"أقدر أقول لكم بثقة كدة انكم لما تكملوا مش هاتدخلوا ثانوية عامة، ماتقلقوش لا على امتحانات ولا على دروس، ماتركزوش إلا في فكرة بتحبوا إيه وعايزين تتعلموا ايه وعايزين تبقوا ايه.. مفيش علقة امتحانات والمهم تبقوا شطار بس". بهذا الخطاب توجه وزير التعليم الدكتور طارق شوقي، للطلاب الدارسين بالصف الثاني الإعدادي هذا العام، مشيرا إلى إلغاء نظام الثانوية العامة من التعليم واعتماد نظام جديد من المفترض فيه أن يتم التحول إلى الإبداع والابتكار والاستمتاع بالتعلم، بدلا من نظام التلقين والحفظ القائم حاليا، وهو ما أثار ردود فعل متباينة، خاصة أن الحديث عن تعديل نظام الثانوية العامة ليس جديدا، بل هو موضوع دائم للحديث مع اقتراب موسم الامتحانات كل عام. تصريحات الوزير بالأمس جاءت في إطار الحديث عن اهتمام الوزارة بالتعليم باعتباره المدخل الحقيقي للتقدم، ولأن الطلاب هم عماد المستقبل وأنهم الذين سيقودون مصر إلى الأفضل، فيما أشار الوزير إلى أن التعليم لا يعود بالنفع على الطالب فقط، ولكنه يعود أيضًا على المعلم، والمجتمع والدولة ومختلف المهن. الدكتور محمد إبراهيم، الخبير التربوي، قال إن تصريحات الوزير حول الثانوية العامة شأنها شأن تصريحات الوزاراء السابقين، تعبر عن محاولات لإقناع القيادة السياسية بأن الوزير سيبتكر نظاما يقضي على مشاكل الثانوية العامة، وذلك بهدف البقاء لأطول وقت ممكن في المنصب. وأضاف أنه منذ قدوم الدكتور طارق شوقي وزيرا للتعليم صدرت عدة تصريحات توضح أن المنظومة التعليمية في مصر تدار" بالكلام" بداية من تصريحه عن السعادة في التعليم المصري، ووصولا إلى المناهج ذات النظارات الثري دي، ونهاية بنظام الفصل المقلوب، مشيرا إلى أن التعليم في مصر بشكل عام والثانوية العامة بشكل خاص أصبحت بالفعل حقل تجارب لوزراء التعليم. فيما رأى الدكتور علي إبراهيم، الخبير التربوي، أن كثرة الحديث عن الإلغاء والإبقاء على نظام الثانوية العامة له تأثير سلبي على الطلاب والأهالي خاصة أن هذه المرحلة من التعليم تمثل عنق الزجاجة للطلاب وأولياء الأمور، والحديث عنها بأي نوع يصيبهم بمخاوف كبيرة ويحدث حالة من الارتباك، لا سيما حين تتزامن مع قرب موعد الامتحانات.