الأمنية عن وجود أعدادًا كبيرة من أعضاء تنظيمي " داعش " و " حسم " ، والنجاح في تصفيتهم بمناطق صحراوية عديدة، قبل تنفيذهم بعض العمليات الارهابية داخل البلاد، بينما تمكنت السلطات الأمنية من تصفيتهم باجمالي 33 إرهابيا. أبرز تلك الوقائع هي تصفية 13 إرهابيًا في الكيلو 74 بطريق أسيوط الخارجة، حيث واصلت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية جهودها بملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة بعد أن كشفت عمليات المتابعة ومعلومات قطاع الأمن الوطني عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بإحدى مزارع الاستصلاح الكائنة بالكيلو 74 بطريق أسيوط / الخارجة واتخاذهم من أحد المنازل بها مأوى مؤقت لهم بعيداً عن الرصد الأمني لاستقبال العناصر المستقطبة حديثاً لتدريبهم على استخدام الأسلحة، وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية. وفجر يوم 27 أكتوبر الماضي تم استهداف المزرعة المشار إليهاعقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا بمشاركة جميع أجهزة الوزارة المعنية وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة المحيطة بها فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة مما دفع القوات للتعامل مع مصدر النيران، وأسفرت عمليات التمشيط عقب السيطرة على الموقف عن العثور على عدد (13) جثة يرتدى بعضهم ملابس عسكرية، بالإضافة لضبط 2 حزام ناسف، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، وبعض الأوراق التنظيمية والكتب الدينية، كما أسفر التعامل عن وقوع بعض التلفيات بإحدى مدرعات قطاع الأمن المركزى المشاركة بالعملية. وفي شهر يوليو الماضى، نجحت الأجهزة الأمنية بأسيوط، في تصفية 6 من العناصر الإرهابية خلال تبادل لإطلاق الرصاص مع قوات الأمن فتم التعامل معهم ما أدى إلى مصرعهم والعثور على متفجرات معدة لأعمال إرهابية، بعد أن توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطنى تفيد اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية المعتنقة لأفكار تنظيم "داعش" من إحدى الشقق السكنية الكائنة بعمارات غير مأهولة بالسكان بنطاق مركز ديروط محافظة أسيوط، وكرا تنظيميا لهم والإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بنطاق محافظات الوجه القبلى. وعلى الفور تم التعامل مع تلك المعلومات وتحديد الوكر الذى يختبئ فيه العناصر وقامت القوات بمداهمته ، إلا أنهم حال استشعارهم باقتراب قوات الأمن بادروا بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، فتم التعامل معهم وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 6 عناصر إرهابية، وعثرت أجهزة الأمن، بحوزة العناصر الإرهابية على "أسلحة آلية- قنبلة دفاعية- 83 طلقة آلى- ملابس عسكرية- مطبوعات تثقيفية تحوى مفاهيم وشعارات التنظيم". كما تمت تصفية 7 إرهابيين متورطين فى استهداف دور العبادة المسيحية في شهر يونيو الماضي ، حيث تبين أنها عناصر شديدة الخطورة، ومتهمين باستهداف دور العبادة المسيحية، بمحافظاتالإسكندريةوالغربيةوالمنيا، وأكدت وزارة الداخلية أن الخلية التى تم ضبطها مسئولة عن تنفيذ عمليات العنف الأخيرة التى شهدتها البلاد ، وعثر بحوزتهم على أسلحة نارية، وأوراق تنظيمية، وملابس عسكرية، عقب اختباءها بمناطق صحراوية بذمام المحافظة. وقالت أجهزة الأمن فى أسيوط أنه بعد ورود معلومات عن تجمع بعض هؤلاء العناصر بإحدى مناطق الظهير الصحراوى الغربى لمحافظة الجيزة والوجهة القبلى واتخاذها وكرًا للاختباء وتلقى التدريبات البدنية والعسكرية على استخدام السلاح وإعداد المتفجرات تمهيدًا للاستمرار فى تنفيذ مخططاتهم الإرهابية الهادفة إلى ترويع المواطنين ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار