ليست هذه المرة الأولى التى تفتح فيها "نيويورك تايمز"، أحد أكبر وسائل الإعلام الليبرالية فى أمريكا، صفحاتها للدفاع عن جماعة الإخوان الإرهابية، فبحسب إريك تريجر، زميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فالجريدة متورطة وفق اتهامات لموقع "بريتبارت" الأمريكى الإخبارى، قبل أيام بأنها تعمل ك"لوبى" لصالح تنظيم الإخوان من خلال نشر العديد من المقالات والآراء التى تعارض تصنيف الإخوان جماعة إرهابية. كما أن ال"نيويورك تايمز" خصصت قبل أيام افتتاحيتها لجماعة الإخوان الإرهابية، فنشرت يوم الخميس الماضى 9 فبراير، مقالًا بعنوان "الإسلام كله ليس العدو"، حذرت فيه من خطورة تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، لأنه سيُنظر إليه من قبل العديد من المسلمين كمحاولة أخرى لتشويه سمعة "أتباع الإسلام". الحداد، سعى جاهدًا لانتقاء ألفاظ توحى بأن أيديولوجية الجماعة قائمة على فلسفة سماحة الإسلام، وتؤكد على قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون، فكتب يقول: "إن من وحى فلسفة الإخوان المسلمين ومن خلال فهمهم للإسلام التى تؤكد على قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون، عاشت جماعة الإخوان منذ إنشائها فى عام 1928"، وهى كلمات جوفاء كشف زيفها عام كارثى عنيف من حكم الجماعة الإرهابية لمصر، شهدنا خلاله كافة ممارسات التكفير والازدراء بالآخر، فضلًا عن خطابات الكراهية التى رددها قيادات الجماعة. من أبرز الأكاذيب التى رددها القيادى الإخوانى فى مقاله، أنهم كانوا المجموعة الأكثر تعرضًا للاضطهاد فى ظل نظام مبارك، وقال إن مشاركتهم البرلمانية فى ذلك العهد سواء من خلال تحالفات مع الجماعات السياسية الأخرى أو كمستقلين، هو دليل على التزامهم بالتغيير القانونى والإصلاح، فضلاً عن زعمه أنهم كانوا يعملون ضد محاولة توريث مبارك السلطة لنجله جمال، والحقيقة هنا أن الجماعة كانت العنصر الأخير فى الاشتراك ب25 يناير، التى أطاحت بنظام مبارك، كما أنهم كانوا يعلنون دائمًا أن مبارك الأصلح لقيادة مصر، وهم أيضًا الذين حصدوا 88 مقعدًا بانتخابات برلمان 2005، علاوة على أن قضية التوريث التى يتحدث عن أنهم كانوا يتصدون لها أثبتت الأيام أنها كانت "كذبة" كبيرة فلا مبارك أراد أن يولى نجله السلطة، ولا نجله كان يريد أن يصبح رئيسًا لمصر، بشهادة كل المقربين من النظام وقتها. فى مقاله كتب الحداد: "التزامنا المطلق باللا عنف والإصرار على المقاومة السلمية"، فهل نسى مشهد منصة التحريض على العنف ضد الدولة فى ميدان رابعة، وهل نسى مقولة "هنفجر مصر"، وهل نسى قول صديقه البلتاجى "إن الذى يحدث فى سيناء يتوقف فورًا لحظة عودة محمد مرسى"، وغيرها الكثير من عبارات التهديد والعنف وخطابات الكراهية والدعوة للقتال. فى ختام الرسالة كتب يقول: "بعد فوات الأوان.. يؤسفنى أن المناورات السياسية خلقت مسافة بيننا وبين الشعب بعد أن عشنا فترة طويلة للخدمة، درسًا قاسيًا تعلمناه من الربيع العربى، نحن ندرك أن لدينا عثرات سياسية، ولكن المداولات العامة والاعتقالات والتسميات الخاطئة لنا هى حقًا سخيفة، وقصيرة النظر وسابقة مثيرة للقلق"، وهو هنا يعترف أن الأوان قد فات، وأن مجرد وجودهم داخل الحياة السياسية بات أمرًا أشبه بالمستحيل، لكنه فى الوقت نفسه يستعطف الأمريكان بالدفاع عنهم ومحاولة إخراجهم من شرنقة السجون التى وضعهم فيها المصريون قصاصًا لأرواح عشرات الأبرياء الذين راحوا ضحية طمعهم وتشبثهم بالسلطة رغم رفض الشعب لوجودهم.