تحت رعاية وزارة الصحة المصرية، عقدت شركة "بوهرنجر إنجلهايم"، شركة الأدوية الألمانية الرائدة والتي تعد واحدة من أكبر 20 شركة دوائية على مستوى العالم، مؤتمرًا صحفيًا على هامش "مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الخامس للسكتة الدماغية". عرض المؤتمر الصحفي أهم إنجازات المشروع القومي لعلاج السكتة الدماغية على نفقة الدولة، وهو برنامج ترعاه الدولة بالتعاون مع شركة "بوهرنجر إنجلهايم". وقد تم إطلاق البرنامج في يونية 2016 بهدف خفض عدد الوفيات ومواجهة المضاعفات الصحية لحالات الإصابة بالسكتة الدماغية وتخفيف العبء الاقتصادي الناجم عن حالات الإعاقة أو الموت التي يسببها هذا المرض. بمناسبة اليوم العالمي للسكتة الدماغية، يسعى المؤتمر لرفع الوعي حول أهمية كل ثانية لإسعاف المريض بعد التشخيص وأهم الممارسات التي ينبغي إتباعها لإنقاذ مرضى السكتات الدماغية. فقد احتلت السكتات الدماغية المركز الثاني بين الأمراض المسببة للوفاة في مصر، وفقًا لبيان منظمة الصحة العالمية. و صرح الدكتور مجد فؤاد زكريا أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس و رئيس المشروع القومي لعلاج السكتات الدماغية علي نفقة الدولة "في خلال عامي 2016-2017، نجحت وزارة الصحة المصرية بالتعاون مع "بوهرنجر إنجلهايم" في زيادة عدد المستشفيات التي تقدم علاج السكتة الدماغية بنسبة 57% ، وزيادة وحدات علاج السكتة الدماغية بأكثر من 200%، وبالتالي أصبحت مصر تحتل المركز الأول في عدد وحدات علاج السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما يوجد في مصر أعلى معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية على المستوى الإقليمي". بنهاية عام 2018، نهدف إلى افتتاح 53 وحدة جديدة لعلاج السكتات الدماغية في كافة أنحاء البلاد. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج القومي لعلاج السكتة الدماغية يغطي حاليًا 17 محافظة ويهدف إلى الوصول إلى 27 محافظة خلال هذه الفترة. وقال الدكتور هاني عارف، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس و رئيس المؤتمر "أثبت العلاج الجديد أنه أكثر العلاجات فعالية؛ حيث يقلل بشكل ملحوظ من المضاعفات التي تسببها السكتة الدماغية وينقذ الكثير من الأرواح. يظهر في مصر حوالي 270,000 حالة إصابة بالسكتة الدماغية كل عام مرجعاً للنسب العالمية. لقد قمنا حاليا بالكثير من الإنجازات والأوراق البحثية لتحسين إدارة السكتة الدماغية في مصر بالتعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية. ومع ذلك، فإننا لا تزال نواجه الكثير من التحديات من ضمنها تدريب المهنيين الرعاية الصحية و الأطباء باللإضافة الى الوعي و وصول المرضى الى المستشفيات في وقت متأخر". وفي سياق متصل، قال دكتور محمد الضبابي، المدير العام و رئيس قسم الأدوية البشرية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط وإفريقيا في بوهرنجر إنجلهايم "نحن فخورون بإنجازات البرنامج القومي لعلاج السكتة الدماغية في مصر. ويعتبر الدعم الذي قدمته وزارة الصحة جزءًا لا يتجزأ من نجاح البرنامج. ونتعاون حاليًا مع الوزارة وكافة