بالبلاد، وعقب تمشيط المناطق الصحراوية تم رصد تمركز إحدى تلك المجموعات بمنطقة جبلية بالظهير الصحراوى الغربى بدائرة مركز منفلوط / محافظة أسيوط، واتخاذهم من إحدى الخيام مقرًا للإقامة، حيث تم استهدافها، إلا أنه حال استشعارهم باقتراب القوات قاموا بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة، ما دفع القوات للتعامل مع مصدرها وعثر بعمليات التمشيط عقب ذلك على عدد 7 جثث. وفي شهر أبريل الماضي تم تصفية 7 من عناصر تنظيم داعش الإرهابى، وإحباط مخططهم بالظهير الصحراوى الشرقى بقرية عرب العوامر التابعة لمركز أبنوب بأسيوط، وقالت المصادر الأمنية، إنه من خلال توافر المعلومات لدى قطاع الأمن الوطنى أن مجموعة من هؤلاء العناصر ممن يعتنقون فكر تنظيم " داعش " ، الهاربين من القضية رقم 385 / 2017 حصر أمن دولة عليا، والسابق ضبط عدد من المتهمين فيها، يتخذون إحدى المناطق الجبلية بأسيوط وكرًا لاختبائهم، وتجهيز العبوات المتفجرة تمهيدا لارتكاب سلسلة من الأعمال الإرهابية. وعند مداهمة الوكر بجبل عرب العوامر بمركز أبنوب، استشعرت العناصر الإرهابية باقتراب القوات، وأطلقوا الأعيرة النارية بكثافة، مما دفع القوات للتعامل معهم، مما أسفر عن مقتل سبعة عناصر. ويقول الدكتور محمد نبيه البدري، خبير الجغرافيا، ورئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة المنيا، إنه يتوجب على الدولة تغيير طريقة تفكيرها مع الصحراء الشاسعة التي نمتلكها، بما يأتي بثمار الأمن والامان علينا، إذ تبلغ مساحات الصحراء الغربية بمصر والتي تعد المصدر الرئيسي للارهاب لنا ما يقرب من 680 الف كيلو متر وهي مساحات كبيرة لن يسهل تأمينها بالكامل، بل يتوجب تنفيذ المشروعات القومية العملاقة بها، وبعض المجتمعات العمرانية، وبذلك الشكل يتم رصد العناصر الغريبة والارهابية بسهولة فور اقترابها من زمام المحافظات المختلفة، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة الفقر والجهل بمحافظات الصعيد خاصة الفيوموالمنياوأسيوط، جعل من صحراءها مقصدا لتوجه الشباب الى ليبيا بحثا عن الرزق، وهناك يتم اصطيادهم لدى الجماعات المتطرفة ودمجهم معهم والعودة فيما بعد كارهابيين يرتكبون العمليات المتطرفة مقابل الأموال، وقليلا منهم من يفعلها نظير التمسك بالدين وغيره. أضاف البدري ل " الموجز ": كيف لا يتم تدريس مادة الجغرافيا للضباط خلال فترة تدريسهم بالكلية، فتدريس تلك المادة وبعمق شديد هو امر واجب للتمكن من معرفة التعامل مع العناصر والجماعات الارهابية بالصحراء وغيرها من المناطق، مضيفا أنه أجرى عدة أبحاث عن الجغرافيا الأمنية وجغرافيا الجريمة، وطلب عدة مرات من مسؤولي الشرطة وأكاديمية الشرطة تدريسها أو شرحها للضباط بدون مقابل، إلا انه لم يستجب أحد بالشكل المطلوب له. وأردف البدري: حدودنا الغربية شديدة الخطورة ، إذ تكفي مسافة السير بسيارات الدفع الرباعي الحديثة مسافة 900 كيلو فقط للوصول إلى دولة ليبيا، وهو أمر يكشف مدى سهولة وصول العناصر التكفيرية والارهابية إلينا، خاصة أن هناك طرقا ودروبا كثيرة بالصحراء صلبة وتسير فيها السيارات بسهولة، ولا تكشفها الطائرات نتيجة وجود العديد من جبال بمحيطها، وفي نفس الوقت لا يمكن للطائرات ان تسير على مستوى منخفض خشية اطلاق النيران عليها. وشدد استاذ الجغرافيا على ضرورة تنفيذ مشروعات قرى الظهيرين الصحراويين الشرقي والغربي، والذي أعلنت عنه الحكومة منذ عدة سنوات ولكنه تعثر بسبب الأزمات المالية، وكذلك مشروع إستصلاح وزراعة المليون ونصف مليون فدان بالصحراء الغربية، وهو ما يتحول لصدادات في وجه الارهاب، وفي نفس الوقت يعد مكسبا اقتصاديًا للشباب ويخلق فرص عمل جديدة تمنعهم من التوجه للدولة غير المستقرة أمنيًا.