فجر الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والتعليم الفني، مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيده أن الوزارة بصدد إلغاء نظام الثانوية العامة , وأوضح أنه يتم دراسة البدائل التي تمكن من إلغاء نظام امتحانات الثانوية العامة، وإلغاء نظام التنسيق الذي من شأنه أن يحول تركيز الأسرة من المنافسة؛ للحصول على أعلى مجموع إلى المنافسة؛ وأفضل تجربة تعليمية حقيقية لأبنائهم، على أن يتم ابتكار وسيلة تشبه التقدير العام المعمول به بالجامعات، والقياس عليه؛ للقبول بكليات ومعاهد التعليم العالي. وأكد أنه يسعي لبناء نظام تعليمي جديد يعتمد على زيادة الاستثمار في مجال التعليم، ويهدف لتزويد الطلاب بالمعارف المطلوبة، وتنمية قدراتهم التنافسية، مع توفير بيئة مدرسية آمنة، ومجتمع متماسك؛ تحقيقًا لمبدأ "مجتمع التعلم" وصولًا إلى تخريج متعلم ومتدرب قادر على التفكير، يحترم الاختلاف، ويقبل الآخر، ويستطيع أن ينافس مع الكيانات الإقليمية والعالمية، وذلك في ضوء رؤية مصر 2030. وكشف وزير التعليم أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تطبيق أساليب جديدة في التدريس والتقويم، وتغيير النظرة إلى التعليم قبل الجامعي من مجرد وسيلة للالتحاق بكليات القمة لرحلة تعليمية ممتعة بعيدة عن ضغوط الامتحانات، والتنافسية على المجموع، بحيث يتمكن الطالب فيها من بناء مهاراته وقدراته على البحث والتحليل، والتفكير الناقد، وصقل شخصيته، وتحقيق استقلاليته الفكرية، وتشكيل وعيه القومي، بما يمكنه من أداء دوره في تنمية اقتصاد مصر، واستدامة نتائج هذه التنمية. وأضاف أن الوزارة تعطى الأولوية لإطلاق الطاقات الإبداعية للطلاب من خلال دمج التكنولوجيا في عمليتى التعليم والتعلم، وتنفيذ ممارسات تعليمية مبتكرة ومخططة بعناية، إلى جانب تطويرِ مهاراتِ المعلمينَ فى طرائق التدريس؛ وتمكينهم من مواكبةِ التطورِ العالميِّ، إلي جانب تحسينِ مخرجاتِ العمليةِ التعليميةِ، والاستثمارِ الأمثلِ لهَا في التنميةِ البشريةِ، وفتحِ قنواتِ الاتصال بينَهم وبينَ مُتغيراتِ ومستجداتِ أنظمةِ التعليمِ فِي العالمِ؛ بحيثُ تكونُ أساسًا لتنميةٍ مهنيةٍ مستديمةٍ لهم،إلى جانب استخدام استراتيجيات تدريس قائمة على التعلم النشط؛ بهدف إكساب أبنائنا الطلاب مهارات القرن الحادى والعشرين. وذكر شوقى أنه يتم حاليًا دراسة تطبيق استراتيجيات تعتمد على الطالب في التعليم الذى هو محور العملية التعليمية، ومن بينها استراتيجية الفصل المقلوب، والتي تهدف لتعليم الطالب كيفية البحث عن معلومات تخص موضوعات الدروس، قبل أن يناقشها المعلم داخل الفصل، وفي هذه الحالة سيتحول دور المعلم إلى الميسر والمناقش والمرشد بدلًا من الملقن والشارح، وسيتعلم الطالب مبادئ التعلم الذاتي والاعتماد على النفس. وقال "شوقي" خلال مؤتمر "المعلمين أولا" الذى عقد الأسبوع الماضى : "عندما تكبروا لن تجدوا "ثانوية عامة"، ووجه كلماته لبعض طالبات الصف الثاني الإعدادي "أقدر اقول لكم بثقة كده أنكم لما تكملوا مش هاتدخلوا ثانوية عامة ماتقلقوش لا على امتحانات ولا على دروس، ماتركزوش إلا في فكرة بتحبوا إيه وعايزين تتعلموا إيه وعايزين تبقوا ايه .. مفيش علقة امتحانات والمهم تبقوا شطار بس". وكان طارق شوقي عقب توليه وزارة التعليم خلفا للدكتور الهلالي الشربيني أكد أن حصول الطالب علي نسبة 100%بالامتحانات ليس دليل علي مهارته في الدراسة، معلقا"على أيامنا كان الامتياز من 85% ولا يحصل عليه إلا 2 في الدفعة، لكن احنا غيرنا قيمة الأرقام في الفترة الحالية". وأشار إلي أن السباق الآن أصبح الحصول علي المجموع المرتفع وليس التعلم نفسه، ووعد بإخفاء كلمة المجموع من قاموس التعليم خلال العامين القادمين، مشيرا إلي أنه يوجد طريقة أخري تشبه نظام التقدير العام الذى يتبع في الجامعات، وتقاس التقديرات وفقا لما تطلبه كل جامعة. تصريحات "شوقى" أثارت جدلا كبيرا بين أولياء الأمور وخبراء التعليم , حيث أكدت منى أبو غالي مؤسسة جروب التعليم أمن قومي ,أن تصريحات الوزير الخاصة بنظام الثانوية العامة لازالت غير محددة ولا تكشف عن رؤية واضحة، متسائلة هل سيتم تحديد نسبه محددة للمجموع، وهل الالتحاق بأى كلية متوقف علي امتحان القدرات ولا أهمية للمجموع.، مشيرة إلي أن المشكلة الأساسية تكمن في آلية التنفيذ. وأوضحت أن هناك تخوفا كبيرا لدي الطلاب وأولياء الأمور من فكرة امتحان القدرات لأننا في بلد يحكمها الرشاوي والمحسوبية وتوريث المناصب، ووجهت سؤالا لوزير التعليم , كيف ستقضي علي المحسوبية والرشاوى ليحصل كل طالب علي حقه؟. وأكدت أن التنسيق حتى الآن هو القناة الشرعية لأى فئة من الطلبة لا تعتمد الا علي الاجتهاد بصرف النظر عن بعض التجاوزات، مطالبه الدكتور طارق شوقي بطرح فكرته للحوار المجتمعى وتقبل الرأى والرأى الآخر، والإجابة عن التساؤلات والتخوفات التى تدور بأذهان الطلاب وأولياء الأمور. وفى السياق ذاته أصدر ائتلاف "تحيا مصر بالتعليم" بيانا للتعليق علي تصريحات الوزير قال فيه: " نحن نؤيد أي فكر جديد يساعد على تطوير المنظومة ويعتمد على الكيف وليس الكم، ولكن أولياء الأمور والطلبة متخوفين من آلية التنفيذ فقط". وأضاف البيان أن اختبار القدرات عمل جيد ولكنه يحتاج إلى دراسة جيدة وضمانات تبعد أصحاب الضمائر الخربة من العبث بمستقبل الطلاب، لأنه لازال هناك الرشوة والمحسوبية والواسطة، وكل الخوف أن يصبح هناك سوق سوداء لاجتياز إختبار القدرات.