"المرأة فى المسيحية" هو أحدث الإصدارات المسيحية التي أثارت جدلاً داخل الكنيسة وهو من تأليف الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط للأقباط الأرثوذكس والمرشح البابوى السابق، حيث أثار هذا الكتاب أزمة كبيرة عقب طرحه في الأسواق بين مؤيدين ومعارضين له. ويتناول الكتاب بعض القضايا التي فجرّت غضب كثير من القساوسة، الذين طالبوا بالتحقيق مع مطران سمالوط واتهامه بمخالفة التعاليم الكنسية فى القضايا التى ناقشها في الفصل الثاني من كتابه ومنها تناول المرأة أثناء الدورة الشهرية حيث أباح الأنبا بفنوتيوس ذلك، في حين أن تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية تمنع تناولها لعدم طهارتها وقد دافع المطران عن رأيه قائلا "الدورة الشهرية عملية فسيولوجية طبيعية خلقها الله مثل باقى إفرازات الجسم ومنها العرق أو اللعاب أو الدموع"، وتابع "النظافة الجسدية الخارجية لا تعنى أحداً، بل ما يعنيهم هو النقاوة القلبية، وهو ما أكد عليه المسيح". وأوضح مطران سمالوط أن الكتاب يضم عدداً من الأفكار المنقولة عن آباء الكنيسة حول مكانة المرأة المتميزة فى المسيحية. ومن أهم محتويات الكتاب الفصل الأولي الذي يتناول العلاقات الزوجية والتناول والصوم ويقسم الفصل إلي أجزاء الأول تحت اسم "لاهوت الأسرار"، والثاني يتناول العلاقات الزوجية و القوانين الكنسية وأقوال الآباء، أما الفصل الثالث من الكتاب فجمع فيه مجموعة من الآراء التي تمنع المرأة من دخول الكنيسة أثناء فترة الحيض. وقد أصدر المجمع المقدس بياناً أكد فيه أن الكنيسة لا توافق علي ما جاء في الكتاب، وأن الحديث عن تناول المرأة الحائض ما هو إلا اجتهاد شخصي من مطران سمالوط. كما أصدر الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس بياناً هاجم فيه مطران سمالوط موضحاً موقف الكنيسة الأرثوذكسية مما جاء بالكتاب، وقد أصدر أسقف مغاغة ورئيس رابطة الكلية الإكليريكية دراسة تنفي كل ما جاء في الكتاب. وفي أول تعليق من البابا علي إباحة تناول المرأة الحائض أكد علي رفضه استخدام لفظ "بدعة" على تعليم أو أراء أي شخص دون صدورها من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحاً خلال لقائه مع مسئولي لجان الرعاية الاجتماعية بالإيبارشيات منتصف الأسبوع الماضي أنه يجب أن يكون التعليم في الكنيسة مٌعاشاً ومتطوراً ومتجدداً، وقال "لا يصح أن نقول على أحد أنه يقول بدعة ما لم يصدر المجمع قرارًا بهذا".