باحث أمريكي يكتب عن لقائه بمرسي: كان قائد المعارضة الداخلية بالجماعة وتبنى أفكار سيد قطب الجماعة لم تكن تتوقع التقرب الأمريكي منها بعد وصولها للحكم.. والإخوان لم يكونوا مؤهلين للرئاسة مرسي لم يكن يعرف شيئا عن الحكم سوى تعيين أعضاء جماعته في المناصب الهامة عدد الصحفيين المعتقلين في عهد مرسي فاق عددهم في 30 عاما من حكم مبارك لاتزال الفترة الوجيزة التي حكم فيها الإخوان مصر ومن قبلها دورهم في ثورة يناير , تشغل بال الباحثين الغربيين الذين يريدون البحث عن كيفية الصعود والهبوط السريع الجماعة وأسباب ذلك ،ومؤخرا أصدر الكاتب والباحث المتخصص في شئون الشرق اوسط إيريك تريجر كتابا بعنوان "الخريف العربي .. كيف وصل الإخوان إلى حكم مصر في 891 يوما وخسروه. وفي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عرض أورين كيسلر، نائب مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أهم ما جاء في الكتاب الذي تطرق لدور جماعة الإخوان المسلمين في فترة ما بعد ثورة 25 يناير، وأسباب إطاحتها من الحكم. وبدأ الكاتب بالثورة المصرية التي أعلنت نجاحها في فبراير 2011 بتنحي حسني مبارك عن منصبه بعد 18 يوما من الاحتجاجات كان أشهرها في ميدان التحرير، بعدما استمر في الرئاسة لنحو 30 عامًا. بعد ذلك، اختطفت جماعة الإخوان المسلمين الثورة كما يرى كيسلر حيث حصلت على أغلبية في البرلمان، ونجحت في تنصيب أحد أعضائها وهو محمد مرسي رئيسا للبلاد. ولم يمرّ عام على جماعة الإخوان في رئاسة الجمهورية، حتى عاد المصريون إلى الشوارع مجددا، لكن هذه المرة للتظاهر ضد الجماعة وبمساعدة الجيش تم عزل محمد مرسي وأوضح التقرير , أنه في كتاب «الخريف العربي: كيف نجح الإخوان المسلمون بحكم مصر وخسارته في 891 يومًا ، أن جماعة الإخوان المسلمين كان لها وجود قوي منذ بداية المظاهرات في 2011، وأنها لم تختطف أي شيء، فهم الحركة المصرية الوحيدة المنظمة بما يكفي لمنافسة النظام القديم في الانتخابات. ورأى تريجر أيضًا أن تحرك الجيش ضد مرسي لم يكن بسبب عزم الجيش على الإطاحة بالإخوان بعيدًا عن السلطة، وإنما بسبب غياب الرؤية والكفاءة عند الإخوان مما دفع حشودًا بأعداد غير مسبوقة تنزل إلى الشارع مطالِبة بالإصلاح. وعرض التقرير لتاريخ الإخوان المسلمين موضحا أنها أقدم وأكبر جماعة إسلامية في العالم، وقد تأسست عام 1928 على يد حسن البنا ،الذي كان مقتنعًا بأن الإسلام يقدم كل ما يحتاجه الإنسان للارتقاء سياسيًا وماديًا وأخلاقيًا، لذلك كان شعار جماعة الإخوان المسلمين – ولا زال- «الإسلام هو الحل». وبدأ برنامج البنا من القاعدة إلى القمة، فرأى ضرورة إصلاح الفرد، ثم تقوم الأفراد بتأسيس بيوت إسلامية نموذجية، والتي تشكل مجتمعًا مؤمنًا يخشى الله، أي دولة إسلامية حسب قول البنا، والتي تتواصل مع مجتمعات إسلامية أخرى لاستعادة الخلافة الإسلامية، وفي الشهور التالية للثورة، تعهد الإخوان بعدم خوض انتخابات الرئاسة أو السعي وراء أغلبية في البرلمان وفقا ل "تريجر"، حتى لا يشعر المصريون بالقلق من هدف الإخوان لإقامة دولة إسلامية. لكن الإخوان لم يلتزموا بهذه التعهدات، ورشحوا محمد مرسي لانتخابات الرئاسة، بعد استبعاد مرشحهم الأول في السباق الرئاسي خيرت الشاطر . وأوضح "كسلر" معلقا على ما جاء في كتاب "تريجر" , أن الإدارة الأمريكية لم تعلم عن محمد مرسي سوى القليل، إلا أن "تريجر" كان قد قابله قبل عامين في القاهرة.