يعد الدكتور عبد الكريم نايك أحد أشهر دعاة الإسلام فى العالم الغربى حتى لقبه البعض ب "ديدات الكبير" نسبة إلى العالم الشهير أحمد ديدات.. لكن كل هذا لم يشفع له بعد أن بدأت تلاحقته تهمة الإرهاب بسبب لغة العنف التى يتبعها فى خطاباته وهو ما كان سبب فى منع بريطانياوكندا من دخوله أراضيهما بدعوى نشره للكراهية والفكر الإرهابي حول العالم. وكانت الحكومة البريطانية ألغت مؤخرا التأشيرة الخاصة برجل الدين الهندي المسلم، عبد الكريم نايك والشهير ب ذاكر نايك، ومنعته من دخول البلاد بدعوى انتهاجه سلوكا غير مقبول، قبل يوم واحد من سفره جوا إلى المملكة المتحدة لإلقاء سلسلة من المحاضرات في مدرجات بويمبلي وشيفيلد ،حيث أصدرت وزارة الداخلية البريطانية أمر استثناء بحق ذاكر من دخول بريطانيا، متهمة إياه بالترويج للفكر الإرهابي. وحظرت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية دخول ذاكر البلاد، معلنة أنه لن يسمح له بدخول المملكة المتحدة، طبقا لقوانين تتيح استثناء دخول أي شخص يكتب أو ينشر مواد بإمكانها تأجيج أو تبرير العنف الإرهابي، وقالت إن دخول المملكة المتحدة فضل وليس حقا، وأنا لست على استعداد للسماح لأولئك الذين قد لا يخدمون الصالح العام بدخول بلادنا. وكانت مقاطع مصورة موجودة على شبكة الإنترنت قد أظهرت الداعية ذاكر وهو يدلي بتصريحات يؤكد فيها أنه على كل مسلم التحول إلى الإرهاب ،وأن اليهود ألد أعداء الإسلام، الأمر الذي جعل ذاكر من الشخصيات المثيرة للجدل. كما نقلت تقارير عن ذاكر قوله إن النساء يجعلن أنفسهن أكثر عرضة للاغتصاب بارتدائهن ملابس كاشفة. إلا أن ذاكر سبق له زيارة المملكة المتحدة عدة مرات من قبل، وتمت الموافقة على جولته التي كان من المقرر أن يلقي فيها عدة محاضرات من دون مشكلات لكن هذه المرة تم منعه. و من ناحيتها، حذرت كندا، التي كان من المقرر أن يتجه إليها ذاكر قادما من بريطانيا، حذو الأخيرة وألغت التأشيرة الصادرة له. واللافت أن قرار لندن صدر في أعقاب تقرير أوردته صحيفة صنداي تايمز البريطانية ذكرت خلاله أن داعية الكراهية سيسمح له بدخول بريطانيا، ووصفت حالة "ذاكر" بأنها أول اختبار حقيقي للتعهد الذي أطلقه المحافظون أثناء الحملة الانتخابية بالإبقاء على العناصر الراديكالية خارج البلاد، نظرا لأن "ذاكر" يعد إسلاميا يكن كراهية للنساء ويناصر الإرهاب. في المقابل، أبدى "ذاكر" وأنصاره صدمة بالغة حيال هذه الاتهامات، ملقين اللوم على دوافع سياسية وكراهية الإسلام وشرعوا في إجراءات قانونية للطعن على قرار منع "ذاكر" من دخول المملكة المتحدة أمام محكمة بريطانية عليا. وفي أول ظهور علني له بعد منعه من دخول بريطانياوكندا، قال الداعية الإسلامي إن رسالته دارت دوما حول السلام. لذا، يعجز عن فهم سبب قرار السلطات البريطانية، ومن بعدها الكندية، بمنع دخوله أراضيهما. وقال إنه لا بد أن السبب سياسيا، لا يمكن أن يكون هناك سببا آخر، متهما الحكومتين باتخاذ هذه الخطوة لإظهار صرامتيهما حيال التطرف، واستطرد قائلا: في وسائل الإعلام البريطانية، جرى اقتطاع تصريحاتى عن سياقها وتصويري كذبا بأنني داعية الكراهية. وقد شكل هذا ضغطا على الحكومة المنتخبة حديثا كي تمنعني من