الأطراف المشاركة للاستفادة من هذه الإنجازات ليس في زيادة عدد وحدات علاج السكتة الدماغية في جميع أنحاء مصر فحسب، ولكن أيضًا في تقليل وقت التدخل الطبي (معدلات انحلال التجلط) حتى ننجح في إنقاذ أي شخص يتعرض للإصابة بالسكتة؛ حيث تعتبر السكتات من أهم مسببات الوفاة في مصر وأصبحت تشكل تحديًا للصحة العامة ونحن نسعى لتغيير ذلك." تعتبر برنامج أنجيلز مبادرة "بوهرنجر إنجلهايم" لعلاج السكتات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تقام في إطار برنامج عالمي لتعزيز إدارة وتداعيات الإصابة بالسكتات الدماغية، مبادرة إقليمية جديدة بالتعاون مع أطباء المخ والأعصاب والمتخصصين الإقليميين بهدف تطبيق بروتوكول يسهل من الرعاية الحرجة في كافة دول الخليج المنطقة و تحت شعار "لأن ثانية واحدة قد تجنبك مضاعفات السكتة الدماغية". تدعم مبادرة علاج السكتات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأطباء من خلال برنامج "تدريب المدربين" التعليمي لإدارة هذا المرض، والذي قدم التدريب لألف طبيب حتى الآن في مصر ويستهدف البرنامج تدريب 800 طبيب بنهاية عام 2018. ويعتبر الأطباء الحاصلون على التدريب مؤهلين لتدريب أطباء آخرين في مستشفياتهم، مما يحدث تأثيرًا قويًا وممتدًا فيما يتعلق بنقل المعرفة. وأضاف الدكتور محمد الضبابي "من خلال الخبرة التقنية والفنية المتقدمة التي تتمتع بها "بوهرنجر إنجلهايم"، نحن حريصون على دعم البرنامج القومي لعلاج السكتة الدماغية في مصر، ولهذا السبب ضاعفنا عدد وحدات علاج السكتة الدماغية ثلاث مرات خلال عامي 2016-2017. ونهدف إلى وصول معدل انحلال التجلط في مصر إلى المستوى العالمي وهو متوسط من 18 إلى 20 %." وقد ناقش أطباء المخ والأعصاب خلال المؤتمر تقنيات العلاج الفوري بمجرد ظهور المرض لإنقاذ أرواح المرضى، وتقليل الوقت المستغرق بين دخول المريض المستشفى وبدء تلقي العلاج، وتحسين نتائج العلاج بين حالات الإصابة. ويمكن أن تشمل أعراض المرض تنميل مفاجئ أو شعور بضعف في الوجه، أو الذراعين، أو الرجلين في أحد جانبي الجسم، بالإضافة إلى صعوبة النطق، واعتلال الرؤية، واختلال التوازن، والصداع الشديد. وأكد الخبراء على طريقة F.A.S.T (عاجل) لتذكر الأعراض المفاجئة للسكتة، وهي تنميل الوجه، وضعف الذراع، وصعوبة النطق، ووقت طلب المساعدة. كلما زاد الوقت المستغرق قبل علاج السكتة الدماغية زادت فرصة حدوث تلف في المخ بسبب المرض. ويزيد التدخل الطبي السريع بعد ظهور الأعراض مباشرة من فرصة إنقاذ حياة المريض وجدوى إعادة تأهيل المريض. وتهدف المبادرة إلى زيادة وحدات علاج السكتات الدماغية داخل المستشفيات لتقليل أعباء الإعاقة التي قد تسببها السكتات من خلال تحسين مستوى وسرعة الرعاية التي يقدمها الفريق الطبي. كما يقلل التشخيص السريع والتدخل الطبي الفوري (أقل من 60 دقيقة والمعروفة بالساعة الذهبية) من فرص حدوث مضاعفات. كما يمكن أن يقلل توافر وحدات علاج السكتة الدماغية في المستشفيات بالإضافة إلى وجود طاقم طبي مؤهل وفريق تمريض متخصص وغيرهم من المساعدين الحاصلين على التدريب اللازم والخبرة الكافية في علاج السكتات من الوقت اللازم للعلاج.