و عرف منه أنه يمثل المعارضة الداخلية داخل الجماعة ، وأنه من أتباع فكر سيد قطب المفكر المنتمي للإخوان الذي أعدمه نظام جمال عبد الناصر، والذي ألهمت رسالته أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة. وقد قال مرسي لتريجر أثناء لقائهما «برنامجنا طويل الأجل، ليس برنامجًا على المدى القصير. هدفنا ليس أن نصبح حكامًا، بلدنا يجب أن يحكمه الإسلام». وبحلول وقت انتخابات عام 2012، كان واضحًا ابتعاد الإخوان عن قوى المعارضة الأخرى من الليبراليين، والذين كانوا خيارًا أفضل في نظر الحكومات الغربية. ويقول تريجر في كتابه , إنه بعد فوز مرسي بالانتخابات الرئاسية، بدأ المسئولون الأمريكيون في التقرب من الإخوان، الأمر الذي كان مفاجئًا للإخوان أنفسهم. وبجرد توليه الرئاسة، بدا مرسي يفتقد إلى الكفاءة لأداء مهام الحكم. ورأي تريجر , أن جماعة الإخوان ليست لديها رؤية سياسية حقيقية باستثناء تعيين مسئولين في الحكومة ممن ينتمون للإخوان أو لديهم أفكار مشابهة. على سبيل المثال، من أجل إنقاذ الاقتصاد المصري المتدهور، اقترحت حكومة مرسي مشروع النهضة الذي وعد بخفض التضخم إلى النصف، وفي الوقت ذاته «حماية كرامة الفقراء» ومضاعفة عدد الأسر التي تحصل على ضمان اجتماعي. ولم يفسر الإخوان كيف يمكنهم تحقيق هذه الأهداف المتناقضة؟. وانتقالًا من الاقتصاد إلى الصحافة، اتهم مرسي العديد من الصحفيين بإهانة الرئيس، فوصل عدد من اتهمهم خلال أول سبعة أشهر له في الحكم أربعة أضعاف عدد من اتهمهم مبارك على مدار 30 عامًا, بعد ذلك، تحديدًا في نوفمبر 2012، قام مرسي بتحصين قراراته من السلطة القضائية، الأمر الذي لم يجرؤ مبارك على فعله وبعد أسابيع، أصدر الدستور الذي أعده نواب أغلبيتهم من الإخوان والسلفيين. ومع تصاعد المعارضة خلال الأشهر التالية، لجأ مرسي إلى نظريات المؤامرة، مصرحًا بأن المعارضة مدعومة إما من أجانب، أو من فلول نظام مبارك، أو رجال أعمال لهم مصلحة في وجود حالة الاضطراب تلك. وفي يونيو 2013، نزل مئات من الإخوان مجهزين بالخوذات والدروع والعصي من أجل «حماية الثورة» على حد قولهم، مما يعني حدوث اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين، وبالتالي تصبح الفرصة سانحة للجيش للتدخل. ويقول تقرير وول ستريت جورنال إن مرسي عندما حاول تدارك الموقف في 2 يوليو 2013، كان الأوان قد فات. بعد تدخل الجيش، ظن الإخوان أن احتجاجهم لفترة طويلة سوف يسقط النظام، فيمهد الطريق لعودة مرسي. وهنا يرى "تريجر" أن تاإخوان أخطأوا في حساباتهم مجددًا حيث بالغوا في تقدير قدراتهم، واستهانوا بقدرة النظام الجديد على التصدي لهم. وأوضح تريجر أيضًا أن فترة ما بعد حكم مرسي كانت بمثابة معركة وجودية للجيش، مثلما كانت كذلك للإخوان.. والآن، بعد مرور ثلاث سنوات من عزل مرسي، تضاءلت قوة الإخوان إلى حد كبير مع القبض على قادتها والعديد من أعضائها وداعميها، أو نفيهم. ووفقًا للتقرير، فإن هذا لا يعني انتهاء وجود الجماعة، إذ أن جماعة عمرها 88 عامًا لا تختفي بين عشية وضحاها، لكن في الوقت ذاته ستحتاج الجماعة لسنوات أو حتى عقود حتى تعود لقوتها السياسية. وقال التقرير , إن ما نتعلمه من الثورة المصرية، هو أن المشاركة في الانتخابات ما هي إلا عنصر واحد من عناصر الحكم الديموقراطي، وأنه مهما كان الوضع سيئًا فمن الممكن أن يصبح أسوأ.