أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إلى أن القيادة الإسرائيلية تولي اهتمامًا بالغًا للعلاقات الأمنية مع القاهرة أكثر من قضية عودة السفير الإسرائيلي، حيث لفت التقرير إلى أن مسؤولون، في الجيش ووزارة الخارجية، أعربوا عن قلقهم إزاء الأضرار التي لحقت بالعلاقات المصرية الإسرائيلية بسبب غياب الممثل الدبلوماسي الإسرائيلي ديفيد جوفرين منذ ثمانية أشهر. وبحسب التقرير، كشف أعضاء من مجلس الأمن القومي، الشهر الماضي، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع القاهرة، وذلك على هامش جلسة استماع أمام لجنة الشئون الخارجية بالكنيست، رغم اتفاق مسئولون في وزارة الاقتصاد وضباط الجيش مع وزارة الخارجية الإسرائيلية على أن الوضع الراهن يثير قلق، حيث أعرب المسئولون على ضرورة إعادة فتح السفارة، واستئناف جسور التواصل مع مصر في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية. كما أضافت الصحيفة الإسرائيلية أن جلسة اجتماع اللجنة الفرعية للشئون الخارجية بالكنيست تمت بناءً على طلب عضو الكنيست كسينيا سفيتلوفا، الذي بعث رسالة، في يونيو الماضي، إلى آفي ديشتر وروبرت إيلاتوف رئيسي لجنة الكنيست واللجنة الفرعية للشئون الخارجية، معبرًا عن قلقه إزاء تدهور العلاقات بين مصر وإسرائيل، والتي أصبحت تقتصر على اتصالات بين ضباط الجيش من الجانبين، والمحادثات التي أجراها مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق مولهو مع مسؤولين مصريين. ومن المعروف أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة لا تزال خالية من الدبلوماسيين والموظفين الإسرائيليين، وذلك بعد إخلائها وإعادة الدبلوماسيين والموظفين والسفير دافيد جوفرين إلى تل أبيب، لأسباب أمنية، منذ نهاية عام 2016. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن ممثلون عن مجلس الأمن القومي حضروا جلسة الكنيست، علاوة على مسئولين من الجيش ووزارتي الاقتصاد والتجارة الإسرائيلية، حيث صرح عضو الكنيست أن الكثيرين يفسرون غياب الممثل الدبلوماسي الإسرائيلي عن القاهرة يعكس عجز الحكومة الإسرائيلية في تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية. ووفقًا للتقرير، قال مسؤولون بوزارة الخارجية الإسرائيلية إنهم يشعرون بانخفاض ملحوظ في مدى العلاقات مع مصر، باستثناء ما يتعلق بالقضايا الأمنية، مضيفين أن العلاقات الاسرائيلية المصرية يجب أن لا تقتصر على القضايا الأمنية فقط. ورغم مخاوف مسئولي الجيش والخارجية الإسرائيلية، نقلت مصادر مطلعة عن جلسة الكنيست قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي راض عن العلاقات مع مصر، حيث أكد أعضاء مجلس الأمن القومي أن العلاقات مع مصر تسير بشكل جيد، لاسيما وأن العلاقات مع الجيش المصري تمثل حجر الزاوية للعلاقات مع القاهرة، ودلك حسبما نقلت صحيفة "هآرتس". وقالت "هآرتس" إن اسرائيل طلبت من مصر نقل مقر السفارة، منذ اربعة اعوام، حيث كان الدبلوماسيون الاسرائيليون يقومون بأعمالهم في منزل السفير الإسرائيلي ديفيد جوفرين بالقاهرة، منوهة إلى أن قوات الأمن الإسرائيلية والمصرية يناقشون إجراءات أمنية من شأنها أن تمكن السفير الإسرائيلي وفريقه من العودة إلى القاهرة، كما ألقى التقرير باللوم على الجانب المصري، الذي يرفض اتخاذ خطوات جادة لاعادة فتح السفارة أبوابها. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الاتصالات بين وزارة الخارجية مع الحكومة المصرية كانت تقتصر على المحادثات مع السفير المصري في تل أبيب وفريقه، لافتة إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض التعليق على ما جاء في التقرير. يشار إلى أن وقوع اقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، 10 سبتمبر 2011، أدى إلى توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، عندما تظاهر آلاف المصريين أمام مبنى السفارة الإسرائيلية في الجيزة، احتجاجا على مقتل جنود مصريين على الحدود الإسرائيلية المصرية في أغسطس 2011.