متى يعود ديفيد جوفرين السفير الاسرائيلى إلى القاهرة ؟ ولماذا غادرها أصلا منذ 9 شهور ؟ هذه القضية كانت المحور الأساسى فى الأوساط الرسمية اليهودية حيث عقدت الاجتماعات فى الحكومة و الكنيست و كتبت العديد من التقارير فى الصحف . وعلى الرغم من أن الخارجية الاسرائيلية لم تعلق على القضية و لم تصدر يبانا رسميا حتى الآن فإنها تركت الحبل على الغارب للمسئولين و جماعات الضغط فى تل أبيب لنشر الأكاذيب ضد القاهرة فتارة يزعمون أن السفير عاد إلى تل أبيب خوفا على حياته بعد تعرضه لتهديدات من جماعات إرهابية فى القاهرة و تارة أخرى يزعمون أن نتنياهو دخل فى خلاف عنيف مع الرئيس السيسى بعد تقارب مصر مع حماس . فى غضون ذلك قالت مصادر ل "الموجز" , إن هناك بالفعل خلافات بين القاهرة وتل أبيب حول عدد من الملفات وأن القاهرة استنكرت بشدة مؤامرة سحب السفير والادعاءات التى رددتها اسرائيل لذلك امتنعت الخارجية المصرية عن الرد على أسباب رحيل السفير الاسرائيلى و اكتفت بتصريح متحدثها الرسمى الذى أكد أن السفير غادر دون إخبار مصر. الحديث عن عودة عمل السفارة بالقاهرة مجددا بدأ يتردد بكثرة خلال الآونة الراهنة, وهو ما كشفت النقاب عنه صحيفة هارتس الإسرائيلية , التى أكدت فى تقرير أعدته مؤخرا , زعمت فيه أن عددا من المسئولين الإسرائيليين اجتمعوا مع قيادات مصرية لمناقشة مسألة إعادة فتح السفارة بالقاهرة، لافتة إلى أن المحادثات تركزت على تحسين أمن السفارة بعد أن تم إجلاء موظفيها في ديسمبر الماضي . وقالت الصحيفة إن الوفد الاسرائيلي وصل إلى القاهرة الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين حول الترتيبات الأمنية لإعادة فتح السفارة الإسرائيلية ،التي أغلقت منذ ما يقرب من 9 أشهر،ونقلت عن المسئولين الإسرائيليين قولهم إن المحادثات حققت تقدما جيدا ،ما قد يعني أن السفير ديفيد جوفرين سيعود قريبا إلى القاهرة. وأشار المسئولون إلى أن الوفد الإسرائيلي ضم ممثلين عن جهاز الأمن الداخلي ( شين بيت) ، وكذلك وزارة الخارجية ،حيث التقوا بمسئولين من المخابرات المصرية ، وأجهزة الأمن المختلفة. وكشف المسئولون أن هذه المحادثات جاءت في إطار عدة جولات جرت حول مسألة إعادة فتح السفارة في الشهورالأخيرة،حيث أوضحوا أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية تم التوصل إلى تفاهمات من حيث المبدأ ،حول تعزيز الترتيبات الأمنية حول مقر السفارة، وجاء الاجتماع الأخير ليترجم هذه التفاهمات إلى إجراءات أمنية على أرض الواقع. ووفقا لأحد المسئولين الإسرائيليين الذين حضروا الاجتماع فإن هناك تقدما إيجابيا في المحادثات ، مؤكدا أن هناك ترحيبا من الجانبين بقرار عودة السفير الإسرائيلي للقاهرة ،إلا أنه لا يمكن التأكد من الأمر إلا بعد وصول "جوفرين" إلى مصر. ونقلت هارتس عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نهشون رفضه التعليق على القضايا المتعلقة بأمن مكاتب التمثيل الدبلوماسي أو المبعوثين الإسرائيليين في الخارج ووفقا للصحيفة الإسرائيلية فإن وزير الخارجبة الإسرائيلي ياريف ليفين أرسل مندوبة عنه هي ميراف ميخائيل من الاتحاد الصهيوني لترد على الأسئلة بشأن السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وكانت قد قدمت الاستعلام 5 يوليو الماضي ،عقب نقاش للجنة الفرعية للجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست بشأن المسائل الاستخباراتية . ونقلت هارتس عن ليفين قوله إنه تم إجلاء السفارة لأسباب أمنية فقط،كما أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات لمسئولي الدفاع لإعادة موظفي السفارة إلى القاهرة في أقرب وقت ممكن بمجرد حل القضايا الأمنية. وأوضح ليفين أنه خلال الأشهر الماضية منذ إجلاء موظفي السفارة كان مسئولو وزارة الخارجية وكبار مسئولي الدفاع يعملون مع مسئولي الأمن المصريين لحل القضايا الأمنية ،ويبدو أن هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها وأن القضية على وشك الحل بشكل يسمح بعودة السفير وموظفيه إلى القاهرة . وقالت هآرتس إن إجلاء موظفي السفارة الإسرائيلية في ديسمبر ،أثار مخاوف داخل وزارة الخارجية من تآكل معاهدة السلام مع مصر، الأمر الذي أدى إلى مناقشة الأمر قبل بضعة أسابيع من قبل لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالكنيست. كما نقلت هآرتس عن عضوة الكنيست كسينيا سفيتلوفا من الاتحاد الصهيوني عن قلقها من أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تجري فى نطاق ضيق . وأضافت سفيتلوفا في رسالة إلى رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست آفي ديشتر, ورئيس اللجنة الفرعية،روبرت إيلاتوف , أن غياب السفير الإسرائيلي عن مصر يفسر من قبل الكثيرين على أنه تخلي من قبل تل أبيب عن سفارتها في القاهرة ،موضحة أن عدم القدرة على دفع العلاقات التجارية أو الدبلوماسية من هناك يترك هذا المجال فارغا. وأبدت مصادر إسرائيلية تخوفها من أن جميع أبعاد العلاقات مع مصر آخذة في التدهور أكثر مما هي عليه في المجال الأمني ، وشددوا على أن العلاقات مع مصر لا يمكن أن تستند فقط على المصالح الأمنية. فضلا عن ذلك أعرب مسئولون من الجيش ووزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيليتين عن قلقهم إزاء حالة العلاقات مع مصر ،إلا أنهم اتفقوا على ضرورة أن تعمل تل أبيب على إعادة فتح السفارة والعودة إلى حالة العلاقات الدبلوماسية والمدنية والاقتصادية مع مصر ،حتى لا يقتصر الأمر على العلاقات الأمنية فقط. وقال ممثلو مجلس الأمن القومي, إنهم يدركون أن هناك العديد من عناصر العلاقة بين إسرائيل ومصر وينبغي توسيعها،لكن فيما يتعلق برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن العلاقات الدبلوماسية والمدنية مع مصر تمثل أولوية أقل بالنسبة له من العلاقات الأمنية. وقال مصدر مطلع في الاجتماع إن ممثلي مكتب رئيس الوزراء قالوا إن العلاقات الأمنية مع مصر جيدة. وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت قد أعدت تقريرا حول هذا الأمر في مايو الماضي ،زعمت فيه إن السفير ديفيد جوفرين والدبلوماسيين الإسرائيليين يعملون من القدس منذ شهور بسبب الوضع الأمني الحساس في مصر. وأشارت إلى أن الدبلوماسيين الإسرائيليين تم إبلاغهم بأن الأجور الإضافية التي يحصلون عليها للعمل في الخارج قد تم إلغاؤها بأثر رجعي على مدى الشهور التي قضوها في العمل داخل إسرائيل. وأكدت الصحيفة حينها أن السفارة لم تجدد عقود عمل 30 موظفا محليا، يعملون في سكرتارية السفارة وسائقين وعمال صيانة، عقب إغلاق السفارة، كما أن عقد إيجار المبنى الذي تتواجد فيه السفارة الإسرائيلية ويقيم فيه السفير في حي المعادي بالقاهرة، لم يتم تجديده أيضا منذ أن تم إجلاء الموظفين.