دخول البلاد. وبالنظر للسيرة الذاتية ل "ذاكر" نجد أنه ولد في مومباي، وبدأ حياته المهنية كطبيب، قبل أن ينتقل إلى العمل كداعية ديني ،وقد حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة مومباي، ويعد الداعية الهندي مؤسس ورئيس المؤسسة البحثية الإسلامية، وهي منظمة غير هادفة للربح ،وتملك المنظمة قناة "بيس تي في" العالمية التي تقدم خدماتها مجانا. والملاحظ أن "ذاكر" هو الداعية الوحيد في هذا الجزء من العالم الذي يلقي خطبه باللغة الإنجليزية ويرتدي رابطة عنق ويتناول الخوف الذي أصاب قطاعات من المسلمين تفتقر إلى معرفة مناسبة بأمور دينها وشعرت بتعرضها للحصار خلال العقد الماضي ويتمتع "ذاكر" بالقدرة على الاستشهاد بالقرآن والنصوص والإنجيل من دون صعوبة تذكر. وعلق على هذا الأمر بالإنجليزية التي يعترف بأنها الأكثر يسرا بالنسبة له بقوله تلك هبة من الله القدير، وكان من شأن ذلك جعله أكثر الدعاة المسلمين عالميا الذين يسعى الناس للإنصات له. وجاءت رحلة "ذاكر" الإيمانية في مرحلة متأخرة نسبيا من حياته ،حيث كان يعمل طبيبا عندما قرر التخلي عن هذه المهنة بعد استئذانه والده الذي كان يعمل طبيبا أيضا، وربما تكون مهنته كطبيب هي السبب وراء تأكيده أن بإمكانه التدليل علميا على وجود الله, وكان حضوره مصادفة لخطاب ألقاه الداعية الجنوب أفريقي أحمد ديدات في مومباي عام 1987 هو مصدر إلهامه، وسرعان ما شرع "ذاكر" في حفظ القرآن. ومثل "ديدات"، اعتمد "ذاكر" على الإنجليزية للتواصل مع الجماهير، ولا تزال الصورة التي رسمها لنفسه منذ بداية عمله الدعوي حتى اليوم شبيهة بالنمط المميز لديدات، حيث يحرص على المشاركة في حوارات الأديان عبر وسائل الإعلام، والآن عبر شبكة الإنترنت، سعيا لنشر رسالته،ولذلك يلقبه متابعوه ب "ديدات الأكبر" وطبقا لما صرح به "ذاكر"، فإن هدفه يتمثل في التركيز على الشباب المسلم المتعلم الذي بات يتخذ موقف الدفاع في الحديث عن دينه، ويرى أنه من واجب كل مسلم محاربة الأفكار الخاطئة عن الإسلام التي يعتبرها نتاجا للتحيز الإعلامي الغربي ضد الإسلام في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية. ووفقا للمحللين تأتي قوة "ذاكر" من لهجته الخطابية القوية وقدرته على الاستشهاد المستمر بالقرآن للتدليل على وجهات نظره. كما يتميز بطلاقته في الحديث بالإنجليزية والعربية بدرجة تفوق قدرته على التحدث بالهندية أو الأردو، بجانب معرفته العميقة بعلم مقارنة الأديان وعشقه المجادلة الحسنة. وتجتمع هذه العوامل كلها لتخلق شخصية غامضة تتعارض مع صورة "الملا المخبول" الذي يفيض بالكراهية على الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعشق قطاعات واسعة من العالم الإسلامي صب الكراهية عليها. وقد أوردت صحيفة هندية قائمة بأبرز عشرة زعماء روحانيين في الهند ،احتل ذاكر فيها المرتبة الثالثة، وكان المسلم الوحيد في القائمة. وعقد ذاكر الكثير من المناظرات وأدلى بكثير من المحاضرات في مختلف أرجاء العالم، وفي نوفمبر 2002، ألقى محاضرة بعنوان "لماذا يعتنق الغربيون الإسلام" في قاعة مؤتمرات ملحقة بمستشفى الملك فهد في جدة،و خلال المحاضرة، أشار "ذاكر" إلى أن الإسلام يطرح حلولا عملية