أثارت محاولة رئيس تركيا أردوغان وأنصاره الترويج للدستور الجديد بين الجاليات التركية داخل دول الاتحاد الأوروبي غضب دول ألمانياوالنمساوهولندا. قال وزير خارجية النمسا سباستيان كورتز إن قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأعمال دعائية بهدف الترويج للاستفتاء المقرر في شهر أبريل المقبل لتوسيع سلطاته الرئاسية ليس محل ترحيب داخل النمسا. ونقلت قناة (روسيا اليوم) الناطقة باللغة الإنجليزية عن وزير الخارجية النمساوي قوله اليوم "إن إقدام أردوغان بالترويج لهذا الاستفتاء من شأنه أن يؤدى إلى زيادة حدة الاحتكاكات داخل النمسا ، فضلًا عن عرقلة عملية اندماج المواطنين من ذوي الأصول التركية الذين يقدر عددهم بنحو 360 ألف شخص في المجتمع النمساوي. وأضاف كورتس"إجراء حملات انتخابية في النمسا من جانب أردوغان ليس محل ترحيب ، غير أنه بمقدور الرئيس التركي - مثل أية شخصيات سياسية أجنبية أخرى - إجراء محادثات مع كبار المسئولين في أوروبا والنمسا". وانتقد نائب رئيس وزراء تركيا نعمان قورتولموش تصريحات وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس، وأكد أن الاستفتاء لا يخص السينما. ألمانيا وألغت مدينة جاجناو بولاية بادن-فورتمبرج، جنوب غربي ألمانيا، فعالية يشارك فيها وزير العدل التركي "بكر بوزداغ" في إطار حملة لحشد تأييد الجالية التركية لتعديل دستوري في بلاده من شأنه توسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان. وعلى إثر ذلك، ألغى الوزير التركي لقاءً كان مقررًا مع نظيره الألماني هايكو ماس. كانت أنقرة استدعت السفير الألماني لديها على خلفية إلغاء اللقاء الذي كان سيجمع "بوزداغ" وأبناء جاليته في ألمانيا. نقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول" عن وزير العدل التركي "بكر بوزداغ" قوله اليوم السبت خلال إحدى الفعاليات في مدينة يوزجات وسط تركيا: "التصرف الذي تم اتخاذه ضدنا كان فاشيًا، وينتهك القيم الديمقراطية، إنه يضرب بالدستور الألماني ومواثيق حقوق الإنسان الملتزمة بها ألمانيا عرض الحائط". ووصف الرئيس الألماني، "يوآخيم جاوك"، في وقت سابق السجال الدائر بين ألمانياوتركيا بشأن تنظيم لقاءات لمسؤولين أتراك بالجالية التركية داخل ألمانيا للترويج للاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي تعتزم الحكومة التركية تنظيمه، بأنه يمثل "معضلة". وقال "جاوك" خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيللين إن بإمكانه تفهم جميع من يقولون إنه لا يصح تقديم منصة لعرض سياسة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولكن على المرء أن يواصل المباحثات مع حكومة دولة حليفة، تمثل "مرساة للاستقرار" في إطار وضع شديد الاضطراب، فضلًا عن أن هناك اتفاقات مع تلك الدولة بشأن سياسة اللاجئين، بحسب قول جاوك. هولندا من جهتها أيضا أعربت الحكومة الهولندية عن عدم رغبتها في انعقاد تجمع مؤيد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة روتردام السبت المقبل. وقال مارك روت رئيس وزراء هولندا أن بلاده ليست مكانا لحشد مسيرات تابعة للدول الأخرى" وأضاف على حسابه على "فيس بوك" "لن نتعاون مع هذا، ونجد هذا غير مقبول، ونعتقد أن الفضاء الهولندي العام ليس مكانا للحملات السياسية في الدول الأخرى". تركيا وانتقدت تركياالنمسا للكيل بمكيالين، والنهج غير المسؤول التي اقتربت فيه من حملة أردوغان. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية أننا لا نقبل التعليقات غير المسؤولة التي تتجاوز حدودها، ووصف تصرحات خارجية النمسا بأنها مثال جديد على الانحياز وازدواجية المعايير.