استقبل المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور محمود فكري وفداً رفيع المستوى من جامعة الأزهر يترأسه رئيس الجامعة الدكتور أحمد حسني طه. وتأتي الزيارة في إطار الفريق الاستشاري الإسلامي مع الأساتذة الجامعيين والخبراء الصحيين وعلماء الدين الإسلامي لمراجعة دليل تدريب الطلاب الوافدين للقضاء على مرض شلل الأطفال ونشر الوعي حول أهمية تطعيم الأطفال وتشجيع المبادرات ذات الأولوية المتعلقة بصحة الأمهات والأطفال. كانت قد أسست شراكة بين الفريق الاستشاري الإسلامي والمركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الازهر، بهدف تدريب الطلبة الوافدين من البلدان ذات الأولوية (باكستان وافغانستان ونيجيريا والصومال) لتبديد الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تعرقل عمل فريق التطعيم في المناطق عالية المخاطر داخل بلدانهم. وقد عقد اللقاء على مدار اليومين الماضيين في مقر المكتب الإقليمي في القاهرة من أجل مراجعة مسودة دليل التدريب وإبداء الآراء حولها والموافقة عليها قبل البدء في عقد الدورات التدريبية للطلاب. الفريق الاستشاري الإسلامي هو شراكة تجمع بين الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية، إلى جانب أخرى من علماء الدين والخبراء التقنيين والأكاديميين، حيث أطلق الفريق الاستشاري الإسلامي في 2013، ليجمع بين صحيح الدين والمعلومات التقنية الدقيقة ذات الصلة بالتطعيمات ضد شلل الأطفال وعرضها على جمهور الناس المعنيين بالأمر. وشلل الأطفال مرض فيروسي يصيب غالباً الأطفال بالشلل، وقد يودي بحياة بعض منهم. وقد عرف هذا المرض منذ آلاف السنين. وخلال جمعية الصحة العالمية التي عقدت عام 1988، وضع وزراء الصحة بالدول الأعضاء بالمنظمة هدفاً لاستئصال شأفة هذا المرض وكانت التقديرات تشير في هذا الحين إلى أن عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال يبلغ 350 ألف حالة في 125 بلداً. واليوم وصلت الإصابة بالمرض إلى أدنى معدلاتها، حيث لم يسجل سوى 37 حالة في 2016 في باكستان وأفغانستان ونيجيريا وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 99.9 % عن معدلات الإصابة عام 1988. بيد أنه قد ثبت أن استئصال شلل الأطفال في الدول الثلاث التي لايزال يتوطن فيها يمثل تحدياً يتطلب من كافة الشركاء المعنيين بذل جهود خاصة. ومن بين هذه الجهود مواصلة التطعيم في البلدان المعرضة للخطر مثل الصومال التي أبلغت عن آخر حالة للإصابة بالمرض في آب/أغسطس 2014. وفي حالة تكللت هذه الجهود بالنجاح، سيكون استئصال شلل الأطفال هو المرة الثانية في تاريخ البشرية التي استطاع العالم استئصال أحد الأمراض السارية من خلال الجهد البشري. وكانت المرة الأولى عندما أعلن استئصال مرض الجدري من العالم عام 1980 بعد مبادرة عالمية قادتها منظمة الصحة العالمية. وشلل الأطفال، خلافاً لغيره من الأمراض، يمكن استئصاله إذ لا ينتقل عن طريق ناقل، وهو يصيب البشر فقط ولا يستطيع الفيروس المسبب له الحياة طويلاً في البيئة كما أن له لقاح مأمون وناجع.