للكثير من المشكلات التي تجابه الغرب، مثل الزنا وتناول الكحوليات وعقوق الوالدين. وأعلن "ذاكر" أنه رغم موجة كراهية الإسلام الحادة، فإن 34 ألف أمريكي اعتنقوا الإسلام منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 حتى يوليو 2002، وخلال محاضرة ألقاها في جامعة ملبورن، أشار إلى أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي منح النساء مساواة حقيقية بالرجال، مشددا على أهمية ارتداء الحجاب لأن نمط الملبس الغربي الكاشف للجسد يجعل النساء عرضة للاغتصاب. وفي 21 يناير 2006، عقد حوارا بين الأديان مع الزعيم الروحي الهندي سري سري رافي شانكار حول مفهوم الخالق في الإسلام والهندوسية بهدف تعزيز التفاهم بين الديانتين الكبريين في الهند وتسليط الضوء على نقاط الالتقاء بينهما، مثل حظر عبادة الأصنام. وعقدت المقابلة في بنجالور ووصل عدد الحاضرين 50 ألف شخص في بالاس جراوندز. وفي أعقاب محاضرة ألقاها البابا بنديكتوس السادس عشر في سبتمبر 2006، اقترح "ذاكر" المشاركة في مناظرة عامة على الهواء معه، لكن البابا لم يستجب للدعوة. وفي كل عام منذ نوفمبر 2007، ينظم "ذاكر" مؤتمر سلام ينعقد طيلة 10 أيام في سومية جراوند بمومباي. في أغسطس 2008، أصدرت دار العلوم ديوباند، وهي أكبر جامعة إسلامية بجنوب آسيا، فتوى تنص على ضرورة عدم الاعتماد على آراء "ذاكر"، وبالمثل، أصدر مجلس أمريكا للشريعة أكثر من 20 فتوى ضد "ذاكر" عبر موقعه على شبكة الإنترنت، وأعرب المجلس عن اعتقاده أن الداعية الهندي ضل الطريق، خصوصا أنه ليس بعالم ويصدر فتاوى من دون سلطة تمكنه من ذلك أو أي معرفة تؤهله لهذا الدور، الأمر الذي يشكل خطرا على الإسلام. لكن "ذاكر" يرفض هذه المزاعم، واصفا إياها بمحاولات متعمدة لتشويه صورته. وقال ،لقد انتقدت علانية في الكثير من المناسبات كل أعمال الإرهاب وأدنت بصورة قاطعة أعمال العنف، بما فيها هجمات 11 سبتمبر , وذكرت في عدة مناسبات أن مثل هذه الأعمال خسيسة وغير مبررة على الإطلاق طبقا لأي معايير. أما التعليقات المثيرة للجدل التي أعلنها "ذاكر" بخصوص المرأة، فهناك تصريحات نسبت إليه تفيد اعتقاده أن ارتداء النساء ملابس قصيرة يعد بمثابة دعوة لجذب الانتباه للرجال الوقحين، بل وربما الاغتصاب. وباعترافه الشخصي، حقق "ذاكر" أكبر بكثير مما توقعه الكثيرون له أثناء سنوات دراسته في مدرسة سانت بيتر الثانوية بمومباي، حيث أشار إلى أنه كان يحصل على درجات النجاح بالكاد ،وأضاف لكن أدركت أن تعثري توقف عندما شرعت في الحديث عن الحق. وتشير التقديرات إلى أن عدد مشاهدي قناة "بيس تي في" التي يجري بثها من دبي يتجاوز 100 مليون مشاهد، ربعهم من غير المسلمين، حسبما قال "ذاكر" الذى عمد في هدوء على تدريب نجله فاروق، الذي أضفى وجها مراهقا جديدا على القناة. يذكر أن ذاكر عبد الكريم نايك ، أو كما هي شهرته دكتور ذاكر نايك، هو داعية وخطيب ومنظر إسلامي هندي من أهل السنة والجماعة، ولد في 18 أكتوبر 1965, وهو طبيب أيضاً حاصل على درجة بكالوريوس في الطب، ودرجة بكالوريوس في الجراحة من جامعة مومباي ،لكن منذ عام 1993 ركز على الدعوة الإسلامية، وكان طالب الشيخ أحمد ديدات وهو مدير مؤسسة البحث الإسلامية في الهند.