- أسقف مغاغة: دخول المرأة الحائض الكنيسة للتناول بدعة مخالفة لإيمان الكنيسة - أسقف سمالوط: هل نمنع المرأة من التناول بسبب عملية فسيولوجية طبيعية؟ - الباحث بالمبادرة المصرية: نقد أفكار مطران سمالوط تعكس تجمد فكر الكنيسة.. والمعركة بين الأساقفة تعكس تغلغل الوهابية داخل الكنيسة أرسل الأنبا أغاثون، أسقف مطرانية مغاغة والعدوة بالمنيا ورئيس رابطة خريجى الكلية الإكليريكية، اليوم، مذكرة للمجمع المقدس يطالب فيها البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة المرقسية بالتوصية بإيقاف طباعة كتاب «المرأة فى المسيحية» الذى قام بتأليفه الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط للأقباط الأرثوذكس بالمنيا الذى طالب فيه بمنح المرأة حق التناول كسر من الأسرار المقدسىة فى فترة الحيض. ووصف أغاثون، المطالبة بدخول المرأة الحائض أو النفساء إلى الكنيسة وتمكينها من التناول بالبدعة الحديثة فى الكنيسة والمخالفة لإيمان الكنيسة وعقيدتها، حسب نص مذكرته التى نشرها عبر «فيس بوك». وذكر أغاثون، أن البابا ديونسيوس البطريرك رقم 14 246 264 م ذكر، أن على الكاهن أن يمنع من دخول الكنيسة المرأة الواجب عليها أن تطهر، وذلك حسب كتابه الكنز الثمين لراعى الكنيسة الأمين، ويقول الأنبا ميخائيل أسقف اتريب ومليج فى كتاب الطب الروحانى، «وأما الشريعة الحديثة فإن الآباء يقولون فى المحارم، ولله على جميع النساء المؤمنات النصرانيات، الامتناع عن دخول الكنيسة وهن حائضات، وعليهن الامتناع عن أخذ القربان، إلا أنهن لا يتركن التسبيح فى بيوتهن وذكر الله وإن كن حائضات». وأضاف أغاثون، أن الله حرم أيضًا على النساء دخول الكنيسة وهن حائضات، كما ورد فى القوانين التى وضعها المجمع الإكليريكى العام المقدس فى عهد البابا كيرلس الثالث عام 1239، «ويحرم دخول الحائضات إلى الكنائس فى وقت حيضهن»، وذكر أغاثون، أن منع المرأة من دخول الكنيسة أو تناولها من الأسرار المقدسة، أثناء فترة الدورة الشهرية والولادة، يستند لتقليد مقدس مكتوب ومعاش، قائمة على أدلة كتابية وقانونية وآبائية. وكان مطران سمالوط قد حذر من خطورة تشويه موقف المسيحية من المرأة، فالرجل والمرأة متساويان ولكن من ينادون بمنع المرأة فى فترة الحيض من التناول لنجاستها يشوهون صورة المسيحية، وينسبون إليها أنها تٌعلم بفوقية الذكور ودونية الإناث، مما يفضى لفتور محبة البنات لكنيستهن، خاصة والكنيسة الأنطاكية للروم الأرثوذكس والكاثوليكية قد ألغيا حرمان المرأة من التناول أثناء فترة الحيض. وأكد أن التعليم الأرثوذكسى السليم يقول إن الدورة الشهرية هى عملية فسيولوجية طبيعية خلقها الله، فهل نمنع من التناول إنسانًا بسبب الدموع مثلًا؟، ونحن لا يعنينا أمر النظافة الجسدية الخارجية ما يعنينا هو أمر النقاء القلبى. وقال الباحث ومسئول برنامج حرية الدين والمعتقد بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إسحق إبراهيم ل«الشروق»، إن طريقة الاعتراض ونقد أفكار مطران سمالوط تعكس تجمد الفكر داخل الكنيسة، التى كانت لها سمة تميزها خلال فترات طويلة من التاريخ عندما كانت تملك مدرسة لاهوتية عريقة قادرة. ودعا إبراهيم لمراجعة طريقة التعليم داخل الكنيسة سواء لرجال الدين أو للشعب، لأنه «لا يمكن فصل الرأى المتشدد تجاه تناول المرأة عن نظرة المجتمع المصرى إلى المرأة والتى تكون دونية فى الغالب الأعم وبأنها كائن ناقص ونجس وهى نظرة غير مسيحية»، مشيرا إلى أن «هذه المعركة أكبر من كونها اختلافا بين رجال دين، هى انعكاس لتغلغل وسيطرة الفكر الوهابى واليهودى على رجال الدين الأرثوذكس».